السؤال الرابع عشر كلمة فكر إسلامي ومفكر إسلامي

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/02/WhatsApp-Audio-2017-02-22-at-11.00.51-PM.mp3الجواب :
هذه الكلمات ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين لما كثرت فتنة الشبهات في الأمة ، ما بعد ذلك إلى هذا الزمان الذي نعيش تأججت فتنة الشهوات ، ظهرت البعثيات بعد سقوط الخلافة سنة 1928 المتمثلة في الحكم الإسلامي في تركيا ،قامت أفكار ، وعصبيات وشبه ،وإلحاد ، وقوميات .
فالفكر هو موَلدات من كليات الشريعة ، فجزى الله من قدم في ذلك الزمان خيرا لدرء شبهات الملحدين وبيان عوار أصحاب الأفكار الأرضية .
وتوسعنا كثيرا وما زلنا نعاني حقيقة من هذه الآفة، وأنا أقول آفة وأنا أدرك ما أقول .
أصبح هجران الأدلة الشرعية وهجران القواعد العلمية وعدم تعلم الأحكام والأنشغال بوصف الإسلام من الخارج وعدم الدخول في داخل الحصن الإسلامي المنيع ومعرفة أسراره وأحكامه أصبح عيبا ظاهرا عند كثير من الناس .
إذا كان يصلح هذا في زمن، فهذا لا يصلح في هذا الزمن ، الشبه زالت وذهبت ودول الإلحاد زالت ، وهذه أشياء عارضة وليست أصلية
، وأصبحنا نتكلم عن الإسلام بفكر لا بالوحي ، وأصبحنا حتى للأسف في المناهج الدراسية وعلى الإسئلة التي يُسألها حتى طلبة الإعدادي والثانوي في الامتحانات توجد كلمات لها آثار من هذه الآفة.
أنا أقرأ :
أذكر الأفكار التي تضمنتها واحتوتها الآية ؟
الآيات ما فيها أفكار ، الله ما عنده فكر .
الفكر يقبل الصواب والخطأ ، الفكر ما فيه عصمة ، الوحي الذي فيه عصمة .
ولذا الواجب علينا أن نتعلم أحكام الشرع.
والوجب علينا أن نتعامل مع نصوص الكتاب والسنة كما أمرنا ﴿فَاستَقِم كَما أُمِرتَ} ، فَاستَمسِك بِالَّذي أوحِيَ إِلَيكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ﴾ ، فالواجب أن نستمسك بالنصوص الشرعية .
وأما موضوع الفكر هذا ينفع مقابل أعداء الشريعة ، والغلو فيه والإنشغال فيه دون معرفة ما يلزم المسلم من أحكام يومية لأحكام شرعية هذا مدعاة للفتنة ومدعاة لتضخيم العقل ، مدعاة إنه العقل يضخم .
لذا أصبح كثير من الناس لا يميز بين المفكر وبين العالم ، واصبحنا في هذا الزمان لا نميز بين الخطيب والداعيه والعالم ، وأصبح كبراؤنا الذين يظهرون في الإعلام ليسوا علماءنا ، يعني ليسوا هم رؤوسنا أصلا ، يعني هو غير مؤهل شرعا ليتكلم في قضايا الأمة ، يعني واحد واعظ من الوعاظ ويجلس ويوعظ وجزاه الله خيرا ،لكن ليس له أن يعلن عن الجهاد، والنفير العام هذا ليس لك ،ما يجوز لك شرعا ذلك .
لأن الناس الفجرة تتوافد إليك، والطلاب والطالبات وأنت وسيم وعندك كلمات معسولة ومتداخلة الأمور ويجتمع عليك الألوف المؤلفة ، فأنت لست بعالم،
وقضايا الأمة المصيرية ليست لك،
وإعلان الجهاد عام والنفير عام هذا كلام إعلامي وما هو شرعي ،وهؤلاء مزقوا الأمة ، وفرقوا الأمة ، وهؤلاء لهم الآثار السلبية التي يجب أن تقوم هي ليست بأقل من الآثار الإيجابية أيضا .
كم من موقف وضع فيه وهو لا يعلم أحكام الشرع واضطر أن يتكلم باسم الشرع لأن شهرته أضرت به ، هذه مصيبة من المصائب الكبيرة .
فأن يصبح المفكر ويصبح الأعلامي ويصبح الإنسان التي فسحت له وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي ،يظهر أمام الناس أنه العالم ،ويتكلم في قضايا الأمة الكبيرة هذه مصيبة كبيرة يبنبغي أن نراجع أنفسنا وأن نراجع حساباتنا وأن لا نبقى في غينا .
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
20 جمادى الأولى 1438 هجري
2017 – 2 – 17 إفرنجي
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍