موعظة الشيخ مشهور حسن حفظه الله على قبر صهره عيسى عفانة رحمه الله تعالى

http://meshhoor.com/wp/wp-content/uploads/2017/07/موعظة-للشيخ-مشهور.mp3موعظة الشيخ مشهور حسن حفظه الله  على قبر صهره عيسى عفانة رحمه الله تعالى.
 اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ , وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ , وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ , وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ , وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، ونَقِّه منَ خطاياه، كما يُنَقَّى الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس اللهم واغْسِلْهُ من خطاياه وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه ، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ ، وأدْخِلْه الجنَّةَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وارْحمْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ ، اللَّهُمَّ قه عَذَابِ القَبْرِ ، اللَّهُمَّ قه عَذَاب الْقَبْر “. اللهم اغفر لِحَيِّنَا وَميِّتِنا ، وَصَغيرنا وَكَبيرِنَا ، انسنا وجننا، وشَاهِدِنا وَغائِبنَا . اللَّهُمَّ منْ أَحْيَيْتَه منَّا فأَحْيِه على الايمان ، وَمَنْ أَمْتَه منَّا فأَمْتِه عَلى الاسلام ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ ، وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ وَاغْفِرْلَنَا وَلَهُ.
سمعتم هذه بعض ادعية النبي صلى الله عليه وسلم التى كان يقولها حال صلاته على الجنازة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأمته مبينا حالهم ومألهم وطمعهم وجشعهم في هذه الدنيا، وما يرد هذا الطمع والجشع، فكان يقول كما ثبت عنه في صحيح الإمام مسلم كَانَ يَقُولُ لَوْ كان لابْنَ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ لتمني أن يكون له وَادِيَانِ ولو كان له وَادِيَانِ لتمني أن يكون له ثلاثة، هذا الجشع ،ثم ذكر المال فقال: وَلَا يَمْلَأُ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ.
الإنسان في هذه الحياة يعش في مجموعة دور عددها أربعة:
الدار الأولى وهو جنين في بطن أمه.
والدار الثانية هذه الحياة، الحياة الدنيا وتذكر وتأمل وتفكر وتدبر أنها حياة دنيا، وهنالك حياة عليا، دنيا وعليا فهذه الدار دار دنيا، دار على التحقيق لا لذة فيها وإنما فيها سد حاجات ودار مكدرات ودار منغصات ودار عبور وليس دار استقرار.
والدار الثالثة : دار البرزخ، ودار البرزخ تبدأ من هاهنا، هذه بداية دار البرزخ القبر، وما أدراك ما القبر؟
القبر الذي ينبغي للعاقل أن يُعدَ له، فأنت اليوم قد حملت الميت ولا بد وأن تَكون غدا محمول.
اليوم نَقبر وغدا نُقبر اليوم نَدفن وغداً لابد ان نُدفن.
 
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا المقام كان يشير الى القبر ويقول “لمثل هذا فأعدُّوا “،اعدوا لهذه الساعة، فالميت إذا مات يتبعُه أهلُه ومالُه وعملُه ، فيرجِعُ اثنان ويبقَى العمل فيرجع المال ويرجع الأهل والولد ولكن لا يبقي الإ العمل، فالعمل هو الذي يدافع عن صاحبه في قبره وهو الذي يؤنس صاحبه.
هذه الدار سعتها بالنسبة للدنيا كسعة حياة الجنين بالنسبة لحياة الدنيا، لو تخيلنا أنفسنا أننا نخاطب جنينا وهو في رحم أمه فيقول أننى اعيش وأكل وأشرب وأنمو ولست بحاجة إلى هذه الدنيا التى ربما إن تفلسف قال إنها خيال ووهم وليست بموجودة ،ولكن إن خرج إلى هذه الحياة الدنيا علم سعة الحياة الدنيا بالنسبة لبطن أمه وهو جنين ولا بد حتى لمن تشكك في هذه الدار وطبيعتها لابد ان يمر بهذه المرحلة حياة البرزخ.
ما هي البرزخ؟
البرزخ لها وجه على الدنيا ولها وجه على الآخرة، الإنسان بدن وروح والنعيم في هذه الحياة والشقاء والسعادة تكون على البدن أصالة وتكون على الروح تبعا وأما في القبر فتكون على الروح أصالة وعلى البدن تبعا وأما في الجنة والنار فتكون على الأمرين.
ولذا لا نعيم بعد نعيم الجنة ولا شقاء ولا عذاب بعد عذاب النار .
دار البرزخ، دار أمرها يعود الى الروح ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) فهذه الروح سرها عند ربي، سرها عند الله لا يعلمها أحد ولذا حياة البرزخ تدور على الأخبار فما جاءنا من أخبار فيها عصمة من كتاب ربنا وحديث نبينا صلى الله عليه وسلم أمنا به.
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ما اعدل الله، المؤمن لما يلد يبكي ومن حوله يضحك ومن عدله أن المؤمن لما تخرج روحه ويرى ما أعد الله له يضحك ومن حوله يبكي، *فأعمل ليوم تضحك فيه وإن كان أعز الناس إليك يبكون عليك،* لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ما أحقر هذه الحياة، اتدرون من احرص الناس على وضع الانسان حت التراب؟
احب الناس اليه وأقرب الناس اليه سبحان الله الميت لما يموت يُنسى قبل أن يقبر فالناس تنسى اسمه وتنسى رسمه والناس لما يتكلمون بعضهم مع بعض يقولون احضروا الجثة لا يذكرونه باسم ولا كنية وإنما يقولون الجثة، خلاص انتهى أمره طويت أوراقه خرج من هذه الحياة ولم يبقى له الإ  الذكر الحسن والعمل الصالح، فالصالح و السعيد في هذه الحياة الدنيا من مات والناس يذكرونه بخير، كم من إنسان ميت وهو حي بين الناس كالعلماء والصلحاء، الناس للآن يترحمون عليهم ويذكروهم بخير وكم من إنسان حي يدب ويأكل ويشرب كالدواب لا يذكره أحدا بشيء ،وهو حي لا يذكره احدهم بشئ ،وأما الصالحون والعلماء فإن الناس يذكروهم بخير بعد وفاتهم، رحمهم الله تعالى.
 
فالإنسان يعيش في هذه الحياة وهي كما قلت الدار الثانية ثم البرزخ وهي الدار الثالثة .ومن الإلحاد بآيات الله وبكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نسمعه في الأذاعات وما يتداوله الناس لما يقولون *انتقل فلان الى مثواه الأخير والله إن هذا لكذب والله إن هذا هو الإلحاد والله إن هذا ليس بالمثوى الأخير والله إنه هناك حياة بعد الموت وهناك بعث وإن الجنة حق وإن النار حق والمثوى الأخير للإنسان جنة أو نار*، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ ايها الناس، اعرضوا أعمالكم إتعظوا بغيركم، فالسعيد من وعظ بغيره، لما تحضرون الجنائز وترون الناس يقبرون تدبروا وتأملوا وأنظر وتخيل وتوهم لو أنك كنت مكان هذا الميت ما هو حالك؟
حتى لا تقول: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) كلا لا يرجع أبدا ما أحد مات ثم يرجع الى هذه الحياة، فالسعيد من اتعظ بغيره فالله الذي لا إله الإ هو من لم يتعظ بالموت لو ان الجبال قامت فتناطحت بين يديه والله ما يتعظ هذا لا قلب له، الذي لا يتعظ بالموت ينبغي أن يبكي على قلبه وينبغي أن يلين قلبه، فكما الناس تأخذ ملينات لفتح الشرايين، وتعمل عمليات حينما يضعف هذا القلب فالواجب على العاقل أن يجعل قلبه لين حتى ينتفع بالمواعظ حتى ينتفع بكلام الله حتى ينتفع بهذه المشاهد التى يشاهدها في مثل هذه الجنائز فالإنسان الذي له قلب هو الذي ينتفع (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ).
ما معنى وهو شهيد؟
أي هو حاضر، هو مستحضر أنه سيكون حاله حال الميت، هو شهيد وهو متيقظ وله قلب يعي ويفهم ويعلم ويتدبر ويعلم مآل الافعال ومآل الحال.
فإذا أخواني بارك الله فيكم اتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في أعمالكم، أعرضوا أعمالكم على كتاب ربكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، فما وجدتم فيه حسنا فاحمدوا الله وزيدوا منه واثبتوا عليه وما كان سيء فاتقوا الله فغيروا وبدلوا.
اسال الله جل في علاه ان يرحم ميتنا وان يغفر له واسال الله جل في علاه ان يجمعنا واياكم واياه في جنات النعيم مع نبينا صلى الله عليه وسلم وعباده الصالحين هذا واخر دعوانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ، نسال الله عز وجل المغفرة والرحمة.
↩ رابط الكلمة :http://meshhoor.com/fatawa/1228/
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام:
http://t.me/meshhoor