السؤال الرابع عشر إذا غسل الميت وكفن و جهز ليلافهل ينتظر به إلى…

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/12/AUD-20161217-WA0010.mp3الجواب : الناس للأسف تستاهل كثيرا في عدم تعجيل دفن الميت ، لماذا؟!
قال:فلان مسافر ننتظر عودته ، فلان عاق لعله ما اتصل بأهله من أشهر ، يحلو الأبوين عند الأبناء عندما يموتوا ، وهم أحياء ما لهم وزن ، لكن لما يموتوا تصير مزاودة ، ما شاء الله ، ما شاء الله ، يعني الذي يعرف الحال ، يقول ستؤخرون الدفن من أجل فلان ؟! يعني بعض الصور التي يعرف الإنسان فيها الملابسات و الأحداث ، يعني أستغرب كيف يصنع الناس ! لكن مظاهر كذابة ، عصرنا عصر المظاهر الخادعة ، طيب ما الذي يمنع الولد المسافر أن يأتي ويقف على قبر أبوه أو قبر أمه ، ويصلي على قبرهم ، فما المشكلة ؟! النبي صلى الله عليه وسلم كانت امرأة سوداء تقم بالمسجد ، تنظف المسجد ، فماتت ، فدفنوها ليلا ، النبي صلى الله عليه وسلم قال: أين المرأة ؟ قالوا : ماتت فدفناها في الليل ، فقال:(لم لم تؤذنوني ؟ ) لم لم تخبروني ؟ فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبرها ، وصلى عليها وهي مقبورة بالقبر ، لا مشكلة . الله يقول :« ثم السبيل يسره * ثم أماته فاقبره » . ماذا يعني فأقبره ؟ ما قال: ثم أماته ، ثم أقبره ، فهذه الفاء تفيد التعقيب ، العطف و التعقيب ، هززت الشجرة فسقطت الثمرة – مباشرة – هذه الفاء التي تفيد التعقيب ، يقول العلماء دليل على قول العامة ، قول الناس ( من إكرام الميت العجلة في دفنه ) ، إكرام الميت العجلة في دفنه . لكن الناس يقولون خلص حذوها وضعوها في الثلاجة ، وبعد ذلك كيف نغسلها ، الذي يغسل الميت الموضوع في الثلاجة ، يريد ان يصبر عليه ، لما ينفك ، وإلا يصير قالب ، الذين يغسلوا الأموات ويضعونها في الثلاجات ، لا يتقون الله في تغسيلهم ، ولا يعاملونهم كما ينبغي ، يعاملونه معاملة قالب يرشون عليه ماء وخلص ، لذا أخواني ، الميت متى احتجنا أن نبقيه في الثلاجة ، دفناه ليلا ، ولا نضعه في الثلاجة ، الميت إن احتاج أن يوضع في الثلاجة حتى يصبح ، فحينئذ الدفن ليلا ، وقد دفن أبو بكر ليلا . فالنهي عن الدفن في الليل ، إنما يكون عندما لو تأخرنا عليه للفجر فإنه لا يتغير ، مثل هذه الأيام ، هذه الأيام لو مات لواحد منا ، إذا مات لواحد منا ميت ، وبقي للفجر ، الجو بارد ، ولا يتغير ، نبقيه للفجر ، ونصلي عليه ، وندفنه في النهار ، أما إذا تغير ، احتجنا أن نضعه في الثلاجة ، ندفنه في الليل حينئذ ، والمسألة تحتاج إلى قرار رجل حكيم ، يفهم ، وقرار فيه حزم وانتهى الأمر ، أما ترضي هذا وترضي هذا ، الناس لا يرضون أبدا ، الناس لا يرضون . لماذا الناس اليوم ينتظروا ويضعوه بالثلاجة و ما يدفنوه الضحى ؟! قال لأنه ما أحد يصلي من أقاربه ، أولاده لا يصلون ، أخذوه على الجامع لكي يصلوا عليه ، يعني يأخذوا به إلى الجامع ، لأنه لا يوجد أحد يصلي عليه في النهار لو دفناه ؟! طيب الذي يموت في الليل ، لماذا لا ندفنه ضحى ، ونصلي عليه في ساحة عامة بجانب المقبرة ، في أي مكان في ساحة عامة نصلي عليه ؟! قال ما في حدا يصلي عليه ، الذين يصلون قليلون من أقاربه ، خذوا به إلى الجامع ، صلوا في الجامع ، للأسف . يذكرابن القلموني في حاشية على نهاية المطلب ، والله تأثرت ، ونقلتها في كتابي ‘أحكام الجنائز ‘ يذكر عن العز بن عبد السلام ، قال في مصر ذهب ليخطب ، قال فوجد الجنازة ، قال فصلى عليها ، وقال لأصحابها : اخرجوا وادفنوه ، ولا تصلوا الجمعة ، فإن لكم عذرا في ترك صلاة الجمعة . صلى عليها قبل الصلاة ، وقال لذويه ما تحضروا الجمعة ، اذهبوا لدفن الميت ، لماذا؟ علمائنا يقولون إذا لك قريب وهو في النزع ، يجوز لك أن تتخلف عن الجمعة ، حتى ترعاه ، وحتى تلقته لا إله إلا الله ، يعني موضوع الإنسان مهم ، الإنسان وآخر لحظات الإنسان أمر مهم جدا ، قالوا أن ابن عمر تخلف عن الجمعة ، لأنه كان عند بعض أقاربه حتى يلقنه، ليشهد وفاته ، هذا فقه غريب الآن ، لكن هذا فقه معروف عند السلف ، فقه غريب الآن ، الآن موضوع الميت ليس له قيمة ، ما أحد ينتبه للميت ، وأنه في آخر لحظات حياته ، وحتى أهل الميت يخلصوا من الميت يأخذوا به إلى المستشفى ليموت وهو على الأجهزة ، وهو لا يستطيع يشوف أقاربه ولا يوصيهم ، ولا هو يستطيع يسمع منهم تلقينا ، طيب الرجل الأطباء يقولوا سيموت ، لماذا نأخذه إلى المستشفى ، ويحجبه المستشفى عن الناس ، ويوضع على الأجهزة ، فهي تجارة من حيث المستشفى ، وراحة من حيث الأولاد ، ولذا أصبحنا ما نتأثر بالموت أبدا ، نبعد تأثير الموت عنا قدر استطاعتنا، ولو دفعنا أموالا من جيوبنا ، يعني واحد له قريب مثلا أب أو أم ، خلاص الأطباء يقولون أنه ميت ، لماذا نأخذه إلى المستشفى ؟! يعني هو الآن يعاني مرض الوفاة ، لماذا لا يبقى عند ذويه يعني يوصيهم ، يسمعوا منه، يتعبدوا الله تعالى ببره ، يتعبدوا الله تعالى بإجراء الكلمات التي توسع تحسين ظنه بالله ، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ” كيف الميت يحسن الظن بالله ؟ قل له يا أبتي ، يا أمي ، يا فلان ، أنت لله الحمد كنت على خير ، تصلي ، أولادك يصلون ، حججت ، وأخرجت الزكاة ، يعني يلقي على مسامعه الأفعال الطيبة التي يفعلها ، حتى يوسع تحسين الظن بالله ، حتى يحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ” . فهذا مطلوب منه ومن ذويه ، يعني امتثال هذا التوجيه النبوي يحتاج إلى إجراءات من قبل الميت ومن قبل ذوي الميت ، للأسف ، الآن أصبح موضوع بعض الأموات ، يمكث أيام في الثلاجات ، وأمر طبيعي جدا وكأنهم لم يفعلوا شيئا فهذا ظلم كبير ، فالميت يتغير والميت يصبح فيه عيوب ، ولذا الله من إكرامه للإنسان أن الله جل في علاه قضى أن يتعجل في دفنه .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
10 ربيع الأول 1438 هجري
2016 – 12 – 9 إفرنجي