إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد .
فقد جاءت أسئلة كثيرة كالعادة موضوعها عن حُكم الاحتفال بالمولد النبوي .
وسبق في سنوات مجالس سابقة أن فصلنا حول هذه المسألة مرات وكرات .
وأذكر أننا في العام الماضي أعلنا عن مسابقة ، وقلنا بأن المسابقة ما زالت قائمة ، والمسابقة تتكون من ( ثلاثة ) أسئلة :
1- السؤال الأول ، ويتكون من أربعة فروع :
أ- كم مرة احتفل النبي صلى الله عليه وسلـم بالمولد النبوي ؟
ب- كم مرة احتفل أبو بكر رضي الله عنه بالمولد النبوي ؟
ت- كم مرة احتفل أبو عمر رضي الله عنه بالمولد النبوي ؟
ث- كم مرة احتفل عثمان رضي الله عنه بالمولد النبوي ؟
ج- كم مرة احتفل علي رضي الله عنه بالمولد النبوي ؟
2 – السؤال الثاني : ما هي الحلوى التي كانت تُقدم في هذا الاحتفال في زمن النبي صلى الله عليه وسلـم ، وكذلك في زمن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ؟
3 – السؤال الثالث : ما هو برنامج الاحتفال ، ومن هو المُنشد الذي كان يُنشد لهذا الاحتفال في زمن النبي صلى الله عليه وسلـم؟
الاحتفال بالمولد النبوي أحدثه
( الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس أو أول الـقـــــرن السابع الهجري ، كما ذكره المؤرخون كابن كثير وابن خلكان وغيرهما .
، ونصّ على هذا عدد كبيروجمع غفير من المؤرخين، وقفت على ما يزيد عن عشرين قولا ، وكان يُطوع الناس ، وكان عُبيدياً ( أي كان رجلاً شيعياً غالياً ) .
الاحتفال بالمولد الحقيقي هو أن تؤدي حق الله في قولك : وأشهد أنَّ محمداً رسول الله ، هذا هو الاحتفال الصحيح .
و يا ليت المسلمين يفهمون قولهم : أشهد أنّ لا إله إلا الله و أشهد أنّ محمداً رسول الله .
أشهد أنّ لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله .
أشهد أنَّ محمد رسول الله : أي لا متبوع بحق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلـم .
فلما خرجت الأشياء عن حقائقها ، ثم حُورت وبدلت إلى زُخرف القول وغروره ، فأصبح بر الأبوين تعليق الصورة ، والاحتفال بالأم في يوم بالسنة يسمى بعيد الأم ، هكذا أصبح حال المسلمين اليوم وللأسف وذلك لبعدهم عن هدي سيد المرسلين ، أصبح عندهم جبر كسر ، واستدراك فوت .
قالوا : نحتفل بالنبي صلى الله عليه وسلـم ، فنتذكر النبي .
النبي صلى الله عليه وسلـم في حياة المسلم في كُل حين ، في باطنه وظاهره،في أخلاقه ، في عبادته لربه ، فأنه لا يعبد ربه إلا على هدي النبي صلى الله عليه وسلـم .
فالعبادة لا تُقبل إلا أن تحقق فيها شرطان :
1- الشرط الأول : أن تكون خالصة لله .
2- الشرط الثاني : أن تكون صواباً ، أي على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلـم .
وكُل الأبواب التي توصل العبد إلى رضا الله والجنة موصدة ( مُغلقة ) أمامه إلا طريق رسول الله صلى الله عليه وسلـم .
فلا يمكن لأحد أن يدخل الجنة وهو متنكب لطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلـم .
أنا أدعو أن يُعيد المسلمون النظر في حالهم ، و أن يُقبلوا على سنته صلى الله عليه وسلـم ، (( فالخيرُ كُله في الاتباع ، والشرُ كُله في الابتداع )) ، والنظر إلى حقائق الأشياء لا إلى أسمائها
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مجلس فتاوى الجمعة .
10 ربيع الأول 1438 هجري .
9 – 12 – 2016 إفرنجي
↩ رابط الفتوى :
◀ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.