*السؤال السادس: ما حكم دفن الأموات في غرفة تحت الأرض يسموها “الفسقية”، بحيث يضعون الميت على الأرض فقط دون أن يُحفَر له، ولا يدخلون عليه ميت آخر إلا بعد ستة أشهر، ينتشر هذا في بعض المناطق؟*
الجواب: الفسقية هذه منتشرة في البلاد التي أرضها رخوة – مثل مصر -، المناطق التي فيها المياه الجوفية كثيرة.
فإنك إن حفرتَ؛ فإنك لا تجد شيئاً صلبا تستطيع أن تصنع فيه قبراً، وهذه تكون عند الضرورة فحسب.
بلادنا الفساقي فيها كثيرة، وفيها مخالفات شهيرة، وكثيرة وللأسف.
هنالك حادثة طويلة في السيرة، ثبت أصلها في صحيح مسلم، رجل كان كلما دُفِن؛ لفظته الأرض، فأمر النبي ﷺ أن يُردَم بالحجارة وأن يُغطى بالحجارة.
مَن لا نجد له طريقة في الدفن تحت الأرض؛ فلم يبقى لنا إلا أن نَدفنه فوق الأرض بأن نغطيه بالحجارة، وكان هذا الرجل كافراً.
*فالشاهد أن الأصل في الفساقي المنع.*
والآن يوجد في بعض المقابر -مقابر العوائل-، مقابر خاصة، ولا حرج في هذا، لكن الحرج أن المقبرة يكون فيها “فساقي”، أو المقبرة تضيق، فنحفر على الميت، وننبش عليه، ونضع ميتاً فوق ميت، فهذا شرعاً ممنوع.
*”الفساقي” المنع فيها من وجوه:*
١- الوجه الأول أن للميت حرمة، ويَحرُمُ نبش قبره، ويَحرُم كَسره عظمه، *”كسر العظم الميت ككسر عظم الحي”.*
والميت في قبره يكون في حالة، ينبغي أن يُستَر وما ينبغي أن يُفضَح في الحالة التي هو عليها .
يقولون كل ستة أشهر، وما أدراك أنه كل ستة أشهر؟
هذه “الفسقية” لعائلة،فمتى وقع الموت؛ فتحنا “الفسقية” ووضعنا الميت بجانب الميت.
وقد حدثني بعض الناس، قال:
وضعنا ميت بجانب ميت، والميت الذي بجانبه ما زال فيه الدود.
ثم مَن قال لك أن الستة أشهر تكفي؟
الستة أشهر لا تَكفي في بلادنا، فبلادنا معتدلة، ليست بِحارَّة حتى يتحلل ويذوب، فبلادنا تحتاج حتى يذوب الميت إلى سنوات عديدة، أكثر من سنة، بل أكثر من سنوات، فمن قال لك أن الستة أشهر تكفي؟
وهل أنت تستطيع أن تُحدِّد للعائلة أنه لا يكون فيها موت إلا بعد ستة أشهر؟
*ثم الناس عندما يضعون الميت بجانب الميت في القبر أو الفسقية يعتقدون أن هؤلاء الأقارب يُوَنِّسُ بعضهم بعضا، فتصبح هنالك عقيدة فاسدة.*
والعقيدة الشرعية الصحيحة *أن الذي يُونِّسُ الميت؛ عمله، فيأنس الإنسان بعمله الصالح.*
أمَّا وجودك بجانب أبيك، أو وجودك بجانب قريبك أو مَن تُحِبّ؛ هذا لا يسوغ لك أن تفعل هذه الفسقية.
هذه الفسقية تخالف الشريعة.
فالواجب في الشرع الدفن.
وهي سنة علمها الله للغراب،
والغراب يحتاج إلى تحليل ودراسة، ويا ليت العلوم المعاصرة تُوظَّف في القضايا الشرعية، ولابد أن يكون للغراب من الأسرار عند الله عز وجل ما ليس لغيره من الطيور، وقد قرأتُ شيئاً من ذلك، والكلام عجيب حول تحليل دماغ الغراب، *يذكرون أنه مميز جداً عن سائر الطيور.*
الواجب إما *الشق* ( أن يُشَق للميت كما نصنع )، والأحسن من الشق ما يسمى بـ *”اللحد”،* وكان النبي ﷺ يقول: *« اللحد لنا والشق لِغيرنا».*
وكان في المدينة من يشق ومن يُلحِد،
كان أبو طيبة يلحد وغيره يشق،
هذا جائز وهذا جائز، *لكن اللحد أحب إلى الله عز وجل من الشق.*
أما أن يُوضع الميت بجانب الميت في الفسقية، افتح مكان ونضع ميتا.. وهكذا، ثم هناك نساء وهناك عورات، وقد يوضع الذَّكَر بجانب الأنثى.
*محاذير الفسقية كثيرة، ولذلك الفساقي حرام ولا تجوز شرعاً.*
*وهذه الفساقي لا يجوز أن يُدفَن فيها إلا عند عدم إمكانية وجود قبر لطبيعة الأرض،* فإذا كان هذا هو الحال فهذا أمر مستثنى من المنع.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٢٨ جمادى الأخرة 1439هـجري.
١٦ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor