السؤال العشرين أنا أخوكم محمد من تركيا لدينا فرصة للعمل في المناصب والوظائف الحكومية…

الجواب :
هنيئًا لك ، وأسأل الله لك الثبات .
الأصل في المصافحة أنّها حرام ، لكن موضوع المصالح والمفاسد ..فأنتَ السؤال ناقص !
ماذا يضير من لا تُصافِحُه ؟
أحدُ إخواننا يقول لي مرة كنّا في بعض نقابات شركة الفوسفات ، وكل الذين ينزلون شيوعيين ، قال فأخطأت فنزلت فنجحت ،،
قال : وكنّا نحضر بعض اللقاءات في روسيا ، قال : فلمّا كنّا ننزل المطار ، فتأتي الفتيات من المطار الى الأحضان ، قال وانا يابس ..أنا مسلم يابس ، أقول ما أُصافح ، هم يأخذون البنات في الأحضان ويقول أنا لا أُصافح !
قال : فدخلنا في المؤتمر ، فاجتمع عليّ الاعلاميون ، فقلت يا رب يا رب خلّصني ، يا رب ارزقني الحكمة ، يا رب فهمّني ، يا رب اجعلني سببًا من أسباب نشرِ دينك ولا تجعلني سببًا من أسباب الصدّ عن دينك .
قال فجاؤو فسالوا ، عن هذا الموقف ، لماذا لا تُصافح النّساء ؟ فأنا محتار ماذا أقول ، قال فلمّا جاء السؤال الله جلّ في عُلاه أعطاني الجواب ،،
قلت : أنا بيني وبين زوجتي عهد ، أن لا تمس يد رجل غيري وأنا أن لا أمسّ غيرها ! هذا عهد بيني وبين زوجتي ، قال فأكثر من صحفيّة تقول لي :” يا ليتني زوجتك ” !
فالحمد لله ، الله نجّاني من هذا ،،،
فالإنسان يكون عاقل ، تحتاج قبل أن تذكُر الحقّ الذي عندك أن توجد استعدادًا في نفوس من يستمع الحقّ أن يقبل الحقّ .
يعني الشرع لمّا قال ما تصافح النّساء ما يُريد احتقار المرأة ، يريد جعل منزلة للمرأة ، المرأة ليست سلعة مثل البندورة ، المرأة درّة ، درّة ما يطلع عليها وعلى خفاياها وعلى مفاتنها وعلى جمالها الا صاحبها ، يعني من عنده شيء نفيس يحفظ هذه الدرّة ،،
فالمرأة التي تُغطّي نفسها وتستر عورتها ولا تُظهر مفاتنها ولا تُصافح الرجال ، ليس هذا إهانة للمرأة ! هذا عز للمرأة ..
لكن هل النساء يعرفن هذا ؟ للأسف ..والله لو أنّ المرأة تُصبح رجلًا ، لا أقول يومًا ، لو أصبحت المرأة رجلٌا ساعة بل لو أصبحت المرأة رجلًا دقيقة ، فتعرِف كيف ينظرُ إليها الرجال ! فو الله ما تزحزحت قيد أنملة عن أحكام دينها ، المرأة غافلة مسكينة ، المرأة لمّا تتزيّن وتتمكيَج وتُظهر مفاتنها ، يعني المرأة أمام المرأة يكون في إعجاب ! فهي لمّا تمشي في الطريق وهي على هذه الحال وترى الرجال ينظرون إليها ، يظنّون أنهم معجبون بها ! لكنّها مسكينة لا تَعرِف إلى ماذا ينظرُ الرّجال ، ولا تعرف الرّجال لمّا ينظرون إليها بماذا يُحدّثون أنفسهم ! وما هو مُرادهم وما هو باعثهم على هذا ، لو كانت تعرف فو الله لأبَت إلّا أن تخرج بتمامِ سترِها .
فالمرأة غافلة مسكينة ، ولذا المرأة تحتاج أن تُفهّم منذ أن تكون بنت صغيرة ، تُفهّم ” يا بنتي لمّا تخرجين النّاس لا ينظرون إليكِ إعجابًا ، ينظرون يريدون عفّتكِ” ، يريدون العفّة يريدون عفّة المرأة ، يريدون منها الشهوة ، فالمرأة مسكينه، ففي الغرب تُستهلك ، لذا كثير من عارضات الأزياء وذكر هذا الشيخ عمر الأشقر -رحمه الله – في كتابه البديع ” المرأة بين الإسلام وأدعياء الغرب ” ذكر مواقف كثيرة عن ممّثلات وعن ممارسات للجنس في أفلام جنسية، وعن عارضات أزياء ، ي تستيقظ فجأة دون أدنى مقدّمة فتصرخ في وجه المُخرج : أنتم تُريدوننا ونحن شباب ، تريدون نضارتنا تريدون الشهوة منّا ، ثمّ لمّا نكبر نصبح كالقمامة ، تُصبح المرأة كالقمامة ، تُرمى ولا يُلتَفت إليها …
لكن عندنا المرأة كلّما كَبُرت، كيف يكون حال الأولاد مع الأمّ ؟ وكيف حال الأولاد هناك مع الآباء ؟
نحن عندنا الإنسان كلّما كَبُر وضَعُف كلما زاد قدره، والله ترى مواقف خصوصًا عند الكعبة المشرّفة ، كيف أنّ مجموعة من الأولاد يتسابقون في حملِ أمّهم ليطوفوا بها ، فتدمع العين وتتذكّر فضل الإسلام .
فالكبير عندنا يكون في عز ، وتكون رغبتهُ أمر ، ويُحرَم عليك أن تقول له” أفّ” ، المزاج يختلف ، مزاج الكبير يكون عسِرًا ، ولأنّه عسِرًا الشرع حسّن الأحكام في المعاملة معه، أما عندهم الكبير لمّا يكبر يضعوه في ملجأ للعجزة ويُحضر بدلَه كلب ، يضع الأب في الملجأ وبحضر الكلب بدل الأب ! ويصبح يعتني بالكلب ، ويشتري للكلب الطعام ، والأب خارج البيت ، أين هذا وأين هذا !!
فمُصافحة المرأة حرام ، وموضوع المفاسد والمصالح في بعض المسائل الحساسة تحتاج الى معرِفة دقيقة .
حدّثني بعض إخواننا الفضلاء ، قال عندنا رجل في البحرين ، في موقع حسّاس جدًا وتديّن ، وأراد أن يُرخي لحيتَهُ ، يقول الأخ : فقلتُ له إرخاء اللحيّة فيه مصلحة لك ولكنّك ان تركت الموقع الذي أنت فيه ، فلعلّ أهل السنّه يُصيبهم شيء من الضعف ، ولا نجد مثلك ، فقال المشايخ يقولون حلق اللحية حرام ، قال نذهب للشيخ ابن العثيمين ،،
قال فذهبت أنا وإياه الى الشيخ ابن العثيمين لنستفتي الشيخ ، والشيخ ابن العثيمين موفّق ؛ رحمه الله رزقه الله توفيقا وذكاء ، فقال الشيخ اول ما سألنا قال متى ترجعون إلى البحرين إلى متى ماكثين عندي قالوا نرجع مساء اليوم فقال لهم هاتوا السؤال قال فسألوه السؤال هل يجوز حلق اللحية أو لا ؟قال :فسكت الشيخ وقال للسائل قال اجيبك غدا تأتيني غدا قال يا شيخ انا مسافر اليوم قال تأتيني غدا أنا ما عندي جواب الآن .
لماذا قال الشيخ تأتيني غدا ماذا يعني هذا ؟ فهل يريد الشيخ (وهو من هو رحمه الله ) أن يبحث مسألة حكم حلق اللحية ليقرأ الأدلة التي فيها .
فأحيانا بعض المصالح الكبيرة تقدم على بعض المخالفات اليسيرة لكن هذا باب لا يمكن أن يضبط إنما يختلف باختلاف الأحوال وباب المصالح والمفاسد باب دقيق جدا وباب لا يمكن أن يجاب بجواب واحد في جميع الصور لكن إذا وجد مثلا مصلحة عامة لعز أهل السنة في بلد وهذه المصلحة مقاومة بحلق اللحية فدائما في تقعيدات العلماء المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة في سائر الأحكام والله تعالى أعلم.
مجلس فتاوى الجمعة بتاريخ ٢٠١٦/٥/٦
رابط الفتوى : http://meshhoor.com/fatawa/20/
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان