السؤال جاءت عدة أسئلة عن حكم قيادة المرأة للسيارة

*السؤال: جاءت عدة أسئلة عن حكم قيادة المرأة للسيارة؟*
 
الجواب: في صحيح البخاري: *” خيرُ نساءٍ ركبنَّ الإبل نساء قريش “.*
 
أيهما استر للمرأة أن تركب الإبل أم الأوبل؟
 
والله ركوب الأوبل استر للمرأة، فركوب المرأة في سيارتها وتقضي حاجتها وغرضها أيسر من أن تركب الإبل، ومع هذا النبي- صلى الله عليه وسلم – يقول: (خير نساء قريش اللاتي ركبن الإبل ).
 
هذه المسائل تعود إلى أولياء الأمور وتقانينهم، فإذا أولياء الأمور أذنوا جاز، وإذا منعوا مُنع، والواجب في المنع والإذن دراسة المصالح والمفاسد، وتغليب المصالح، فقد تُغَلب مصالح في بلد وقد تُغَلب مفاسد في بلد، ولوكانت في زمن ما ظهرت عندنا مفاسد ثم ظهر لنا فيما بعد أن هذه المفاسد زالت أو أن الموازنة بين المصالح والمفاسد اختلت، فما كنا في مدة ما المصالح غالبة أصبحت مغلوبة والعكس بالعكس فالأحكام تتغير وتَغَيُر هذه الأحكام ليس تناقضاً وليس شيناً ولا عيباً.
 
فالفقيه يدور مع المصالح والمفاسد، فالمصالح والمفاسد متى دارت دار معها الفقيه.
 
مثلاً حاكم كافر يحكم شعباً مسلماً ما حكم الخروج عليه؟
 
هو كافر ليس بمسلم أصلاً، واحد نصراني أو واحد نصيري أو واحد كافر درزي حاكم شعب مسلم، الخروج عليه حرام إذا ترتب على الخروج مفاسد، فإذا ترتبت مصالح يجوز الخروج وإذا ترتبت مفاسد لا يجوز الخروج، الحكم يدور مع المصالح والمفاسد.
 
بينما الحالكم المسلم يحرم الخروج عليه كيفما كان، لكن الحالكم الكافر إذا حكم شعباً مسلماً فالخروج عليه منوط بالمصالح والمفاسد، وهذه المصالح والمفاسد قد تتفاوت من بلد إلى بلد، وقد تتفاوت من زمن إلى زمن، فإذا كنا نرى المصلحة غالبة أو مغلوبة فهذا الأمر يسمى عند أهل العلم اختلاف زمان وآوان وليس اختلاف دليل وبرهان، مثل الدخان، الشوكاني له كتاب اسمه ” الرسائل السلفية ” سئل الإمام الشوكاني – المتوفى سنة ألف ومائتين وخمسين- عن حكم شرب التنباك فقال حلال، في زمانهم كان الدخان يسمى النبات الملوكي، وكان يستخدم في قتل الدود الذي في الأمعاء، ويُعطى على شكل حقن شرجية، لما جاء المباركفوري وكان طبيب عيون وله صله ومعرفة بالطب، صاحب تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي، ففي شرح كتاب اللباس، أتى بكلام الشوكاني ورده وقال: ” اخطأ لأنه كان يظن أن الدخان مصالحه غالبة، فتبين اليوم أن الأضرار أكثر من المصالح “.
 
أما في زماننا هذا الدخان فجميع عقلاء الدنياء والأطباء يقولون: أن الدخان ضار مُضر، ولذا اليوم لا يوجد نقاش في حرمة الدخان، لأن الطب قال وأنتهى الأمر، بريطانيا للأن لا تزرع الدخان، أول دول جعلت مطارات خاصة للمدخنين وغير المدخنين بريطانيا وغيرها، الأوربيون يحاربون الدخان للأسف أكثر مننا.
 
⬅ مجلس فتاوى الجمعة.
 
24 – 1 – 2014 م
↩ رابط الفتوى:
 
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
 
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
 
http://t.me/meshhoor