http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/06/4.mp3الجواب : القراءات حقيقة مادة ثرية جدا في الأحكام الفقهية ، وثرية في المعاني .
والقرآن الكريم كما قلت لا تنتهي عجائبه ، وكنت أعجب حتى أني طلبت من بعض إخواننا في فلسطين وقد شاورني في رسالة علميه أكاديمية من أجل درجة علمية عليا ، فقلت له : اكتب في الاختلاف في القراءات وأثرها في العقيدة ، يعني مثلا في سورة ( ص ) الله يقول : « بل عجبت ويسخرون » بفتح التاء ، هذه قراءة حفص عن عاصم.
وفي قراءة ورش « بل عجبت ويسخرون » بضم التاء ، فهذه القراءة تثبت العجب لله ، فحتى في العقيدة اختلاف القراءات تفيد في العقيدة وتفيد في اثبات الاسماء والصفات لله جل في علاه .
« وإذا أردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها» هذا الأمر ليس أمرا شرعيا وإنما هذا الأمر أمر كوني .
لله أمر شرعي وأمر كوني ، لله إرادة كونية وإرادة شرعية ، فالفاسق والكافر يفعل الفسق ويفعل الكفر بإرادة الله في كونه لا في شرعه ، فهذا يذكر في الأمر ويذكر في اشياء كثيره ويذكر في الإرسال فالله له (رسل) على الكافرين وهم الشياطين تؤزهم ازا فرسل الله قسمان :
رسل هدى بالمؤمنين في ارادة الله في شرعه .
ورسل على الكافرين في ارادة الله في كونه .
وكذلك في ارادته بالخلق
تأمل معي الكلام دقيق « وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون » هذا الخلق إلا ليعبدون وفق إرادة الله في الشرع والله يقول : « ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم « وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» لا يعارض قول الله تعالى « ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ، قال العلماء : مختلفين منهم الشقي ، ومنهم السعيد ولذلك خلقهم في إرادته في كونه « وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» في الخلق الذي هو في الشرع ، وذلك الخلق الذي هو في الخلق الكوني ، وهكذا ، فأمرنا مترفيها ، أي أمرنا بأمر كوني ، في هذه اشاره مهمة ،؛وفي قراءة أخرى “أمرنا ” بتشديد الميم، أي
جعلنا الأمراء مسؤولين هم المترفين فحين اذ يقع العذاب ، فهذه قراءه فيها شيء زائد عن تلك القراءة ، فالقرآن الكريم القراءات والوقوف ، الوقوف تعطيك معاني ، بعض إخوانا كتب رساله علمية رسالة دكتوراه في الوقف وأثره في الأحكام لما تقف هنا و لا تقف هنا « فجاءته تمشي على استحياء قالت » فرق بين ما تقول ::فجاءت تمشي على استحياء ترى الاستحياء في مشيتها او على استحياء قالت فترى الحياء في نطقها فهذا معنى وذاك معنى ، واختلف المعنى باختلاف الوقف ، فالقرآن مليء بالأحكام سواء بالقراءات أو بغير القراءات .
فاختلاف تفسير الكلمات عند المفسرين
و على أي حال اختلاف علمائنا ولا سيما في العهود المزكاة وهي القرون الثلاثة الأولى الخلاف في تفسير القرآن خلاف تنوع وليس اختلاف تضاد، يعني كل منهم قال قولا والحق في جميع الأقوال، وهذا هو المنهج الذي سار عليه شيخ المفسرين وإمامهم و هو الامام ابن جرير الطبري ، الذي يقرأ في تفسير ابن جرير الطبري يذكر إذا وجد حديث في تفسير الآية وإذا ما في حديث يذكر أقوال الصحابة ثم ينزل إلى أقوال التابعين ثم ينزل الى تابعي التابعين ويسند كل قول ثم هو يقول القول الجامع في الآية ، فيذكر كلام من عنده يجمع الاقوال السابقة كلها ، يعني يأتي بقول فيه جميع أقوال الصحابة وفيه جميع أقوال التابعين وهذا دلالة على أن خلاف الصحابة والتابعين فيما بينهم في تفسير القرآن الكريم ليس اختلاف تضاد وإنما هو اختلاف تنوع، هو اختلاف مباح على تعبير الإمام ابن خزيمة وابن حبان .
فتاوي الجمعة 2016 – 6 – 10
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?