? *كلمة مهمة حول أحكام العزاء والتعزية.*
⬅ السؤال هل يسعفنا قول عبدالله بن شقيق *كنا نعد الاجتماع على الميت نياحة؟*
⬅ الجواب: هل هذا قول عبدالله بن شقيق، *عبدالله بن شقيق ليس بصحابي،* بل هو تابعي.
⬅ قول جرير بن عبدالله وليس قول عبدالله بن شقيق، يقول كما أسند *الإمام الشافعي في ” الأم “*: *كنا نعد صنع الطعام والجلوس عند الميت من النياحة.*
⬅ أنظر إلى الحال الأول، فاليوم الذي يعرف المدينة النبوية وأزقتها،فالعشائر والقبائل عندهم مجالس يجلسون فيها، ودُعيت إلى بعضها وجلست فيها لمذاكرة علمية، فالعشائر يسكن أسرها بجانب بعضهم بعضا في مجلس للعشيرة، وكما يقول كبار السن منا يتعللون فيها ليالي، فكان الناس يجتمعون في مجلس عام و يتكلمون، ثم يرجعون إلى بيوتهم.
فكانوا أذا مات الميت يجلسون في هذه المجالس، يجلس يأكل خمس وجبات، وليس ثلاث وجبات ، والناس مطلوب منهم أن يدفع الأموال وأن يذبحوا ذبائح ويطعموا هؤلاء.
ففي الحديث كنا نعد تناول الطعام والجلوس، يعني يبقى جالسا طوال مدة العزاء.
إخواننا في السودان عزاؤهم أربعين يوما وأنا ماأتكلم بهوى، أتكلم بواقع، وبحقيقة.
إخواننا في السودان أكثر الشعوب تكاتفا ومحبة فيما بينهم ،إخواننا في السودان عزاؤهم أربعين يوما.
لما كنا نذهب لإخواننا في *الكرك*، يقولون إذا مات عندنا واحد بسيط غير معروف عند الناس بقيمة اجتماعية أهله يستدينوا *عشرة آلاف دينار،* ما أحد يموت إلا وأهله يستدينوا، *عشرة آلاف دينار، خمس وعشرين ألف دينار، ثلاثين ألف دينار،* لما واحد يموت، قال: عندنا أحيانا المال أشد من الميت، يعني الميت يكون كبير في السن، المصيبة التي تكون وراء إطعام الناس أشد من مصيبة الموت، *هذه عادات هدمها الإسلام.*
*العزاء مشروع بلا مراسم ، بلا بيوت، وإعداد وتكلف وإقامة تراتيب، وصنع للطعام.*
*العزاء سنة باتفاق العلماء.*
لكن لايوجد مكان خاص للعزاء، ولا يوجد وقت خاص للعزاء، و لا يوجد مرسم خاص للعزاء.
*بعض الناس عندهم العزاء كالنصارى، لابد من لبس السواد ، يعني من يذهب ليعزي الميت و لا يلبس بدلة سوداء، وربطة عنق سوداء يعتبرونه لم يعزي.*
*بعض الناس عنده العزاء بأنه إذا حضر في اليوم الأول يكون محب، وإذا جاءني في آخر يوم يكون شامت، جاي يشمت بي ويستهزئ.*
هذا مازال موجود في بعض القبائل،لغاية هذه اللحظات، *فهذه جاهلية هدمها الإسلام.*
الشرع أطلق العزاء.
لما مات *الوالد* رحمه الله في الأيام الثلاثة جاءني كل من كان يدرس عندي شرح صحيح البخاري، فجاء الإخوة وحضروا الدرس، وعزوني في المسجد، وجاء إخوة من الكرك يومها فيما أذكر.
*فالشاهد ان العزاء يكون في المسجد ، أو على القبر أو يكون وأنت ماشي مروح ويكون، في العمل .*
*العزاء لايوجد له مراسم.*
أنا أخشى يكون في يوم من الأيام بيوت معينة للاجتماع في العزاء.
اليوم الناس تتفخفخ في الفراش وفي الخيم ، والخيم أصبحت موديلات وأسعار، *هذه كلها جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان.*
*العزاء سنة.*
العزاء لا كلفة فيه يعني واحد بارد يموت عمه وهو جاره، أخو أبوه، وهو جالس في الدار ،لماذا لا تذهب عند أولاد أعمامك؟
قال: هذه *بدعة،* ليست بدعة بل أنت بدعة.
عمك ميت، يا اتق الله عز وجل في مشاعر ابنائه.
لا نريد تكلف، لا نريدك أن تتكلف فتبقى في بيتك ولانريد أن تتكلف، فتصنع شيئا كبيرا.
*العزاء أمره في الشرع غير محدود لا بزمان ولا بمكان.*
ولكن أن تواسي أولاد أعمامك وتجلس معهم وأن تتفقد جرحهم وأن تطعمهم، أنت أولى الناس بإطعامهم، فأن تبقى في بيتك هذا ليس بحسن.
بعض الأقارب يشكون من بعض إخواننا.
فهنالك اتجاهان بعيدان جدا، وكلاهما يحتاج إلى أن يكون على الجادة ، وفي المهيأ، وبالطريقة الصحيحة.
*العزاء غير منهي عنه.*
*العزاء في أصله ليس ببدعة.*
*العزاء سنة، وسنية العزاء باتفاق العلماء، ومطلق الذهاب ليس حراما.*
على الأقل أستفيد من أحاديث الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم *أذن لأم عطية* بمطلق الذهاب، لكن *جرير بن عبدالله البجلي* كان يقول: *كنا نعد صنع الطعام والجلوس من النياحة على الميت.*
*هل صنع الطعام والجلوس يساوي مطلق الذهاب؟ والذهاب مرة؟ هل هذا كهذا؟*
لا
فمن لم يميز بينهما ألغى العزاء.
*يحسن ويجدر بمن يُقتدى به من الكبار، ممن له منزلة اجتماعية طيبة في المجتمع يقول: ما تصنعوا، ما عندي بيوت عزاء، ولا عندي شيء، جزاهم الله خير أحسنوا.*
شيخنا *الألباني* رحمه الله تعالى كتب على باب بيته: *ما عندنا عزاء.*
وللآن أنا أطلب وبقوة من بعض إخواننا ممن له منزلة في المجتمع منزلة اجتماعية،منزلة في القبيلة، في العشيرة، وضعه المادي طيب والناس تنظر إليه أن يوصي: *ماتعملوا لي بيت عزاء جزاهم الله خيرا.*
لكن ليس معنى لا تعملوا لي بيت عزاء أنه أنا ما أعزي أقاربي، فهل هناك لزوم؟.
لا
يعني استطعنا الآن في الحديث نفك بين الأمرين؟
أنه ممكن ما نعمل بيت عزاء وممكن تبقى سنة العزاء مشروعة.
ممكن يقع الانفكاك؟
نعم
*والد أخينا الشيخ ( علي الحلبي ) أسأل الله أن يرحمه مات في حياة شيخنا ( الألباني ) رحمه الله، واتصل بي شيخنا رحمه الله أظن في ( اليوم الخامس أو السادس)، قال: عزيت (الشيخ علي الحلبي ) في موت أبيه، قلت: والله ياشيخ ما عزيته، قال: تصحبنا؟*
فالشيخ الألباني رحمه الله ذهب في اليوم الخامس أوالسادس.
بعض إخواننا عنده يعني لا يوجد بيت عزاء يعني خلاص ما في عزاء ،يعني مافي بيت عزاء يعني مافي عزاء، ما أحد يقول بهذا.
*ثم انتبه ! ! !*
الذهاب فلتة لا يلزم منه ما قاله *جرير بن عبد الله البجلي*، حيد عن الأيام الثلاثة، حيد عن البيت ، حتى لو ابتليت بصنع بيت أمام بيتك، أمام قريبك، وغلبت على أمرك لا تتواجد فيه دائما ،لا تبقى فيه دائما.
*يعني باستطاعتي أن أوصل رسالة للناس أن بيت العزاء واقتصار العزاء بمرسم معين شيء، وأصل العزاء شيء أخر، الذهاب شيء، والجلوس طول
المدة مع الطعام شيء أخر ، غير مجرد الذهاب العارض، الناس لما تذهب اليوم ما تذهب كي تجلس كحال الناس في العصر الأول، يجلسون ويأكلون ويشربون ، ليس هذه الحالة.*
وبالتالي هذه معالم عامة نستطيع من خلالها أن تتضح المسألة أن شاء الله.
⬅ *مجلس صحيح مسلم.*
٢٠ جمادى الأخرة 1439هـجري.
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor