http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/11/AUD-20171121-WA0107.mp3الجواب: لا، لا يمكن ، يعني ما لم تعلم اصطلاحات العلماء والفقهاء، وطرق الإثبات والاستدلال وتعلم اللغة العربية حتى تفهم الكلام على مراد قائله لا على ما تتخيل ولا على ما تتوهّم، فمن ليس عنده الأدوات مايستطيع أن يفهم الكلام.
ولذا كل من طلب العلم وحده دون أن يكون ذلك تحت إشراف عالم ومراجعة عالم فيقع منه الزلل، ويقع منه القطع ؛والخطأ والزلل يقع على أنواع،ولا سيما في تلك العبادات التي لا يمارسها.
ابن حزم إمام كبير وذكي ونحرير، وليس بسهل لما تعرض للحج وهو ممن لم يحج وكان بالأندلس، لما ذكر موضوع الصفا والمروة فكان يحسب الصفا والمروة في الذهاب واﻹياب مرة، فكان يوجب الصفا والمروة كم شوط ؟
أربعة عشر شوطا ، بدل سبعة أشواط .
أربعة عشر شوطا وهذا ما أحد قال به.
ومن اللطائف سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ كان قد حج عن ابن عبدالبر وعن ابن حزم، يقول: أنا حججت عن ابن عبدالبر وعن ابن حزم؛ لأنّ كليهما لم يحج.
فالشاهد أنّ الطريق المسلوك والجادة المعهودة عند أئمة الهدى من النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة أن تطلب العلم بالجثو على الركب بين يدي العلماء.
والناس كما يحتاجون إلى علم العلماء، فهم يحتاجون إلى حلمهم وسمتهم، وهديهم وأن يتعلموا بالتطبيق العملي كيف يعاملون المخالف، وكيف يحلمون على الناس، وكيف يوجّهونهم وكيف يربونهم، والناس بحاجة لهذا.
قد يقول قائل أين هم العلماء اﻵن؟
كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب، وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
النّاس بحاجة إلى أخلاق العلماء أيضا، فواحد يقرأ، ويقرأ قراءة طلب، فالقراءة أكثر ما تنفع المتبحر في العلم الذي أخذ عن العلماء الأدوات ثم بدأ الآن يتقدم في القراءة، أما أن يبدأ قارئا فقط فلا ،وهذا مشكلة.
كثير ممن حصّل العلوم بالقراءة عنده كذب وعدم عبادة، وعدم صدق مع الله، عنده علم، هو يتكلم في العلم، لكن إن فحصته قلت: أعوذ بالله.
بعض الناس ترى عنده علما ،لكن تقول: يارب لا تجعل له ثانيا في الأمة؟
لماذا؟
لسوء خلقه، يرى نفسه على الناس.
لكن طالب العلم الذي تربى عند العلماء عنده خلق وعنده تواضع،وعنده سمت طيب والخ.
فالمسألة ليست قراءة ومعلومات مع أهميتها فقط، و إنما أيضا تربية وقرب من الله عزوجل وحمل النفس على الصلاح والإصلاح والتقوى.
والله تعالى أعلم.✍✍