السؤال الثالث والعشرون : أخت تسأل فتقول : هل ممكن أن يكون الإنسان صالحاً وينقلب حاله إلى أن يموت في سوء الخاتمة ؟  

الجواب : أولاً الأمر لله وصمام الأمان في الجواب أن الله عادل ، وهل الله عز وجل سبحانه وتعالى يعامل الناس على الباطن أم على الظاهر ؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما صح عنه ( وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) ، في رواية مرعبة مزلزلة مخيفة في صحيح مسلم فيها جواب السؤال وهذه الرواية ينبغي ألا تغيب عن بال سائر سيراً صحيحاً إلى الدار الآخرة يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم ( وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) ؛ يعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس وفي حقيقة أمره سيره أعوج ونيته ليست صحيحة ، ويرى مصلحة ويرى وجاهة في الآخرة وفي اللحية والثوب والديانة وله مصالح ويعيش بهذا الأمر ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يظهر للناس كما يظهر لك لكنه في حقيقة أمره لا يعمل بعمل أهل الجنة .

هل يمكن لإنسان أن يكون على صلاح وآخر حياته – والعياذ بالله – أن ينتكس ؟
ممكن وهذا في حق غير المخلص في حق المرائي  ، لذا من أحسن حسنات الإخلاص  الثبات ، وعاقبة المخلص دائماً حسنة ، رجل قال لأتصدقن بصدقة فتصدق ثلاث مرات بإخلاص وكل صدقة ما وضعها في مكانها – ثلاث مرات – قال لأتصدقن بصدقة قام في الليل رأى إمرأة كانت من بنات الليل مومس وضع الصدقة بيدها فعلم الناس فأصبحوا يتضاحكون منه ، لأنه مخلص قال لأتصدقن بصدقة فقام الليلة الثانية وجد رجل ماشي في الطريق وما أحد يراه فوضعها في يده فكان غنياً – كمن يتصدق على واحد مليونير – فأصبح الناس يتضاحكون منه ، فقال لأتصدقن بصدقة وهذه ثمرة الإخلاص وثمرة الإخلاص الثبات على العمل ، في الليلة الثالثة رأى رجل يسير في الطرقات ويتخفى في سيره فقال هذا المطلوب فوضعها في يده فكان لصاً فأصبح الناس يتضاحكون منه ، قبل الله صدقته ، هذا الرجل بإخلاص أتى فعل ما وضعه في مكانه ثلاث مرات ، ولكن العالم وقارئ القرآن والمجاهد والكريم وهؤلاء أتوا بأحسن الأعمال إن أتوها بغير إخلاص فيكون مآلهم أن النار أول ما تسعّر النار بهم .

أسألُ سؤالاً وانتبه : عمل بإخلاص ولكن وضع في غير مكانه وعمل من أحسن الأعمال لكن من غير إخلاص ، أيهما أحسن الأول أم الثاني ؟
الأول أحسن من الثاني ، لذا شيخ الاسلام من إنصافه يقول من يجلس مجالس الذكر البدعي من الذين ينطون ويرقصون ويقومون ومن عوام الناس ومخلصين هل يكتب لهم بها أجر ؟
قال نعم يكتب لهم بها أجر على مقدار صدقهم وإخلاصهم وعليهم وزر لمخالفتهم هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا كلام المنصفين هذا كلام العلماء ، يعني من تعبد الله بنية خالصة وكان مخطئاً ونيته صحيحة يكتب له أجر على نيته
لكنه يكتب عليه وزر بجهله ، فالأحكام عند أهل  السنة تتجزأ ولذا قال أهل السنة أعرف الناس بالحق هو أرحم الناس بالخلق .

والله تعالى اعلم.

⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*

18 ربيع الأخر 1439هـجري
2018 – 1 – 5 افرنجي

↩ *رابط الفتوى:*

⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان*.✍✍

⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*

http://t.me/meshhoor