*السؤال الأول: أخ يسأل يقول أحسن الله إليك شيخنا هل حفظ صورة الميت في الجهاز يعتبر من النياحة؟*
الجواب: هو بعيد عن صورة النياحة.
لكن *ما هو حكم حفظ الصور في الجهاز؟*
هذه الصور مخفية وليست ظاهرة، وهذه الصور تقبل الإزالة، والمحو والمسح.
فالصور المحفوظة في الجهاز أيسر من الصور غير المحفوظة في الجهاز.
والأصل في البار أن لا ينسى أبويه، وليس بحاجة لأن يحفظ صورة أبويه في الجهاز.
الإنسان البار يذكر والديه دائما، يتفقدهم في الخير ولا ينساهم أبدا من الدعاء.
فلا تكن عاقا لوالديك بعد الوفاة.
وسيأتي معنا في صحيح مسلم في *كتاب البر* أن النبي صلى الله عليه وسلم – قال: *لن يجزي ولد والداه، إلا أن يجده عبدا مملوكا فيعتقه.*
لا يمكن أن يجزي الولد الوالد إلا في صورة لا تقع: وهذا تعليق على المحال، والتعليق على المحال منهج قرآني نبوي مذكور في كثير من الآيات والأحاديث، من مثل قول الله تعالى: “قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين”.
لن يُجزي ولد والده، الوالد إذا كان مملوكا أنت مملوك ، ما تستطيع أن تعتقه، فولد العبد عبد، لا يستطيع واحد يجزي أباه إلا في صورة واحدة : أن يجد الولد والده عبدا فيشتريه ويعتقه، حينئذ أجزأه، وما عدا ذلك الولد مقصر.
والذي عنده حياء إذا واحد أحسن إليه كلما تراه شعرت بالاستحياء منه ، *وكلما ذكرت أباك تستحيي بأنك مقصر في حقه،فتندفع لأن تؤدي شيئا من هذا الحق.*
ولذا ذاك الشاب ، وذاك المتدين -طالب العلم -الذي لا يذكر أباه بالكلية هذا فقد الحياء في هذا المنصب، في هذا الحق الذي هو للوالد عليه، فقد الحياء.
فإذا استحييت وعرفت قدر أبيك وتعبه، وما لاقى حتى كنت هكذا فعلى الأقل تستحيي، وتؤدي شيئا من حقه، *وما أقل من الدعاء.*
ولا يغرك منصبك، ولا علمك، ولاشهادتك، ولا موقعك الاجتماعي،كل هذه الأشياء أمام الوالدين يقال لك: *واخفض جناح الذل من الرحمة*، اخفض الأجنحة مع الوالدين مافي أجنحة ،اخفض الجناحين، والجناحين *جناح ذل ، وجناح رحمة*.
فوضع الصورة في الجهاز ليس من العقوق.
أيهما أحسن الذي هو واضع سوَر القرآن على الجدران أم الذي هو حافظ القرآن وواضع القرآن في قلبه ، وعلى جدران قلبه؟
الثاني لا الأول.
*الانتباه للمظاهر فيه دلالة على خواء الباطن.*
لذا كان *أبو الدرداء* يقول: *”لئن حليتم مصاحفكم ، وزخرفتم مساجدكم فالدمار عليكم.*
الذي ينشغل بالظاهر يفوته الباطن.
أيهما أحسن واحد يدعو لوالديه أم معلق صور الوالدين ومعبىء الجدران فيها، ولا يذكر والديه بخير أبدا؟
هل هذا بر؟
هل تعليق الصورة بر؟
هل وضع الصور في الجهاز بر؟
ليس ببر.
أخف الحالات أنها حلال ، لا يوجد فيها محذور.
لكن ليس هو طاعة، *الآن أصبحنا نستبدل الطاعات بمثل هذه الحركات،مثل هذه الظواهر، بالمظهرية الجوفاء التي أكاد لا أُجاوز الحقيقة إن قلت: إن شعار الحياة في هذا الزمان مظهري جوفاء.*
فواحد طالب زواج ، والزواج حاجة ملحة جدا يكاد أن يقع في الحرام ومن أجل مظهرية جوفاء يعطل زواجه أربع أو خمس سنوات، ولعله عشر سنوات من أجل الصالة يجب تكون لائقة بالناس، وسيارة الزفاف يجب أن يكون لها طول معين ،وحتى يأتي بالكنابايات من نوع معين، ويجب أن تكون غرفة النوم فاخرة، مظهرية فارغة، مظهرية جوفاء، ويمكن أن تتزوج بكل سهولة وحياة هادئة رتيبة طيبة بدون جميع هذه الكلف، مظهرية جوفاء هذه مظهرية وليست برا.
احرص على البر، وأسأل عن البر، ورابط حول البر.
اسأل الله عزوجل أن يرزقنا بر آبائنا أحياءا وأمواتا.
⬅ *شرح صحيح مسلم.*
جمادى الأخرة 1439هـجري.
١٥ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
السؤال الأول: أخ يسأل يقول أحسن الله إليك شيخنا هل حفظ صورة الميت في الجهاز يعتبر من النياحة؟
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor