فمن أوضح الدلائل على وجوب إتباع الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم -المصحف الذي بين أيدينا أعني رسمه وطريقة كتابته.

فمن أوضح الدلائل على وجوب إتباع الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم -المصحف الذي بين أيدينا أعني رسمه وطريقة كتابته.

فقد أجمع أهل العلم أن المصحف لا يرسم إلا بالرسم الذي رسمه عليه الصحابة، ولا سيما *عثمان رضي الله عنه لما نسخ المصاحف وأرسلها إلى الأمصار.

فلا يجوز أن يطبع المصحف الشريف بالأحرف العصرية كالكتاب المعتاد، وهذه مسلّمة لا شية فيها، ودرج على هذا أهل العلم في نسخهم للمصاحف على اختلاف الأمصار و الأعصار، فإنك لا تجد مصحفاً مخطوطاً أو مطبوعاً في أي زمان أو مكان إلا بالرسم العثماني.

وأول ما طبع المصحف في إيطاليا سنة ألف وخمسمائة ونيف، في القرن العاشر الهجري.

وفي رحلتي إلى مكة المكرمة قبل نحو أسبوعين من الآن، ضمني مجلس مع مجموعة من أهل العلم، من عدة بلدان، وكان من بينهم أخ فاضل أستاذ في جامعة أم القرى الدكتور عارف الركابي ( سوداني ) ومما جرى فيه الحديث، والحديث ذو شجون
كما يقولون، جرى ذكر لطبع إيران لمصحف يوزع في السودان.

الخبر منكر، والخبر خطير أن يعبث في رسم المصحف، وأن يطبع المصحف برسم غير الرسم العثماني ، فالأمر مستنكر ومستغرب،؛ووصل الحال إلى هذا الحد أن يُعتدى على كتاب الله، وأن يعتدى على المسلّمات والثوابت في دين الله عز وجل.

فأهداني الأخ بارك الله فيه في اليوم الثاني، أرسل لي نسخة من هذا المصحف، يطبعون مصحفاً شبيهاً جداً من حيث الشكل والتجليد الخارجي للمصحف بالمصحف الصادر عن مركز الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية؛ لا تفرقه من الخارج إذا نظرت إليه من الوهلة الأولى فتراه هو هو، الجلد واللون والزخرفة الموجودة هي هي، وإذا فتحت المصحف وجدت طباعة المصحف ليست بالرسم العثماني.

طبعاً عثمان رضي الله عنه لا يروق للشيعة، عثمان غير مقبول عند الشيعة، عثمان من زمرة أول من اعتدى على علي في الخلافة، يعتقدون أنّ عليّاً أحق من عثمان في الخلافة، وعثمان ليس مقبولاً وليس من آل البيت، وبالتالي عثمان ما ينبغي أن يبقى المصحف برسمه ، وينبغي أن يطبع المصحف وأن ينتشر وأن ينفك عن هذا الرسم الذي أجمع عليه أهل السنة.

حتى المصاحف الإيرانية القديمة قبل ما يسمى بالثورة الإسلامية التي جرت في إيران كانت تطبع برسم عثمان ، بل كانت من أجود المصاحف وأجملها خطوطاً وأحسنها زخرفة وشكلا المصاحف التي كانت تطبع في إيران قديما.

اليوم الهجمة شرسة على ثوابت الأمة، وتبدأ الهجمة لما نتنصل عن الصحابة والتابعين، والمنهج الأصيل الذي يجب علينا أن نتمسك به، فإذا حطمت هذه الثوابت، وأصبح الدين تباعاً لآراء وأقوال وأهواء وبعيداً عن التحكيم للكتاب والسنة، وأقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وفعل السلف الصالح فالأمر خطير جد خطير.

لا أظن أن أهل السنة بتاريخ وجودهم هم في خطر كما هم في هذه الأيام، فالهجمة عليهم من كل مكان، وحمل الناس على التشيع يبدا بالطعن في الثوابت.

قالوا أهل السنة ألفوا منا أن نشتم أبا بكر وعمر، فنريد أن نوسع الدائرة، فأن نلحق بهما عائشة، فكانت الحملة على عائشة من قبل ياسر الخبيث، وسمعتم خبره ومباهلته مع بعض إخواننا، ثم الآن مصحف عثمان رضي الله عنه والمسألة واقعة وليست مسألة منتظرة، واقعة ومصاحف مطبوعة وبملايين النسخ وتوزع في كل مكان.

من أعجب ما وجدته في رحلة عودتي كنت أنتظر الصعود للطائرة، فجلست في المصلى الذي هو في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، وجدت نسخة من هذا المصحف في المصلى في المطار كذلك، فهم يتقصدون أن نترك ثوابتنا، وعلى أن لا نبقى عليها.

لذا الواجب على أهل السنة أن يجتمعوا، والواجب عليهم أن يحرصوا على ثوابتهم، وأن يعضوا عليها بالنواجذ وأن يدعوا الناس إليها.

أن يسلخونا عن أصولنا فما أسهل أن يحرفونا فيما بعد.

اليوم الواجب علينا أن نرجع إلى القول بتحكيم كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وأن نعض بالنواجذ على أقوال التابعين.

هذه كلمة لعل الله عز وجل ينفع بها.

فإن سئلت ما هو الواجب بإتباع السلف الصالح ؟

قل القرآن الذي بين أيدينا ، القرآن لا يجوز لنا أن نطبعه ولا يجوز لنا أن ننسخه إلا على وفق رسم عثمان، وهذا من أوضح الأدلة وأبرزها على وجوب إتباع الصحابة رضي الله عنهم.

 

والله تعالى اعلم.

⬅ مجلس فتاوى الجمعة.

25 ربيع الأخر 1439هـجري
15 – 1 – 2018 افرنجي

↩ رابط الفتوى:http://meshhoor.com/fatwa/1827/

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

⬅ للإشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor