http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2016/08/AUD-20160825-WA0007.mp3الجواب: أما القدمانِ خارجَ الصلاةِ فعورةٌ بإتفاق. وما نتكلمُ عن الساقين، نتكلمُ عن القدمين. ماذا نعني بالقدمين؟ يعني لا يجوزُ للمرأةُ أن تخرجَ في الشارعِ بالبابوجْ وقَدَمَيهَا ظاهرات.
المرأةُ يجبُ أن تخرجَ وتُغَطّْي ماذا؟ قَدَمَيها ، القدمُ التي توضَعُ في الحذاءِ أَعَزَّكُمُ الله.
هذهِ القدمَ عورةٌ خارجِ الصلاةِ بإتفاق. وداخل الصلاة وقعَ فيه خلاف.
شيخُ الإسلامِ يقول وهو كذلك مذهب الحنفية الحنفيةِ يقولونَ: القدمين ليستاَ بعورةٍ في الصلاة. وهذا القولُ لا أراهُ راجحاً، وأراهُ مرجوحاً.
قالوا – والكلامُ لشيخِ الإسلامِ رحمهُ اللهُ تعالى- قالَ: لو كانتِ القدمُ عورةً في الصلاةِ لاشتهرَ وانتشرَ عنِ الصحابياتِ أنهنَّ كنَّ يَلْبَسنَ شيئاً في أقدامهن. وهذا لم ينتشر ولم يعرف.
الردُّ عليهِ: الردُ عليهِ ما ذَكَرَهُ شيخُنَا رحمهُ اللهُ في كتابهِ – حجابُ المرأة – والذي طُبِعَ أخيراً بإسمِ: جلبابُ المرأةِ المسلمةْ. أنَّهُ لا يلزم من غطاءِ القدمِ وجود ما تلبسه المرأة بالقدم. فوجودُ لباسٍ سابغ، الطويلُ الذي إن ركعتْ المرأةُ وسجدتْ وقامت و تبقى القدمين مستورات يكفي في الغطاء. يعني عدمَ وجودِ شيءٍ تُغَطَّى به القدمين لا يلزمُ منه أن القدمينِ في داخلِ الصلاةِ ليستا بعورة.
التغطيةُ ليست فقط محصورةً في ما يلبس في القدم. فالتغطية قد تكون بماذا؟ باللباس، بالدرع. قد تكونُ المرأةُ تصلي بخمارٍ ودرع، ما هوَ الدرع؟ يعني النصفُ السفليّ من البدنِ يستر، تُستَرُ به القدمان.
يعني لو أنَّ المرأةَ لم ترتَدِي جرابات وصلت، ولبست لباسَ الصلاة، ولباسُ الصلاةِ سابغٌ طويل. والمرأةُ تركعُ وتقومُ ولا تَظهرُ قَدَمَيها، سَتَرتْ عَورَتَها.
أما أن تلبِسَ لباساً قصيراً لا يصلُ للقدم، والقدمُ ظاهرةٌ في الصلاةِ فعلى الراجحِ من أقوالِ العلماء أن صلاتُهَا باطلة.
وهذا للأسف حالُ كثيرٍ من المسلماتِ اليوم. كثيرٌ من المسلماتِ اليومَ تُصلِّي بلباسٍ نعم يسترُ عورتها لكن لا يسترُ قدميها. لا بد أن تلبسَ شيئاً يغطي قدميها. والأحسنُ أن تلبسَ شيئاً ساتراً، شيئاً سابلاً.
أم سلمةَ لما ذكرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ما أسفلَ الكعبينِ في النار. فأمُّ سلمةَ – والحديثُ في الصحيحِ – تقول: المرأةُ إذا ما أرخت ثَوبَها تتكشف. المرأةُ إذا لم يكن ثوبها سابغ، يعني يجر على الأرضِ تظهر عورتها. فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: يرخينَ شبراً. فأم سلمةَ تقول: الشبرُ يّمكنُ أن تظهَرَ القدم. فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ترخين شبرين وذكر الشبرين.
ولذا، العلماءُ مجمعونَ أن إسبالَ الثوبِ ليس للنساء. المرأة ما عندها إسبال للثوب.
بعضُ من أزاغَ الله قلوبهم في هذا الزمانِ فهموا الشبرَ للأعلى وليسَ للأسفل. فصارت تلبسُ الجلبابَ الذي يُسمونهُ الجلباب القصير. وصارَ شعاراً لمجموعةٍ من النساء. معروفاتٌ في بلادِنَا بالطباعيات، في خارجِ بلادِنا بالسحابيات.
وأصلُ هذهِ الدعوةَ من لبنان، وأهلُ لبنان دائماً يتساهلونَ بالعورات. فتأبى أن تلبسَ جلباباً طويلاً. تأبى إلا أن تلبسَ شبراً أو شبرين.
وتابت أختُ بعضِ إخواننا ممن يحضرُ الدروس معنا – وهُنا لغز. فطلبتُ منها أن تكتبَ لي، فكتبت لي كتابةً مُطولة. فذهلتُ وصعِقتُ لما قرأتُ الكتابةَ المطولة.
تقول: تخرجُ الواحدةُ منا قبلَ الفجر، في الثلثِ الأخيرِ من بيتِ زوجها وبيتِ أبيها ولا يعرفُ بها أحد. ويجتمعنَ في بيتٍ لقيامِ الليل.
تخيل!! تبحثُ عن أختك أو عن زوجتك في الثلثِ الأخيرِ ولا تَجِدُهَا في الدار!!
تَجدُهَا ذاهبةٌ لِتقومَ الليل عند صديقتها.
حزب. حزبٌ مُنظم. تقولُ الأُخت في الكتابة، تقول: وتُمنَعَ الواحدةُ منا أن تلبِسَ إلا لونٌ معين. وكل ما تترقى بتغير اللون.
يعني في البدايات لها لون. ثم تُصبحُ في الوسطِ لها لون، وفي الأخير الها لون. قال: فيَعرِفنَ بعضَهُنَّ بعضاً باللون. يعني هذهِ تعرفّ مستوى هذهِ باللون.
وهذا شارط، علامة. هذه حزبية، هذه صورةٌ من صوْرِ الحزبيةِ التي منعها الله جل في علاه.
وهذهِ الدعوةُ منتشرةٌ عند أهلِ الثراء وأهلِ الدنيا. منتشرةٌ على وجهٍ كبير.
وهي دعوةٌ أشبهُ ما تكونُ بدعوةِ الصوفية. يُعظِّمونَ المعلمةَ تعظيماً ما بعدهُ من تعظيم.
فكما يُعظِّمُ المُريدُ شيخهُ، يُعٍظِّمنَ شيخَتَهُنَّ تعظيماً حتى لو رأينَ منكراً فإنهنَّ لا يُنكِرنَهُ.
وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهذه الدعوة منتشرةٌ بكثرة. كانت قويةً في دمشق.
وهي دعوة نسائية خاصة خالصة ليس فيها رجال.
والآن موجودات في لبنان بكثرة، موجودات في عمان، موجودات في الكويت. موجودات في أكثر من بلدة وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
16 ذو القعدة 1437 هجري
2016 / 8 / 19 افرنجي