السؤال شيخنا بارك الله فيك سؤال امرأة حامل في الشهر السابع أو الثامن تفاجأت…

الجواب : هذه من المسائل الفقهية الدقيقة التي عالجها ” العز بن عبد السلام ” في كتابه العظيم ( القواعد الكبرى ) ، ازدحام المصالح والمفاسد ، الولد مصلحة ، والأُم مصلحة ، فلمَّا تزدحم المصالح والمفاسد ماذا نقدم؟
هُناك ضوابط كثيرة لهذا ، ومن ضمن هذه الضوابط ، يقول العلماء : المصلحة القائمة مُقدمة على المصلحة المنُتظرة ، نحن نجمع بين مصلحتين إذا استطعنا ، ما استطعنا أن نجمع بين المصلحتين ، فالمصلحة قائمة مقدمة على المصلحة المنتظرة .
التفصيل الآن : أُم حامل عندها جنين إذا بقي الجنين الأطباء يقولون فيما تعلموا من سنن الله : أنَّ الجنين إذا بقي في بطنها ماتت ، فهنا وجب عليها الإسقاط ، لكن هنا في عدة مشاكل .
بعض النساء تتوهم ، وهذه من الأخطاء الشائعة أنه هي إذا أخذت دواء تشوه الجنين ، فتقول : أن الجنين تشوه بناء على الدواء الذي أخذته ، وهذا قليل ، فأنواع الأدوية التي تُشوه الجنين محصورة جداً ، أنا أتَقَصَّد أن أحيد عن الإجابة ، لأنَّ المسألة عندما تبحثها بحث علمي تتعب وتتعب جداً فيها ، مثلاً مرة أتاني أحدهم من منطقة القويسمة وقال لي : يا شيخ ، أنا بنتي معها كيس وغير ممكن إنها تعيش وراح تموت ، فقلت له : يا أخي لو بقي الحمل في بطن أمها ماذا يحدث ؟ قال يموت ، قلت له : وبعد ما يموت ماذا يحدث ؟ ، قال : يموت وينزلوه ، قلت له طيب دعه إذاً ، طبعاً هي أتاها الحمل بعد عشرة سنوات من الزواج ، وينتظر فيه ، وهو لا يرغب ينزل وفي نفس الوقت يخاف على زوجته ، والله إخواني أتاني بعد وقت ويحمل سدر كنافة ، ويقول لي : يا شيخ والله أتتني بنت ما رأيت في حياتي أجمل منها في الدنيا.
الشاهد بارك الله فيك أنَّ الأطباء في موضوع التشويه عندهم الأمر نسبي ، وليست كلمة مُنضبطة ، فكل ما يقال فيه تشويه ولا يُؤثر على صحة الأم نقول دعه حتى يموت ؛ فإذا لم يمت ينزل ، واستشرت مجموعة من أطباء ثقات واستنرت بآرائهم الطبية ، كثير من المخالفات التي يتكلمها العوام هي لا واقع لها في حياة النَّاس ، يقول لك : يلزم أن أُنزل الجنين طيب لماذا تنزله أتركه حتى يموت ما دام أنه لا يُأثر على صحة الأُم ، لكن إذا قال الأطباء أنه يُؤثر على صحة الأُم فلا ، عُلماؤنا يقولون : المصلحة القائمة وهي الأم مقدمة على المصلحة المنتظرة وهو الحمل إذا أثَّر .
لكن شيخنا لو قال الطبيب : أنَّ بقاء الجنين في بطن الأُم سيؤدي إلى موته إذا بقي في بطنها .
الشيخ : ممكن ما يموت أيضاً .
درج الآن عند من يتعاطون التلقيح الداخلي للبويضات ، فيلقح ويطلع الحمل غالباً ( 3 توؤام أو4توؤام ) وكثير منهم يسألون أنه الرحم ما يتسع ل 3 توؤام ، يجب أن نقتل توؤام ، نقتل واحد أو اثنين حتى يعيش الباقي ، طيب كيف يقتلونه وهو على قيد الحياة ؟ قال : نقتل الأضعف ، وعندما سألت كبار المتخصصين في هذا الميدان أخوما الدكتور عصام الساكت ، وكان طبيب شيخنا الألباني ، فقال : ليس هناك شيء أضعف ، كيف تعرف جنين عمره أسابيع أو أكثر أنه أضعف ، غير ممكن ، هذه خرافة ، فالطبيب أحياناً حتى يَسوِّغ عمله يتذرع بكلمة مأخوذة من الطب ، وعندما تفحصها في قواعد العلم لا تجد له واقع ووجود ، هو لا يُريد أن يَفوْت واحدة أتت إليه وتُريد أن تُسقط ويخسر ألف دينار مثلاً ، فما دام الجنين حي لماذا تُسقط ؟ أنتم تقولون : الأُم ليس عليها شيء ، إذاً أبقوا على الجنين ولا تسقطوه وإن لم يمت عاش .
والله حدثني هذا الطبيب وقال أنظر لهذه الخرافة يا شيخ ، أتتني امرأة حملت ، وتعرف رأي بالحمل والاسقاط ، أن أنا لا أسقط ، وهذا الاسقاط اجهاض وحرام ، يقول : فذهبت لغيري ، قال : أسقط لها الجنين ، يقول : شعرت أنه الجنين بعده يكبر ، فذهبت له مرة أخرى ، قال لها يجب أن نعمل له اسقاط واجهاض ، قال : وما زالت تشعر أن الجنين ما زال يكبر ، فأتت عندي ، وتقول : أنا يا دكتور محرجة منك ، فلما فحصتها ، وجدت الجنين سليم ( 100 % ) ، ولا يوجد فيه تشوه ، أحياناً تقصد قصص عند الأطباء غريبة جداً ، فنحن صعب ان ندخل في تفاصيل الطب ، ومعارفنا في الطب معارف عامة ، وليست تفصيلية ، .
لكن نحن الآن نُعلِّق الأمر في الطب ونقول إذا الأُُم تهلك من هذا نُسقط ، حتى أن شيخنا الألباني رحمه الله كان يقول : حتى لو تعمل عملية سد المواسير ، حتى أنهم اليوم يعملونها بالليزر ، فأمرها سهل ، .
لكن شيخنا هل هُناك أمر فيما يتعلق بتخلُّق الجنين أو عدم تخلقه بمدة ما.
الشيخ : صعب تُحدد ، فالتخُّلق المعتبر في الشرع ، الأحكام التي بناها الشرع على الرؤية بالإسقاط ، إما ما قبل الإسقاط والبداية بالحسبة قد تتفاوت من نظر إلى نظر ، ضيق الرحم وسعته تتفاوت بالنسبة لعمر الجنين إلى آخره .
لكن الشرع علَّق متى أسقطت المرأة قطعة ، مُضغة ، مُخلقة ، لها رأس ولها أطراف فينبني عليها أنها نفاس ، وإذا أسقطت قطعة لحم غير مخلقة وتكون امشاج دم فهذه ليست نفاس .
مجلس خاص في بيت الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان .
بتاريخ : السبت 9 – 7 – 2016 ميلادي .
الموافق : 4 – 10 – 1437 هجري
رابط الفتوى :
خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور حسن آل سلمان .