http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/05/AUD-20170525-WA0038.mp3
الجواب : لا نعرفُ الشيخ إلا صائماً يومي الأثنين والخميس حتى في الرحلات ، لا نعرفُ الشيخ أبداً إلا صائماً في يومي الأثنين والخميس ، مصلياً الضحى وأحسبه قائماً لليل ، الشيخ على فقره وعدم بسط يده وعدم سعة الرزق في فترة من حياته كان الشيخ يبذل المال في سبيل نشر السنة ، مثلاً أول مصلى للعيد ، وللشيخ كما تعلمون مصلى للعيد ، هو الذي جهز هذا المصلى بماله وكان حريصاً جداً عليه وكان السلفيون يجتمعون من كل حدبٍ وصوب في هذا المكان ، ترى الدعوة والسلفية فيها غُربة والحق ثقيل ومريء يحتاج إلى محاضن تربوية ،يحتاج إلى إخوة ، لقاءات فيها ما يعين بإذن – الله عزوجل – على رفع هذه الغربة ورفع هذا الثقل ، فالشيخ – رحمه الله – كان حريصاً على هذا ، كان حريصاً على جمع الإخوة وكان حريصاً يتفقدهم ، وفجأة تجد الشيخ رحمه الله في أوقات مبكرة لبعض تلاميذه يطرق الباب ويتفاجأ بأن الشيخ موجود ومع الشيخ طعام الإفطار هذا أمرٌ تكرر من الشيخ في حق مجموعة من الإخوة ، كان يتعاهد إخوانا الذين لهم تأثير طيب على الناس كان يتعاهدهم وكان ينصحهم وكان شفوقاً بهم كالأب ، تتصل به امرأة مرة – كان عندنا شيء يسمى التطوير الحضري وألزموا الناس بالتعامل مع البنوك ، فرأى المرأة حريصة حرصاً شديداً على أن تتخلص من الربا ولا تُربط بالربا ، فالشيخ – رحمه الله تعالى – أرسل من يدفع عنها مبلغاً كبيراً في ذاك الوقت ، ما يزيد عن عشرة ألاف دينار ، أن يدفع عنها هذا المبلغ لرؤيته حرصها على عدم الوقوع في الربا ، ولأنه شعر أنها حريصة على الهروب من هذه المعصية ، الشيخ وضوحه في دعوته وصبره وعدم ضعفه أمر يُضرب فيه المثل ، أذكر أنه صدر قرار أن الذي يعمل حادث دهس لا بد من سجنه ، وكان حديث عهد بخبر فبعده بأقل باسبوع دهس الشيخ بنتاً بنت صغيرة ، كنا مدعويين على مزرعة لأحد إخوانا أظن في يوم عاشوراء وكنا صائمين والشيخ كان مسرعاً فدهس أبنة ، قلقتُ شديداً وبقيت احاول أنام ، غاب الشيخ عن الإفطار وعلمنا بعد أن أفطرنا أن الشيخ حصل معه حادث وكذا، وأنا متقلب للساعة الواحدة تقريباً في الصيف وأتواصل بالشيخ فيرد فقلت الحمدلله أنا اطمأنيت، فحمد الله تعالى وأثنى على الإتصال وبدأ الشيخ يحادثني وأنا القَلِقْ ، وبدأ الشيخ يذكر لي عبارات فيها قضاء الله وقدره ، فكان حقيقة في نفسي كان هذا موقفاً مؤثراً جداً .
الشيخ ما رأيتهُ ضعيفاً في موقفٍ أبداً وفي أحلك الظروف ، الشيخ يُسَفَّر وخرج قرار بتسفيره الشيخ يقول : زوبعة في فنجان وما قضى الله كان ، بعض إخوانا اتصل بالشيخ ابن باز – رحمه الله – فقال يكتب لي الشيخ ويقول للشيخ هذا أمر طلب منه ، فقيل للشيخ الشيخ يقول كذا ، فقال الشيخ ابن باز : إن شاء الله خير ، إن شاء الله خير ، واتصل بملك البلاد وأخبرهُ بأن عندكم رجل سيدخل التاريخ وهو عالم كبير وفي قرار بالتسفير ،فقال الشيخ : يبقى شهراً والأمر عندنا ، فلما قُرِئت كتب الشيخ وسُمعت أشرطة الشيخ كان القرار بالتثبيت والتمكين لطلبته بالتدريس – فكنا ممنوعين من التدريس وما كنا نُدرِسْ – فالذي أحسبهُ أن دروسنا التي ندرسها في الأردن في صحيفة الشيخ ابن باز – رحمه الله – وهذه بركات الصدق والإخلاص .
فالطرائف عن الشيخ كثيرة وكثيرة جداً وكنت أراجع الشيخ فيما وكلني ببعض الأعمال فكنت انتهز الفرصة فأسأل فلما اسكت الشيخ عالعادة يلبس النظارات وعادته كان ينزلها تحت العين ويبدأ يكتب فلما أسأله ينظر من فوق النظارة تارةً وينظر إلى الورق تارة ، فلسان حاله يقول : امضِ ، أخذت ما شئت وحصل المطلوب من الزيارة امضِ ، اتركني مع أوراقي اتركني مع بحثي ، فالشيخ كان هكذا .
الإخوان المسلمين قاموا عليه بضجة كبيرة في قضية فلسطين وبعض إخوانا من المحبين للشيخ قريب من المسؤولين، وهو مسؤول ورجل فاضل فتكلم مع رئيس مجلس النواب قال : ترى الشيخ كيت ،والمسألة كيت ،وهذا تلفون الشيخ فاتصل به فيتصل بالشيخ والشيخ يقول له الأسئلة بعد العشاء يقول معك فلان رئيس مجلس الأعيان أريد اسمع منك قضية فلسطين وفتواك في فلسطين ، الشيخ يقول : السؤال بعد العشاء ، ما كان الشيخ يجاملُ أحداً وياليتهُ جامل بعض الناس لارتاح الشيخ وارتاح طلبتهُ من بعض المعاناة للآن ، مفتي في الزرقاء مدينة قريبة من مدينة عمان كان يتكلم عن الشيخ ، وهوعقيدته سلفية ومن تلاميذ الشيخ ابن باز لكن سبحان الله في قلبه شيء على الشيخ ، فبعض إخوانا الطيبين اجتهد ولين قلبه وأخبره بأن يذهب لزيارة الشيخ وضربوا الجرس فقال : من بالباب ؟ فقال : فلان وفلان ، والشيخ يوسف البرقاوي ، فالشيخ قال : فلان وفلان يدخل ، وفلان يرجع ، فزاد الطين بِلة ، فالشيخ له قوة في الحضور فحدث ولا حرج .
أما المناظرات – فأنتقل إلى جانب آخر وبه أختم والكلام طويل ويحتاج إلى تحضير ولكن هذا ما سنح في البال – قالوا للشيخ في واحد يدعي علم الغيب ، قال الشيخ : يَحْضُر ، – ما كان الشيخ يرد احدا ، قال واحد يدعي الغيب .. قيل للشيخ فلان حضر ، وهو داخل قال الشيخ : عندي شرط ، قال : ما هو ؟ ، قال انتهت المناظرة اخرج ، تعرف الغيب وما تعرف الشرط ، فما عرفت الشرط انتهت المناظرة ، فالشيخ طردهُ قبل أن يجلس، فالشيخ – رحمه الله تعالى – في المناظرة يُذكرك بما قيل عن الإمام الشافعي كأنه أسدٌ فاغر فاه أمام الذي يناظره ، والله أعلم .
◀ لقاء الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان مع الشيخ عبد العزيز الريس وبعض من طلبة العلم ج1
⏰ *2017 – 3 – 15*
رابط الفتوى :
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام :
http://t.me/meshhoor