السؤال الأول: أخ يقول ما عملُ الطالب المبتلىٰ بالهمِّ و الحزن و الغمّ الذي لا ينفكُ عنهُ؟

 

الجواب:
أولاً : وجود الحزن باستمرار عند الإنسان حسنٌ وليسَ بسيء، و أهل الجنة يقولون لما يدخلون الجنة : ” *الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن* ”

فإذاً من صفات أهل الجنة أنهم في الدنيا يحزنون ،

و أنّ الدنيا دار بلاء و ليست الدنيا دار سعادة ، و كلّ من ظن أنّ الدنيا دار سعادة فهو مخطئ و من علم أنّ الدنيا دار بلاء استعدّ لها و حفّز همّته ليصل إلى رضا الله عزّ وجل ويقرع باب الجنة بالإخلاص والمتابعة.

أن خلص لله عزوجل ويتابع النبيّ صلى الله عليه وسلم.

لكن أن يسيطر هذا الشعور على الإنسان على وجهٍ يجعله سلبياً و لا يصنعُ شيئاً فهذا ليس بحسن.

و قد تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ” *اللهم إني أعوذ بك من الهمّ و الحَزَن*”

ودعاء ذهاب الهم و الحزن هو : ” *عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ، وَلَا حَزَنٌ، *فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ؛ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا “. قَالَ : فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ : ” بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا “.*
(مسند الإمام أحمد 3712).

فالقرآن هو ذهاب للهم والحزن.

لذا من أراد السعادة الحقيقية عليه ألا يترك القرآن، والذي يدمن على قراءة القرآن يشعر شعوراً فيه حزنٌ و هَمّ و غَم إن تركَ القرآن.

من عاش مع القرآن و ما ترك القرآن لو طرأ عليه طارئ فلم يقرأ القرآن يوماً يخيّم عليه الحزن و الهم و الغم.

فمن أراد السعادة في هذه الحياة فليخاطب الله، وليقرأ القرآن الكريم و لا ينقطع عن القرآن الكريم .

و من أسباب البعد عن الهمّ و الحزن إسعاد الآخرين.

و من سنة الله تعالى أن الجزاء من جنس العمل.

فمثلاً من كان معطاءً، باذلاً، خادماً، ماشياً، في مساعي الناس مُدخلاً السرور عليهم، فلا بُدَّ أن يجازىٰ بأن الله عزّ وجل يُسعدهُ و يَجعلهُ يعيش حياةً عجيبةً، فكلّما أعطيت، و كلما أسعدت، و كلما بذلت، و مشيت في حوائج الناس أبعد الله عنك الحُزن، ورزقكَ الله تعالى إنشراحاً و همّةً و نهمةً في الخير .

ولذا من أسباب البعد عن الهم و الحُزن هذه الأشياء .

والله تعالى اعلم.

⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*

18 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 5 افرنجي

↩ *رابط الفتوى:*

⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان*.✍✍

⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*

http://t.me/meshhoor