الجواب : السؤال كله خطأ ، السؤال قائم على أصل خاطئ ، وهذا الخطأ يصرُّ عليه الإعلام .
السلفية كمنهج شيء و الإخوان المسلمين شيء آخر .
الإخوان المسلمين حزب سياسي يجتمع على مجموعة مسائل يجمعها علاقتهم في الجهاد و علاقتهم في الدولة ، إلى آخره .
السلفية منهج لفهم الدين ، ليست حزبا سياسيا ، وليست اتباعا لشخص .
الإخوان المسلمين عندهم بيعة وعندهم أمير، وعندهم طريق للتغيير يريدون يشاركون الساسة .
السلفية ما عندهم شخص ، حاجتهم للعالم كحاجتهم لمن يدلهم على الكعبة .
الإخوان المسلمين حاجتهم لمسؤولهم ليست كحاجتهم لمن يدلهم على الكعبه، حاجتهم لمسؤولهم حتى يقع تدبير وتخطيط ، فالمسألة تختلف تماما .
شيخنا الألباني أول ما جاء الى الأردن درس علم الحديث في دار الإخوان المسلمين في الزرقاء .
ونحن أحياء، وندرك هذه المجالس التي كانت تعقد ، ونتكلم ونفهم ماذا نتكلم .
والشيخ الألباني كانت له علاقات مع بعض أفراد من الإخوان المسلمين ، وبعض أفراد الإخوان المسلمين كان يجلس في مجلس الشيخ الألباني وجالس مجلس التلميذ مع الشيخ .
أنا ممن أدركت الشيخ عبد الله بن عزام رحمه الله تعالى جالس في مجالس شيخنا الألباني ومعه دفتر صغير وقلم ؛ ويسأل الشيخ والشيخ يجيب والشيخ عبدالله عزام يكتب ، يتعلم مثله مثل سائر التلاميذ .
الإخوان المسلمين ذكرت لكم مرارا ؛ وهذا أمر نعدل فيه ولا نظلم الإخوان المسلمين :
الإخوان المسلمين ليسوا جماعة أفهام ، فكل فرد من الإخوان المسلمين له طريقة في فهم الدين ؛ وهذا أمر ما عندهم مانع فيه ، مثل جماعة التبليغ كل واحد فاهم الدين شكل ممكن رجل يرى علو الله على خلقه وتأويل الصفات في الإخوان وفي التبليغ ، ممكن رجل يرى أن الله في كل مكان وانه ممكن واحد عنده عقيدة ( وحدة الوجود ) ، هذا موجود عند الإخوان المسلمين وكان هذا كثيرا موجود في الإخوان المسلمين الحلبيين منهم في زمن الشيخ الألباني .
وممكن فرقة من الإخوان المسلمين تأثروا بعالم، يعني أفراد الإخوان وأفراد التبليغ ياخذون دينهم ليس من الحزب يأخذونه من البيئة التي يعيشونها ، يعني لا يوجد في الحزب معتقد واحد للإخوان المسلمين ، هم جماعة ابدان ، يعني جماعة يجتمعون على أشياء معينة .
لذا موقف الشيخ الألباني رحمه الله من الإخوان المسلمين يختلف على حسب كل واحد منهم .
لكن الشيخ له كلمة فيها أن هذا التحزب وهذا الاجتماع، وقيام سلطان الولاء والحب و الولاء والبغض على الحزب بدعة ما أنزل الله بها من سلطان .
بمعنى أن الإخوان المسلمين يجمعهم مسلك بدعي وهو أن الولاء والبراء والحب والبغض على الحزب، وهذا ليس من دين الله ، وليس هذا من منهج السلف الصالح ، وهذه طريقة مخترعة تضاهي الطريقة الشرعية.
مثلا فرد من الإخوان المسلمين عنده الجاهل من الإخوان المسلمين أحسن من أحسن عالم خارج الإخوان .
هذا المعيار والمقياس باطل .
لكن هل كل أفراد الإخوان المسلمين سيان ؟
الجواب : لا ، ليسوا سيان في دينهم ، ومعتقدهم ، في تعبدهم ، وفي تألههم .
لذا من يريد أن يتكلم عن موقف الشيخ الألباني عن الإخوان المسلمين يحتاج أولا أن يجمع كلامه ، لأن مشكلة التبليغ ومشكلة الإخوان يأخذون كلمات يحبونها من المشايخ والعلماء كأمثال شيخنا الألباني رحمه الله وابن باز وابن عثيمين. وينشرونها ، هنالك كلمات لهؤلاء فيهم شديدة لا يقبلونها ، وهذا مسلك بدعي كما قال وكيع فيما اسند الدارقطني في أوائل السنن ، قال (( السني يذكر الذي له والذي عليه والبدعي يذكر الذي له دون الذي عليه )) .
فالذي يريد ان يعرف موقف المشايخ والعلماء من أمثال هؤلاء ينبغي أن يراعي جواب كل سؤال ، والله تعالى اعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
10 ربيع الأول 1438 هجري
2016 – 12 – 9 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍?