الجواب : إن تأييد الله وحفظه وحمايته وكلأه بريئة من قوم لا يطعم من شبع منهم جائعهم ولا يرحم العزيز ذليلهم والقوي ضعيفهم هذا هو المراد ، فإذا واحد في الحي بات كاشحا جائعا والناس تعلم فقد برئت منهم ذمة الله ، فحفظ الله وكلأه ورعايته وصرفه الفتن عن هؤلاء القوم زائل ، لذا الفتن لما تعم لا تعم بذنب فرد ، لما تصبح الذنوب ذنوب جماعات ، الزنا ذنب جماعة الرجل لما يزني بامرأة هذا ليس ذنب واحد وواحدة هذا ذنب مجتمع ذنب أب وأخ والربا كذلك كل من يعلم أن فلان سيرابي من أقاربه أو جيرانه وبإمكانه أن يقرضه القرض الحسن فمسك فهو شريكه في الوزر فلما تظهر الذنوب الجماعية مش الواحد جائع في الحي فالحي يستحيل أن لا يقدر على إطعامه فإذا واحد أو إثنين لا يقدرون، ألا يشترك عشرة في إطعامه، فالذنوب الجماعية تبرأ منها الذمة ،والله عز وجل لا يحفظ ولا يكلأ هؤلاء وتظهر الفتن ، والفتن تظهر بالاختلاف وتنتهي بالقتل الفتن تتربع بالمجتمع تبدأ بالخلاف وعدم الألفة والمحبة ويصبح الأمر قلق والمجتمع قلق وكأنك بمثلث أوقفته على رأس مدبب ليس له قاعدة ، تخيل مثلث أوقفته على رأس مدبب يعني يتأرجح أي لحظة يسقط وبعد التأرجح هذا وعدم المحبة والألفة والسكينة والوقار يبدأ الخلاف ويشتد الخلاف حتى يظهر على شكل قتال حتى يكثر الهرج فيسبق الهرج الخلاف الشديد ويسبق الخلاف الشديد الذنوب العامة هذه سنن لله مثل مهندس عنده قواعد في الهندسة والطبيب عنده قواعد ، في سنن لله في المجتمعات ولله سنن في المجتمعات وربي جل وعلا يقول (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)
[سورة النحل 112] …..
تنبه فإذا ذهب الرغد والناس ما انتبهت تأتي المرحلة الأخرى بعد الرغد يذهب الأمن فأول عقوبة الله يبعد عن الناس الرغد الحياة الرغيدة الحياة الهنيئة الحياة التي يستطيع الإنسان أن يحصل حاجاته وكمالياته إذا لم يشكر هؤلاء نعمة الله عز وجل كما قال عز وجل (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)
[سورة سبأ 15]
وفي قراءة متواترة( لقد كان لسبإ في مساكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فاعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم) أعرضوا عن التوحيد وأعرضوا عن أستجابة الأنبياء (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ)
[سورة سبأ 16] ???
ذلك جزيناهم بما كفروا علة منصوصة ؟ أي ليست خاصة بهم فهي عامة لجميع الخلق ، ومن أعرض عن الإمتثال لأوامر الله ومن أعرض عن طاعة الله ربنا يجازيه ثم قال بعدها (ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ)
[سورة سبأ 17]…..
. سواء الكفر الأكبر المخرج من الملة أو كفر النعمة الذي ليس فيه شكر النعمة فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله
فما أحوجنا إلى طاعة ربنا وما أحوجنا أن نتدارك أمرنا وما أحوجنا لنبذ الخلاف بيننا ما أحوجنا أن تلتئم كلمتنا ما أحوجنا أن نجتمع على قلب رجل واحد ما أحوجنا أن نجتمع على كبرائنا ما أحوجنا أن ننبذ الخلاف وأن ننبذ القيل والقال وأن لا نكون أُذن لأعداء الله جل في علاه أعداء الله وعلى رأسهم الشيعة هذه الأيام يريدون شر ببلاد المسلمين وأصبحت الشيعة الشنيعة في بلاد المسلمين تسبقهم الدواعش يخربون البلاد ليمكنون الشيعة وهذه سنة لله قديمةً، بعض إخواننا كتب كتاباً رائعاً رائعاً رائعاً رائعاً سماه(احذروهم فانه لا أمان لهم )تتبع في هذا الكتاب أتحاد الخوارج مع الشيعة وأن الشيعة على مر التاريخ كانوا يتخذون الخوارج سلماً لهم وأنهم هم الذين يعيثون في الأرض الفساد الذين هم الخوارج ثم يقطف الثمار الشيعة ثم يأتي الشيعة فيقطعون الثمار وجدناه في العراق وهذا الذي وجدناه في الشام وهذا الذي وجدناه في اليمن وهذا الذي نجده في بلاد المسلمين وهذا الذي نخاف عليه وبعض المساكين من الشباب الصغار المراهين إن حفظ الله فروجهم عن المراهقة فانهم يراهقون بأفكارهم يعني يهتمون بكلمات الخوارج ويسيرون ورائهم وبعضهم يكفر أباه ويكفر أخاه ويكفر ابن عمه ، جائني رجل شرطي في الأمن العام يقول عديلي يكفرني لا يأكل أكلي ولا يشرب معي فهل لأني كافر قلت له أعوذ بالله من يكفر بمثل هذا إلا الخوارج نسأل الله العفو والعافية .
مجلس فتاوى الجمعة
بتاريخ 2016 / 5 / 6
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان