الجواب: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصوم الإثنين والخميس دائماً وكان يقول:
“ذلك يوم ولدت فيه..” عن يوم الإثنين..
و قد وقع وهم لشعبة في صحيح مسلم كان يقول:
“كان يقول (أي رسول الله) عن يوم الخميس ذلك يوم ولدت فيه..”
وإنما النبي صلى الله عليه وسلم ولد الاثنين وكان يقول هذا عن يوم الإثنين..
أما عن يوم الخميس فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول:
“إن الأعمال ترفع الى الله يوم الخميس وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم..”
كان النبي يصوم حتى يقال – كما تقول عائشة – “حتى نقول لا يفطر وكان يفطر حتى نقول لا يصوم..”
وهذا الشئ ورثه النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه..
فعبدالله بن عمرو بن العاص كان يصوم الدهر وإستأذن النبي – صلى الله عليه وسلم – فأخبره أن خير الصيام صيام داود..
والذهبي يقول في سياق ترجمته (أي لعبد الله بن عمرو):
“ساء مزاجه لكثرة صيامه..”
وكان عبد الله بن عمرو في آخر حياته يتمنى أنه لو قبل رخصة رسول – الله صلى الله عليه وسلم -..
وهذا يعطينا نصاً مهماً جداً ينبغي لطالب العلم أن ينتبه إليه أن الذي يبتدئ بعبادة عليه أن يحافظ عليها ولا يجوز له أن يتذبذب، فكان يتمنى لو أنه قبل رخصة رسول – الله صلى الله عليه وسلم – ولكن ثبت على العبادة، ثبت على الصيام..
ابن مسعود كان قليل الصوم..ما كان يصوم كثيراً وكان يعظ الناس يوم الخميس..
فقد ورث الصحابة رضي الله تعالى عنهم عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذا وهذا..
والإنسان يفحص إستعداده فإذا صام نفلاً حافظ عليه إلى مماته..
ثم يتوسع في العبادة فكلما تقدم به السن يتوسع في العبادة..
فمع الثبات يسير إلى الله؛
بزهد..وبتزكية.. وعمل صالح..
مع صدق وعلم لا ينقطع..
فالموفق الذي لا ينقطع أبداً عن الخير..
أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على كل خير.
فتاوى الجمعة 13_5_2016
رابط الفتوى :
الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?