http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/07/AUD-20170723-WA0012.mp3
كلمة بعنوان: فاستقم كما أمرت.
فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.
فقد امتنّ الله علينا بفضله ومنه وإنعامه وكرمه بأن جعلنا ندرك رمضان ونسال الله رب العرش العظيم أن يتقبل منا ومنكم سائر الأعمال وصالحها وأن يعيده علينا أعواماً عديدة .
الواجب على المكلف أن يثبت على الاستقامة، فالإستقامة أمرٌعزيز، أمر الله تعالى نبيه بها فقال عز وجل: ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ ) فالخطاب ليس خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو عام لجميع أفراد أمته، وليس هو خاص في مكان أو في زمان وإنما يشمل جميع المكلفين، والإستقامة لا تتحقق ولا تتحصل إلا بالتزام الصراط السوي من غير تساهل ولا تشدد، فاستقم كما أمرت، ليس كما هويت أو كما أحببت أو كما تعودت بل كما أمرت (وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا) والطغيان الزيادة في الحد، لا تطغى على عباد الله ولا تتشدد في التزامك بدين الله عز وجل، ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ) هذه الاستقامة تحتاج من العبد أن يكثر من التوسل إلى الله عز وجل ،وهكذا يفعل العبد في كل ركعة يصليها لله سبحانه وتعالى، تامل معى قولك ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) يارب اتوسل إليك بعبادتنا إليك وباستعانتنا بك ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا ) نسألك الهداية في الصراط المستقيم ،وإلى الصراط المستقيم، بعبادتنا إياك واستعانتنا بك، ففي هذه الآية وفي هذا الترتيب والسر في ذكر الهداية هداية الصراط المستقيم ولا أقول بذلك الهداية إلى الصراط المستقيم، والهداية هدايتنا هداية الى الصراط وهداية في الصراط، وأنت تقول اهدنا الصراط لأنك هديت إلى الصراط فبعد أن هديت إلى الصراط تسأل ربك الهداية في الصراط ،فتتوسل إلى الله بعبادتك، بصيامك، بقيامك، بتلاوتك للقرآن، وباستعانتك (اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) قال غير واحد من السلف استعينوا بالصبر أي بالصيام، واستدل على ذلك بما ثبت في مسند الإمام أحمد ان النبي صل الله عليه وسلم قال ” صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ ” فالاستعانة بالصبر أي استعينوا بصوم رمضان،صيام شهر رمضان شهر الصبر شهر الصبر هو شهر صيام رمضان، فانتبه الى مثل هذه المعاني وأنت قد خرجت حديثا من مدرسة رمضان، مدرسة التقوى، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) المراد من الصيام أن تُحصل التقوى، والتقوى أن تجعل وقاية بينك وبين الله فيما نهاك عنه ، تجعل وقاية بينك وبين المحرمات والمهلكات، تستعين بهذا الصيام الذى حبست ومنعت نفسك من الحلال، فمن باب أولى أن تحبس نفسك بمنعها من الحرام، انتبه لهذه المعاني وانت حديث عهد بتخرج من هذه المدرسة العظيمة مدرسة الصيام، والصبر من أهم الاشياء، الصبر نصف الايمان والملائكة يدخلون على المؤمنين من كل باب يقولون لهم: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) كلما دعتك نفسك إلى الحرام تذكر هذه الآية، الملائكة يدخلون على المؤمنين على أهل الجنة من كل باب ويقولون لهم: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) فالواجب أن يحبس الإنسان نفسه عن المحرمات، وهذا الحبس هو تحقيق التقوى، وهو المراد بقوله سبحانه ” لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
واسأل الله جل في علاه ان ينفعنا بما صمنا وبما قمنا وبما تلونا وأن يجعل ذلك وسيلة في مزيد تقرب اليه والاستعانه به في طاعته، وأن يرزقنا الصبر على فعل الطاعات ثم الصبر على ترك المنكرات ثم الصبر على ما يلاقي الدعاة ثم الصبر على قضاء الله عز وجل وقدره.
مجلس فتاوى الجمعة
20 شوال – 1438 هجري.
2017 – 7 – 14 إفرنجي
↩ رابط الكلمة :http://meshhoor.com/fatawa/1229/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. ✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor