كلمة الشيخ مشهور حسن في حفل تخريج طلاب مركز تحفيظ القرآن بمسجد الرحمة
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على النبي وآله وصحبه أجمعين.
يقول الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، وقال سبحانه عن الكتب السابقة: بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ.
فكتابنا ( كتاب الله ) الذي أنزله على قلب نبينا -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم الله الذي تكفل بحفظه، والكتب الأخرى الله جل في علاه قال: بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ، إن حفظها أصحابها بقيت؛ وإن لم يحفظها أصحابها ذهبت.
وربي عزوجل يقول عن القرآن الكريم: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ .
والله يا إخوة في ليلة من ليالي الاعتكاف أحد إخواننا الصغار كاد أن يتم البقرة في ليلة – أن يحفظ البقرة في ليلة -.
الله في شرعه لما أمر بحفظ كتابه، والأمر أمر كفائي،يجب على اﻷمة أن يكون فيها حفظة لكتاب الله، يعني لو رفع الكتاب يجب علينا أن نجمعه من الصدور.
فحفظنا للقرآن حفظان:
1 – حفظ صدر.
2 – حفظ سطر.
فيجب على اﻷمة أن يكون فيها حفظة لكتاب الله عزوجل، والحفظة كثر ولله الحمد والمنة.
لا أكتمكم بلادنا بالنسبة لكثير من البلاد الحفظة فيها قليل للأسف، ولله الحمد والمنة بدأ الخير ينتشر، وبدأت دور القرآن وبدأت النشاطات ولله الحمد والمنة تظهر في تعليم التلاوة والتجويد وفي حفظ كتاب الله-عزوجل.
سر قوة المسلمين القرآ.
زويمر إبان توحيد بريطانيا يجتمع مع سلطات بريطانيا، ويقول ما هذه ماهو سر قوة المسلمين؟
فعلنا بهم اﻷفاعيل ومازالوا قائمين يقرؤون القرآن.
فقال رجل أبله: أمنعوهم من المصحف، حرقوا المصاحف.
قال: يزداد إقبالهم عليه.
قال:ما السبيل لمنع المسلمين من المصحف؟
قال:إذا رفعت غطاء رأس المرأة غطيت به القرآن، إذا استطعنا أن نرفع غطاء رأس المرأة ،وتمشي في الطرقات حاسرة،والشهوات عارمة، والفضيلة والستر لم تظهر على النساء ،فالمسلمين يبتعدوا عن القرآن، الذي ينظر إلى الشهوات فهذا لايستطيع أن يحفظ القرآن، القرآن يحتاج إلى قلب طاهر وأسأل الله أن يرزقنا قلوبا طاهرة، والقرآن يأسر القلب، وهذا الصغير الله جل في علاه رزقه قوة حفظ.
قالوا قديما: الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر، النقش في الحجر صعب وحفظ القرآن للصغير سهل، وسهل جدا، فهذا الصغير إذا منّ الله عليه فأودع القرآن في قلبه فبإذن الله تعالى الله يحفظه، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك،إذا سألت فلا تسأل إلا الله، فهذا الحفظ – ولله الحمد والمنّة – له من البركات والخيرات على صاحبه وعلى أبويه، وعلى المجتمع ما الله به عليم.
حقيقة الشكر الموصول ﻹخواننا جزاهم الله خيرا الذي بذلوا جهود عظيمة ( أخونا أبو عبدالرحمن) جزاه الله خيرا وكذلك ( لزوجه وبناته )، وحقيقة هو جزاه الله خيرا من أوائل المستفيدين، فامتن الله تعالى عليه بحفظ ولده له القرآن وابنتين أيضا القرآن، وكذلك هو ولله الحمد والمنة معه إسناد موصول للنبي صلى الله عليه وسلم في تعليم القرآن الكريم.
ولكن أيضا لا ينسى جهد الآباء ،أنا أقدر وأثمن وأحيي ذاك اﻷب وتلك اﻷم، التي رأيتها مرارا وتكرارا توصل ولدها الصغير إلى باب المسجد في وقت الظهيرة وقت الحر، ليجلس في المسجد ويتعلم، وأحيي ذاك اﻷب الذي يصطحب ولده إلى المسجد فيسمع وينظر كيف يحفظ ولده، وكيف يسمع هؤلاء الآباء أصبحوا ندرة – للأسف – الأب الذي يحرص على ولده أن يكون حافظا للقرأن أصبح نادرا.
حقيقة أشجع اﻵباء أن يكافئوا أولادهم، ولكن لا أشجعهم أن يكافؤهم بالجوال، الجوال يضعون فيه ألعاب.
الكفار خططوا لنا ونحن في عماء ونحن في سبات عميق،الصغير عنده ذاكرة والصغير ذاكرته للخيال، طبيعة الصغير بعد السادسة بعد السابعة يبدأ يجمع قواه وجل أمره في خيال، وحفظ الصغير يطبع الورقة طبعا، يعني الصغير اﻵن لما أقول له :تعال سمع القران.
تعرف كيف يقرأ؟
أتدرون كيف يقرأ؟
يتخيل صفحة ليقرأها عن حاضر، يعني هو طبعها بالعقل، يعني الصغير عنده قوة تخيل عظيمة.
الشافعي رحمه الله وهو صغير حفظ موطأ مالك فكان يحفظ صفحات الموطأ عن يمينه وشماله؛ فالصغير يحفظ حفظا بالخيال الذي أعطاه الله إياه ،طبعا الكفار اشغلوا خيال أولادنا بماذا؟
بالصور المتحركة، فهي غذاء يملأ الخيال ملأ، فكل ما ابنك شاهد الصور المتحركة وتعلق بالصور المتحركة ابتعد عن القرآن، وكلما نظر في القرآن وطبع في خياله و في عقله طبع القرآن في عقله وقلبه ؛ ويبتعد عن الصور المتحركة، فهذا الجوال فيه صور متحركة وفيه العاب تشوش وتضيع كثيرا من سعة الخيال الموجودة في عقل هذا الطفل.
حفظ القرآن كما قلت نعمة، ليست فقط على الحافظ، الأمة كلها مطالبة على وجه الفرض الكفائي أن يكون فيها حفاظ قرآن وفقهاء، أصوليون، محدثون، لغويون، والأمة كلها تأثم اذا لم يوجد فيها مقدار من الحفاظ، فهذا الذي يحفظ القرآن هو يرفع الاثم عن كل أفراد الامة، وهذا الذي يحفظ الحديث يرفع الاثم عن جميع أفراد الأمة، وهذا الذي ينشغل بالفقه يرفع الاثم عن جميع أفراد الأمة.
لو أردنا بإيجاز نفهم قول الله عزوجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.
كيف ننصر الله؟
ما معنى أن ننصر الله؟
إذا أدينا الفرائض العينية والكفائية الله يتولى نصرتنا، ننصر ربنا بأن نؤدي الفرائض التي فرضها علينا، إذا أدينا الذي علينا لا بد أن نستحق الذي لنا، لماذا؟
لأن الله أخبر بهذا أولا .
وثانيا: الله جل في علاه لا يعجزه شيئ.
تأمل معي قصة موسى عليه السلام كيف نصر الله موسى؟
نصره وهو هارب من فرعون.
وقال الله تعالى كذلك : إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .
نصر الله محمد عليه السلام وهو في الغار، عقلك يسع هذا أيها البعيد عن القرآن أن الله نصر محمدا وهو في الغار؟
نعم يسع، إن تنصروا الله ينصركم، لا تنشغلوا، أشغلوا أنفسكم، اليوم الناس منشغلين عن تحقيق أسباب النصر، ويريدون نصرا كالذي يريد أن يبني قصرا فارها ولا شيئ عنده، ماعنده مال، إن تنصروا الله ينصركم، فأداء الفرائض الله عز وجل ينصر الأمة بها، الفرائض العينية والفرائض الكفائية.
ولله الحمد والمنة موضوع حفظ القرآن ولله الحمد والمنة أمره سهل ميسور، ولكن على من يسره الله، (ولقد يسرنا القرآن للذكرفهل من مدّكر)، والله رأيت بعض الأعاجم في هولندا، ورأيت بعض اﻷعاجم في أندونيسيا لا يعرف كلمة واحدة عربية، ولما يقرأ القرآن يحفظه كاسمه، ولو قلت له: ما اسمك يا فلان ؟
مايفهم، وما يعرف، فهو لا يفهم العربية، وهذا يذكرك بقول الله :{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر }، القرآن هبة ورزق من الله، فهنيئا لك أيها الوالد يا من حفّظ أولاده القرآن، ويا من أقبل على القرآن ؛ القرآن له وحشة الذي لا يقرأ القرآن ولا ينظر فيه دائما، يحتاج أن يعيد النظر فيه.
احسن طريق لحفظ القرآن ماذا؟
دائما علماؤنا يقولون: أحسن طريقة للحفظ اﻹدمان، يعني من أدمن النظر في القرآن فيستطيع أن يحفظ القرآن بوقت قصير، والقرآن لا يمكن أن يحفظ إلا بأن يكون هنالك جزء وورد يومي للحافظ، الورد للحافظ عند علمائنا خمسة أجزاء ،يعني من يقرأ كل يوم خمسة أجزاء، لابد أن يصبح حافظا، ويكون حفظه خير حفظ ،وهو حفظ الإدمان، ادمان بالنظر .
المحدث لما يقول حدثنا فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وسلم، الفقيه يقولك قال الشافعي قال أبو حنيفة قال أحمد قال فلان قال علان، كيف يحفظ؟
بالأدمان.
فحفاظ القرآن ينبغي أن يعرف بيقظته والناس غافلون، وبسهره والناس نائمون، وبجده واجتهاده والناس يلهون ويلعبون، حافظ القرآن يصبح متميزا باستعداده، متميزا بسريرته، متميزا بطهارة قلبه، حافظ القرآن ليس كسائر الناس، ففرق بينه وبين الناس ، حافظ القرآن في جنات معروشات وغير معروشات من خلال تأمل اﻵيات والنظر في كتاب الله عزوجل، هذا فرق طالب العلم، لذا طالب العلم هذا الذي يحفظ القرآن هذا إنسان من صنع آخر،هذا اإنسان له ميزات تختلف عن سائر الناس، هذا له سمت يختلف عن سائر الناس،و حتى نصل لهذه الدرجة؛ لا بد من جد واجتهاد، لابد من مجاهدة في زمن الغفلة الموجود، هذا يحتاج إلى مساعدة اﻷم والأب والمسجد والمدرس ،يحتاج إلى مساعدة ويحتاج إلى استمرار.
هذه أشياء أحببت أن أذكر إخواني بها، وأهنئ أبناءنا الذين أتموا حفظ شيء من كتابه الكريم.
ولله الحمد والمنة آباءنا وأبناءنا، فالبعض سنه من سن اﻷب، والجل في سن الأبناء أو اﻷحفاد أسأل الله جل في علاه أن يحفظهم جميعا، وأسأل الله عزوجل أن يبارك فيهم، وأسأل الله أن يكثرهم وأن لا يقللهم، وأن يجعل ما حفظوه طاعة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، وأدعوهم إلى المثابرة.
والقرآن أشد تفلتا من القلوب كتفلت اﻹبل في معاقلها، القرآن يتفلت، والقرآن لا يمكن أن يحفظ إلا بالتعاهد، النبي-صلى الله عليه وسلم -أمر بأن نتعاهد القرآن الكريم.
⬅ الجمعة:
↩ رابط الكلمة:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للإشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor