*السؤال الرابع: شيخنا كثير من الناس وخاصة كبار السن يشددون في مسألة قلب الحذاء أجلكم الله، فما نصيحتكم شيخنا طيب الله انفاسكم؟*
الجواب: وأنفاسك أيضاً.
وأنا صغير حيرتني مسألتان، *قلب الحذاء* وما يذكر فيها من أحاديث وآثار، *والخبز* لماذا الناس يرفعون الخبز دون غيره يتركون البندورة والبطاطا والخبز يرفعونه.
فهاتان *المسألتان* أشغلتني فترة في بدايات طلبي للعلم وكنت صغيرا، وكنت إذا التقيت بالمشايخ أكثر من السؤال عنهن.
وحقيقة ما أجابني أحد بجواب شافٍ أو لعل بعضهم أجابني وأنا ما أدركت ما قال لصغر سني آنذاك.
فموضوع *قلب الحذاء* ما ورد فيه شيء، لكن فِطَر الخلق أن الله عليٌ عليهم، هذا الشيء مفطور في النفس، فإن رأوا شيئا متجها للسماء فينزعجون ويقلقون ولا يرتاحون حتى يرجعوا الحذاء، وهذا الشيء المفطور في النفس هو من أقوى الأدلة على علو الله على خلقه، وهو القاهر فوق عباده.
جاء رجل إلى *إمام الحرمين الجويني*، والجويني من أصحاب الفلسفة والأشعرية، إمام كبير من الأشاعرة، فبدأ يتكلم، فسمعه رجل يتكلم عن الله *وأن الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال و لا داخل العالم ولا خارج العالم،* فقاله أنا أجد في نفسي شيئا إن احتجت ربي توجهت إليه، فأتوجه للسماء.
النبي في خطبة الحاجة المتفق عليها كان يشير إلى السماء، *اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء،* فأخذ إمام الحرمين يديه على رأسه وقال *حيرتني، حيرتني، حيرتني،* يعني شيء في أعماق النفس لا يحتاج إلى جواب، هذا شيء الله فطر الناس عليه، *ولما نقول الله في السماء يعني السماء لا تحيط في الله، يعني *في بمعنى على*، كقوله تعالى *”ارحموا من في الأرض”*
ما معنى ارحموا من في الأرض؟
من على الأرض.
وقوله تعالى “وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ”.
أي على جذوع النخل.
ثم ارحموا من في السماء يعني: على السماء ،وهذا المكان مكان عدمي كما يقول أهل العلم، بمعنى من أنه لا يحيط بالله، وبمعنى أن الله ليس بحاجة إليه هو ليس بحاجة إلى مكان، لكن الله عز وجل قال: “يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ”.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
14 – رجب – 1439هـجري.
٣٠ – ٣ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor