السؤال الخامس هذا سؤال من سائقي التكسي في الأردن شيخنا الحبيب يوجد الآن برنامج سمحت…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/07/س-5-1.mp3السؤال الخامس: *هذا سؤال من سائقي التكسي في الأردن، شيخنا الحبيب: يوجد الآن برنامج سمحت به الحكومة ، يسمى “كريم”، أو “أوبر”، أو “إيزي تاكسي”، يسمح للعمل مع نوع من السيارات، حسب التطبيق على الجٙوّٙال، المشكلة التي نواجهها: أن هناك أصحاب بعض أصحاب السيارات الخصوصي قاموا بتنزيل التطبيق والعمل على نظام التوصيل، علماً أن الحكومة لم تسمح لمثل هؤلاء للعمل بمثل هذه الصورة، مما سبب لنا إرباكاً كثيراً نحن سائقي التكسي العمومي، فما حكم عمل هؤلاء، علماً أن عملهم هذا مخالف لتعليمات أولياء الأمور؟ وهل يجوز أن نقوم بالتبليغ عنهم، علماً أنهم ربما يتعرضون للمسائلة وحجز السيارة لمدة ثلاث أيام؟
لقد تسببوا لنا بأضرار كثيرة في العمل، أفيدونا بارك الله فيكم؟
الجواب: الإذن بالعمل والتصريح بـه هذا يحمل معنى معنوي، وهذا الشيء المعنوي له قيمة مالية مُتعارف عليها بين الناس.
يعني: ثمن السيارة مثلا عشرة آلاف دينار، لكن ثمن السيارة مع الرخصة في العمل بالخدمة العامة لتوصيل المواطنين، الذين يسمى في بلادنا بالـتكسي الذي يحمل اللون الأصفر، والذي يكون عليه طبعة معينة ورقم معين تورتيب معين؛ هذا يصبح التكسي ثمنه من العشر آلاف إلى الخمسين ألف، قد يصل إلى خمسين ألف، فهذه الرخصة في العمل مال معنوي.
فالمال عند العلماء: كل شيء له قيمة عُرفية لا تُصادِمُ نصاً، محترٙم، له قيمة.
والأموال -اليوم- المعنوية أكثر من الأموال المادية.
فأن يأتي إنسان فيُزاحِمك في العمل فهذا
أولاً: فيه افتئات على تنظيم أولياء الأمور، وفيه ظلم لسائر الناس،وهذا العمل حرام شرعاً، لا يجوز لأحد أن يزاحم هؤلاء الذين دفعوا أموالاً طائلة حتى أخذوا هذا الحق المعنوي فأصبحوا يتمتعون بشيءٍ خُصّٙ بهم.
فالمال كل شيء معنوي مخصوصٌ بأشخاص معينين؛ هذا مالٌ يٙحرمُ التّٙعدِّي فيه.
أما الحق المعنوي الذي ليس بمخصوص، وإنما هو مشاع للناس كلهم؛ فهذا الحق المعنوي -على أرجح أقوال أهل العلم لا يُباع ولا يُشرى.
إذاً الحقوق المعنوية قسمان:
١- حق معنوي مخصوصٌ معروف في أعراف الناس، أن له أصحاب وله قيمة، فهذا يٙحرُم التّٙعدي فيه.
مثل هذا، الطوابع الطابِع حق معنوي، الطابع ورقة صغيرة قد يصل ثمنها إلى خمسة آلاف دينار، وقد تزيد، ومثل هذا حقوق التأليف، ومثل هذا *حقوق براءة الاختراع، هذه معروفة، إنسان معين بٙذٙل جهد كبير وتُسجّٙل باسمه، وتعارف الناس على أنها مال، وأن لها قيمة وما شابه.
ومثل “الماركة المسجلة”، أنت تدخل على محل حلويات مشهور مثل (محل حبيبة) في بلادنا، تنظر في المحل، المحل فيه أشياء لها قيمة، لو أنك قٙدّٙرتٙ قيمتها المادية؛ تُقدِّرها بألف دينار، لكن لو أردتٙ أن تُقدِّر الاسم التجاري؛ لا يٙقبٙل صاحبه به بمئات الألوف من الدنانير، فالاسم التجاري أثمن مِن عدد السِدور والطاولات والكراسي الموجودة في المحل، فالأمور المعنوية المكتٙسٙبة التي يُعرف لها أصحاب لها قيمة.
أمّا الأمور المعنوية ( القيمة المعنوية) التي بذلها الشرعُ فعمّٙها ولم يٙخُصّٙها؛ فهذه لا يجوز شرعاً أن تُباع وتُشترى.
مثل ” حق الشفعة “، حق الشفعة أعطاه الشرع للجار لغرض، فلا يجوز لك أن تقول:
واللهِ جاء رجل يشتري بيتك وهذا الرجل كريم ويريد أن يدفع مبلغ كبير، فأنا أريد حتى أتنازل عن حق الشفعة أريد منك نصيب من بيعك لبيتك من هذا الإنسان الثري الكريم، فأطلب منك مالا حتى أتنازل، لا ما يجوز، حق الشفعة ليس خاصاً بك، حق الشفعة لكل الجيران، حق شرعي.
مثل ” الضُّرّٙة “، واحد متزوج اثنتين، فواحدة تقول للثانية:
بيعيني هذه الليلة، فهذه الليلة أريدها منك، أريد أن أشتريها، يجوز هذا؟
لا يجوز.
لماذا؟
لأنها ليست حقا مكتسباً -وإن كانت حقا معنوياً-، فهي ليست حقا مكتسباً لامرأة معينة، وليست لها قيمة عرفية عند الناس.
فحينئذ هذا البيع للحق المعنوي على هذا الحال ممنوع.
وقد وجدتُ في فتح الملهم في شرح صحيح مسلمكلاماً بديعاً جداً في شرح كتاب البيوع عن الحقوق المعنوية المُجٙرّٙدة، وتٙمٙنّٙى لو أن وقته فيه فسحة لِيٙكتُب في هذا الباب، فوضع خطة بحث رائعة جداً، وتُدٙلِّلُ على إحاطة حسنة بالموضوع، ويا ليت بعض إخواننا الأكاديميين يستفيدوا منها في دراسة أكاديمية لينال شهادة، ولِيٙنفع المسلمين في تأصيل العملية لهذه الحقوق المعنوية، و لا سيما مع أن المال في هذا الزمان يميل إلى الحقوق المعنوية وليس إلى الأمور المادية بسبب التضخم وبسبب زيادة النظام الرأسمالي، الذي لا بد يكون مآلُه إلى زوال، وسيترتب على هذا الزوال دمارٌ يشمل البشرية، وستُعاني البشرية معاناةً لا يٙعلم بها إلا الله، لا بد أن يأتي يوم البشرية تُعاني معاناة لا يعلم بها إلا الله، بسبب وجود هذا النظام الذي هو قائم على سخط الله، وقائم على الربا.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
5 ذو القعدة – 1438 هجري.
2017 – 7 – 28 إفرنجي
↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatawa/1264/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor