الجواب :
قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (94) سور المائدة .
أنا أتذكر وسائل التواصل هذه التي يرى من خلالها الإنسان الشهوات وما أسهلها هذه الأيام في هذه الآية.
سبحان الله ، الصحابة رضي الله عنهم كانوا وهم يحلون يتطلبون صيد البر وصيد البر ،هو بعيد عنهم.
فالله عز وجل قال : ليبلونكم ،
اللام لام تأكيد ،والنون المثقلة تأكيد .
قال : بشيء من الصيد تناله أيديكم و رماحكم.
لما أحرموا في سنة من السنوات غزاهم الصيد ، فأصبح الصيد في كل مكان .
قالوا : حتى لو قلبنا حجرا نجد فرخا نستطيع أن نأكله ، فكان الصيد في كل مكان.
قال الله عز وجل : تناله أيديكم ، قال : بقلب الحجارة، والطيور الخفيفة.
تناله رماحكم يعني أين ما رميت الرماح أصابت صيدا بلاء .
لماذا ؟
ليعلم الله من يخافه بالغيب .
أنظر الى قول الله لم يقل من يخشاه، قال من يخافه .
الخشية مقام يتوصل إليها العبد بالمجاهدة.
والخوف ليس مقاما ، لما تخاف أنت ليس خوفك إلا من أجل أن تدرأ عن نفسك عذابا.
أما الخشية فهي مقام ، وحال قلبي يحصله العباد بالمجاهدة
فالله قال : ((ليعلم الله من يخافه بالغيب))، فهو امتحان .
الصيد عند السلف في هذه الآية، شبيه بالعورات وشبيه بشهوة النساء والشهوات التي في الأجهزة هذه الأيام فهي والله بلاء .
هم غزاهم الصيد من كل مكان ، والذي يحمل هذه الأجهزة تغزوه الشهوات في كل لحظة .
لا يمكن أن تقلع عن هذا إلا بالخوف وليس بالخشية .
صاحب الخشية لا نخاف عليه ، صاحب الخشية هو وصل لمقام بإذن الله تعالى لا تضره الشهوات المحرمة.
فهذا يحتاج أن يخاف الله عز وجل ويعلم أنه إن عاد ينتقم الله منه.
وختم الآية بقوله : ((و له عذاب أليم)) .
قال مجاهد :
أي عذاب موجب لا بد أن من صنع هذا لا بد أن يعذب.
ويكفي العبد عذابا أن لا ينتفع الإنسان بقلبه ، وأن يصبح كالمنافقين لهم قلوب لا يفقهون بها .
ثم لا يمكن أن يترك الإنسان هذا النظر المحرم إلا بعلمه أن الله ينظر إليه ، وأن نظر الله يسبق نظره في مثل هذه الأوقات .
فالمطلوب الخوف من الله عز وجل.
◀مجلس فتاوى الجمعة.
10 ربيع الأول 1438 هجري
2016 – 12 – 9 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/س-15.mp3