http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/03/AUD-20170308-WA0041.mp3والنجاة لا تكون إلا كما تعلمون بالإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق ،والتواصي بالصبر، ولا يكون عمل صالح إلا بالعلم؛ ولا يكون تواصيا بالحقِّ إلا بالعلم ،ولا يكون تواصيا بالصبر إلا بالحلم.
والوصية التي ينبغي أن تحفظها يا طالب العلم:
أن العلم شيء ثقيل وكبير لا يحمله شيء لا يمكن أن يحمل العلم أرض ولا سماء ولا جبال ولا شيء لا يحمل العلم إلا الحلم ؛ولذا ينبغي لطالب العلم كلما اتسع علمه إزداد حلمه وإزدادت أناته وحلم على الناس وصبر عليهم، كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن أنس قال : “بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مه مه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا تزرموه دعوه ” فتركوه حتى بال ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له : ” إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن ” أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه”
جاء الأعرابي فبال في ناحية من نواحي المسجد وهذا بيت الله جل في علاه، فله من الحرمة والكرامة ما ليس لسائر البيوت ،فنهره الناس وقد بدأ بالبول، فأن يبقى يبول في مكان واحد خير له وخير للمسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للناس لا تزرموه ،دعوه يبول فبال وأنهى بوله فأمر صلى الله عليه وسلم بدلو من الماء، وأمر أن تزال النجاسة ،فلما رأى هذا الأعرابي هذا الحال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه وحال أصحابه الذين استعجلوا عليه قال داعياً ربه عز وجل قال( *اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحد *) فلم يدعوا إلا للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فينبغي لطالب العلم أن يتحمل أوساخ الناس ،وأن يتحمل الشبهات التي تستقر في قلوبهم وعقولهم ،ويفرح إن ألقى الناس هذه الشبهات عليه لكي يبددها بالحجج والبراهين، ويتكلم عليها بالحقِّ واليقين ويعالجها معالجة الأطباء الماهرين ،هكذا ينبغي طالب العلم ينبغي أن يحلم وينبغي أن يصبر على أذى الناس.✍✍