السؤال الرابع عشر هل يجوز جمع الأموال من الناس لعمل ديكور للمسجد من جبص…

الجواب : من أخذ أموال الناس للمساجد فليتقِ الله فيها ، وصرف الأموال للزينة الخالصة فقط هذا من أشراط الساعة ، ” ولا تقوم الساعة حتى يتباهى النّاس بالمساجد ” .
وعلماؤنا يقولون: من أصابه همّ أو غمّ فمن السنّةِ أن يجلسَ في المسجد – ويكون بناء المسجد متواضعا – فينظر فيقول هذا بيتُ الله وهذا حاله ، فيذهب همّه ويذهب غمّه، واليوم إذا جلس هذا الفقير وهذا الذي عضّته الحاجة في المسجد يزداد همًّا .
فالأصل فيمن يبني المساجد أن يتقِ الله جلّ في علاه ، وحقيقةً كثير ممّن يتبرعون بالأموال للمساجد ويبنونها بالطريقة التي نراها ، هؤلاء لا عقول لهم أو أموالهم حرام ، فمن كان ماله حراما لا يوّفق أن يضع شيئًا في مكانه ، والذي نفسي بيده لو كانوا عقلاء فإن بعض المساجد يبنى بما أنفق عليها مئتي مسجد وزيادة ، يعني حي صغير لماذا يحتاج إلى فخفخة طوابق وشيء كثير !
أعجبني بعض إخواننا المهتدين جزاهم الله خيرا ، يقول : بنيت للآن أكثر من مسجد ، وأبني المسجد في حي ناشئ ، وأغلب الأحياء الناشئة يتكون فيها قطعة موقوفة للأوقاف ، ويكون المقاول عندي دائمًا ينتقل من قطعة الى قطعة ، وأبني المسجد بمقدار حاجة الحي ، ولا أضع أي زينة للمسجد ، فالمسجد يكلّفني عشرون ألف دينار ، ممكن عشرون ألف دينار يكون تكلفة مسجد صغير ، والمساجد ما فيها كثير نفقة ، والأرض تبرّع والمهندس متبرّع ، ماذا بقي ؟
فالأمر سهل ، وبناء المساجد سهل ، يعني واحد يريد أن يبني مسجدا محتسبًا قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم :” من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنّة ” ما معنى كمفحص قطاة ؟ أي ولو كعشّ عصفور ، من بنى لله مسجدًا وكان هذا المسجد كعشّ عصفور ، بنى الله له بيتًا في الجنّة.
اذهب للاماكن البعيدة في عمّان وابحث لك عن حي متواضع وابني مسجدا متواضعا ، يعني لا يلزم حتى تأخذ الأجر أن تُنفق الألوف المؤلفة ، لا يلزم ، لو مفحص قطاة ، يعني لو بنيت لك مسجدا مساحته عشرة بعشرة في حي ناشئ، والناس يصلون فيه ، وعندما يكثر الناس، فإنهم هم بالمستقبل يوسعون المسجد ، ومتى اتّسع الحي الناس يوسعون المسجد وأنت لك الأجر ، صار الآن بناء المسجد عند الكثير من النّاس محصورا في أصحاب الملايين ، والذي ما عنده ملايين لا يبني المساجد ، هذا الفهم في الشرع غلط ، خصوصا إذا كان الرجل كثير الأسفار ، دائما أنا أقول لإخواننا الذين ينتقلون إلى الصين للتجارات ويذهبون إلى أقاصي الدنيا ، أن يتركوا لهم أثرًا هناك ، اشتر لك كم من كتاب ، اشتر لك عدة مصاحف ، خذ معك إلى تلك الديار بعض هذه الأشياء ، ضعها وامشي ، ذهبت هناك للدنيا اخدم دينك أيضًا، اخدم دينك ضع شيئًا ينفع دينك ، ذهبت على أقاصي الدنيا اترك لك أثرًا خلفك ، اترك لك أثرًا تُرضي ربّك ويبقى لك أجرٌ في هذا المكان الذي ذهبت اليه من أجل الدنيا الخالصة ، لعلّ الله يبارك لك فيما ذهبت اليه من تجارة أو ما شابه .
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٤/٢٩
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان