*السؤال السابع عشر : بعض إخواننا يأخذ من مال الزكاة و هو يملك الهاتف الذكي (زعموا) وعنده نت في بيته وبرامج التواصل الإجتماعي كلها، وبعضهم لا يأخذ الزكاة بحجة أن الشيخ “مشهور” قال لا يجوز لطالب العلم أن يأخذ الصدقات؟*
الجواب: يعني لأنك طالب علم يجوز لك أن تأخذ أموال المسلمين، لا أحد يقول هذا.
يقول سبحانه وتعالى *« إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ».*
هذه *اللام* ما معناها؟
دعونا نفصل في الآية.
هذه *اللام* للإختصاص أم للتمليك؟
إنما الصدقات *«لل»* للإختصاص أم للتمليك؟
*الشافعية* قالوا للتمليك، والشافعية عندهم الزكاة لهذه الأصناف كلها، فإذا أعطيت صنفا واحدا لا يجزئ، فلابد أن تعطي الأصناف كلهم.
*الجماهير* ولله الحمد والمنة قالوا *لل* هذه للإختصاص وليس للتمليك، فالزكاة مختصة بهؤلاء، فلو أعطيت نفرا أو صنفا واحدا فلا حرج، لو اعطيت كل زكاتك لصنف لا حرج، ولا يلزم كل الأصناف، لأن *«اللام»* ليست للتمليك.
فهل الله سبحانه وتعالى ذكر من هؤلاء طالب العلم؟
*لا، *فطالب العلم يأخذ الزكاة إذا كان فقيرا أو مسكينا أو كان عابر سبيل أو كان غارما.*
هل يأخذ الزكاة لأنه طالب علم؟
*من قال هذا*
*فطالب العلم إن كان غنيا يجب عليه أن يدفع الزكاة.*
*فبعض طلبة العلم من كسلهم وهم شباب لا يعملون، ويعيشون على زكوات الناس، هذا أمر مذموم وليس بمحمود.*
*ابن مسعود* يقول: ” أرى الشاب فيعجبني فأسأل عن مهنته فيقولون لا يعمل، قال فيسقط من عيني.
اليد المعطية أحب إلى الله من اليد الآخذة.
*فطالب العلم متى احتاج أخذ.*
هل ممكن يكون الإنسان محتاج وعنده خلوي وعنده نت؟
الحال يختلف من بلد إلى بلد، والفقر والمسكنة الشرع ما حد لها حدا، *و الشرع إن علق الحكم على أمر و ليس له حد مضبوط في الشريعة أو في اللغة فإنما الأمر يرد إلى العرف*.
*فالفقير في الإمارات ليس كالفقير في بنغلادش.*
*فالأمر لأعراف الناس،* فما يعد فقيرا في أعراف الناس يعطى، *أما يعطى لأنه طالب علم، فهذا يحتاج إلى نص، وهذا يخالف الآية.*
مداخلة مع الشيخ: *بعض اخوانا من طلاب العلم الذين يأتون من خارج البلد يملكون هذه الأجهزة والنت للتواصل مع ارحامهم من خلال هذه الاجهزة، لأنهم مغتربون ومحتاجون.*
الجواب: الحاجه تتفاوت من وقت لوقت، والسعادة تتفاوت من وقت لوقت، لعل بعض الفقراء اليوم يتمتع بما لم يكن يتمتع به كبار وأغنياء الدنيا قبل مئة سنة.
*لذا الدنيا ليست هي الحياة، الحياة الحقيقية والنعيم الحقيقي هو الجنة.*
وأنا لا أنكر أنه ممكن أن يكون إنسان عنده هاتف ويأخذ من الزكاة، ممكن، لأنه في أعراف الناس اليوم أصبح الهاتف من الضروريات، وقد تكون الحاجة له ماسة.
*لكن هذا الهاتف مصنوع لفساد دين الناس وأخلاق الناس، و مصنوع للعجلة فيما يسمى بالعولمة، ولذا قيمته قليله ، يعني أنت الآن تأخذ نت وتتصل بالدنيا وتأخذ كل شيء مقابل خلقك ودينك، و ثوابتك، وقيمك، وعاداتك، وتقاليدك، التي عليها آبائك وأجدادك حتى تمسح من الوجود، ليست فراغا، ليست مقابل لا شيء.*
اذهب على الصحاري و الفيافي وعلى الشعوب الفقيرة مثل مصر النت ببلاش، من سنوات في مصر النت ببلاش النت موجود في الصحارى الآن لماذا؟
فيه توصيات ومخططات من الخارج، ما يريدون ثوابتنا وأخلاقنا.
كان الواحد ممن أدركنا من آبائنا وأجدادنا إذا لم يكن صاحب دين يقول لك اليس عيبا يقولوا ابن فلان عمل كذا، يحفظ اسم أبيه، يعني هو مبتعد وحاش نفسه عن الحرام وعن العيب من أجل أسم أبيه.
الآن ما في شيء يمنع من الحرام أبدا ولا شيء *إلا الدين و تقوى الله عز وجل .*
فأنا أقول أن هذه الأشياء أصبحت في أعراف الناس يشترك فيها الغني والفقير، ولم تصبح فقط هي علامة على الغنى، يعني ممكن تجد في البيت ستة أو سبعة هواتف يعني ثمنهم ممكن يعمل مشروع صغير يجيب شيء يكفي في اليوم للعائلة ومع هذا الناس في أعرافهم يعتبرون أصحاب هذا البيت فقراء ولهم أن يأخذوا من الزكاة.
*أنا أقول ليس كل من يطلب علما يعطى زكاة.*
ممكن طالب علم يأخذ الزكاة.
لكن هل يعطى زكاة بوصفه طالب علم أم بوصف آخر له؟
*بوصف آخر له، ليس لأنه طالب علم، فطالب العلم الذي يصبح يأكل من أموال الناس وجالس على أموال الناس هذا ليس بمقبول ولا بممدوح.*
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٢١ جمادى الأخرة 1439هـجري.
2018 -3 – 9 إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor