السؤال الثاني عشر: توفي والدي منذ مدة، وأذهب أنا وزوجتي وأولادي كل فترة إلى المقبرة، لزيارته والدعاء له، هل في هذا شيء؟

*السؤال الثاني عشر: توفي والدي منذ مدة، وأذهب أنا وزوجتي وأولادي كل فترة إلى المقبرة، لزيارته والدعاء له، هل في هذا شيء؟*

الجواب: المسألة لها فروع، ولها أحكام.

أولاً: أن يَخص الإنسان قبرَ رجلٍ بعينه للزيارة؛ أمر مشروع وليس بممنوع.

ودليله: ما جاء في صحيح مسلم، من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: *«أن النبي ﷺ استأذن ربه أن يزور قبر أمه، فأذِن الله له».*

وكذلك عند مسلم (٩٧٦) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي ) .

قال أهل العلم: دَلَّ هذا المقدار من الحديث على جواز تخصيص قبر معين بزيارة.

فمن ذهب للمقبرة ليزور قبراً معيناً؛ فلا حرج في ذلك.

ويبقى موضوع *زيارة النساء للقبور،* لأن الأخ السائل يقول:
أذهب أنا وزوجتي وأولادي.

وهذا فيه اختلاف، والذي يترجح -والله تعالى أعلم- أن المرأة لا تُشَيِّع الميت ولا تَعمل على قبره ودَفنه.

وأمَّا مطلق الزيارة: فأرجو أن لا يكون فيها بأس، بالضوابط الشرعية المعروفة.

وأمَّا الدعاء: فلا تقتصر على الدعاء للوالدة أو الوالد، أو لِمَن تُحب، فقط في داخل المقبرة.

فرَبُّك يَسمعك أينما كنت، أُدعوا لِوالديك أينما كنت، فما تتخيلوا أن الدعاء للميت يكون فقط في المقبرة.

لكن إن خصصت في المقبر فدعوت لا حرج.

لكن أن تترك الدعاء، ولا تدعو إلا عند الزيارة، وإلَّا أن تكون بجانب القبر؛ فهذا أمر ليس بصحيح.

والله تعالى أعلم .

⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*

14 جمادى الأخرة 1439هـجري.
2018 – 3 – 2 إفرنجي.

↩ *رابط الفتوى:*

⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍

⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*

http://t.me/meshhoor