*السؤال التاسع : ما معنى العنوهن فإنّهن ملعونات، وهل يجوز لي أن ألعن الكاسيات العاريات في الشارع ؟*
الجواب: *أحد الإخوان قال لعنت إمرأة فخلعت حذائها وجائتني متوجهة لي .*
والله المستعان.
*أولاً:* العنوهن فإنهن ملعونات هذه زيادة عند ابن حبان، والصحيح أنها ثابتة و الحديث أصله في صحيح مسلم، *ومسلم ما ذكر رواية العنوهن بل ذكرها الإمام ابن حبان في صحيحه وهي ثابتة.*
*ثانيا:* أن تلعن المتبرجة حتى تحصن نفسك من شرها، وحتى تتذكر أنها ملعونة، وحتى لا تغريك ولا تضلك ، فأنت تلعنها حتى أنت تحصن نفسك.
فإذا غلب على ظنك أن لعنها يولد لك منكرا فلا يلزم من وجود الضرر باللعن أن تترك اللعن، *تلعنها في نفسك حتى تحصن نفسك من شرها.*
*ثالثاً:* هل اللعن لهذه المرأة على التعيين أم يكون اللعن بمعنى أن تلعن جنس المتبرجات؟
*اللعن على التعيين بمعنى أن تخرجها من رحمة الله و أن تقرر أنها في النار أو أنها بعيدة عن رحمة الله فهذا الأمر ليس إليك، فالقلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن وليس لأحد أن يقرر ذلك.*
وأما بمعنى الدعاء عليها، فيجوز أن تدعو على من ارتكب معصية، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو جَارَهُ، فَقَالَ : ” اذْهَبْ فَاصْبِرْ “. فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ : ” اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ “.فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ : فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ : ارْجِعْ، لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ.
سنن أبي داود 5153.
جاره سيء.
أنظر إلى الإرشاد النبوي.
*الصحابة كانت عقولهم وقلوبهم تتسع لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم*، لما النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أبا بكر لما أسري به إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السموات السبع وغاب عنه العشاء وعاد له الفجر، بالله عليك لو كنت في ذلك الوقت تصدق؟
أنت أيها المسلم أسألك إن كنت في ذلك الوقت بالله عليك ترى نبيك العشاء وهو يخبرك الفجر:
أنه ذهب لبيت المقدس ومن بيت المقدس عرج به الى السموات السبع ورجع وصلى الفجر.
هل تصدق؟
حالنا نحنُ الآن الله أعلم به.
*أبو بكر يخبره أبا جهل ويقول له النبي عن هذا الخبر.
أنظر أنت نفسك الآن مذهبك *بكري* أم *جهلي*، مذهبك أبي بكر أم، مذهب أبي جهل؟
أبو جهل يقول لأبي بكر اذا جمعت لك كل قريش هل تخبرهم عن حادثة الإسراء والمعراج.
قال : انتهى جاءت ساعة القضاء على محمد، مادام وصل به الحال أنه ذهب إلى بيت المقدس والسماء ، انتهى أمره.
فيقول: لو جمعت لك رجال قريش تخبرهم؟
فقال ابو بكر: أخبرهم.
*فالواجب علينا أن تتسع عقولنا وأن تتسع قلوبنا لأخبار نبينا صلى الله عليه وسلم.*
والعقل لما يبدأ يلعب ويشوش على الكتاب والسنة أعزله لا تبقه كما يقول *شيخ الإسلام ابن تيمية*:
*العقل شاهد والشرع قاضٍ*
*ويجوز للقاضي أن يطرد الشاهد متى شاء.*
هذا رجل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، تخيل لو كنت أنت الآن تشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم سوء جارك وأصبحت لا تطيقه.
النبي عليه السلام أرشده لشيء عجيب جداً قال له : *أخرج متاعك في الطريق.*
واضحة أم لا؟
غير واضحة.
ما السبب في أخراجك لمتاعك في الطريق.
لكنه تابع النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج متاعه في الطريق.
فكان الناس يمرون به لم تفعل هكذا يا أبا فلان تضع متاعك في الطريق.
قال : *شكوت للنبي صلى الله عليه وسلم سوء خلق جاري وأمرني أن أخرج متاعي في الطريق، فكان الناس يلعنون جاره.*
هذا هو الشاهد، فالناس الصحابة يلعنونه، يلعنون الجار السيء، فكان الدواء نبويا صحيحاً ناجعاً.
لذا قال أهل العلم : *الدعاء أو اللعن على التعيين إذا كان بمعنى الدعاء عليه جائز، أما إذا كان بمعنى أن تقرر أنه في النار وأنه بعيد عن رحمة الله هذا أمر ليس بجائز.*
العنوهن بمعنى الدعاء عليهن جائز على التعيين أما بمعنى إخراجهن من رحمة الله فلا.
فتقول لعن الله الكاسيات العاريات.
لكن إذا قلنا يتولد عن هذا ضرر هل يُسقط هذا أن تحدث نفسك باللعن؟
لا يسقط.
لماذا؟
لأن في اللعن تحصين للنفس.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٦ – رجب – 1439هـجري.
٢٣ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
السؤال التاسع : ما معنى العنوهن فإنّهن ملعونات، وهل يجوز لي أن ألعن الكاسيات العاريات في الشارع ؟
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor