هذا الحديث له معنيان، والمعنى الذي أراه راجحاً وهو المشهور وهو الذي رجحه الحافظ في الفتح . وهو أن مدة النبوة ثلاث وعشرون سنة، ومدة الوحي التي كان يأتي بها النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الرؤيا الصالحة ستة أشهر. فكانت نسبة الرؤيا الصالحة من أجزاء النبوة تساوي واحد الى ست وأربعين . فهذا أرجح الاقوال وأسلسها وأظهرها وأسلمها وأبعدها عن الكلفة ولذا فإن من علامات صلاح الإنسان، ومن علامات صدق حديثه أن يرى في الواقع ما يراه في المنام .
والمعنى الآخر قال به القرافي، وحاول فيه تعديد أجزاء النبوة، فقال تعبت ولم أظفر إلا باثنتين وأربعين خصلة. والحافظ ابن حجر طيب خاطره في الفتح وزاد عليها أربعة من عنده وفيها تكلف في الحقيقة. وهذا معنى مغمور.
والصواب الأول ، والله أعلم.