السؤال: أخ يسأل فيقول: أرجو التوضيح على حديث ما زاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا غير رمضان، وماذا يفعل هذه الأيام بالصلاة والوتر والعودة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وصلاة ثماني ركعات أخرى في الحرم المكي، وهم يصلون الآن عشرين ركعة، أرجو البيان الصحيح؟

السؤال:
أخ يسأل فيقول: أرجو التوضيح على حديث ما زاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا غير رمضان، وماذا يفعل هذه الأيام بالصلاة والوتر والعودة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وصلاة ثماني ركعات أخرى في الحرم المكي، وهم يصلون الآن عشرين ركعة، أرجو البيان الصحيح؟

الجواب:
أولا بارك الله فيكم، خير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله تعالى عنها – قالت: ما زاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة.

وقد استشكل أهل العلم على هذا الحديث بحديث ابن عباس عند مسلم ذكره على إثر حديث عائشة، وفيه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصلي ثلاثة عشر ركعة.

فكيف ما زاد عن إحدى عشرة ركعة وصلى ثلاثة عشر ركعة.

فقال أهل العلم جمعا بين ما ورد في الباب، قالوا رواية ثلاثة عشر اذا كان – صلى الله عليه وسلم – يصلي أول الليل تكون مع سنة العشاء، واذا كان – صلى الله عليه وسلم – يصلي آخر الليل تكون مع سنة الفجر.

النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصلي صلاة طويلة، ولذا قالت عائشة – رضي الله تعالى عنها – كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن ولا طولهن.

ولذا رأى الصحابة -رضي الله تعالى عنهم – كما ثبت عند البخاري عن أنس أن صلاة الناس بعده ما كانت مثل ما هو معروف من هديه، فكان أنس يقول: لو أن النبي- صلى الله عليه وسلم – بعث فيكم ما عرف إلا هذه القبلة.

ما عرف الصلاة عرف القبلة.

وثبت في صحيح مسلم أن أول من مدَ في الصلاة عمر في صلاة الفجر، فصار في زمن الصحابة بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – الصلاة من حيث الطول والقصر تختلف، فأول من مد في الصلاة عمر في صلاة الفجر، أصبحت صلاة الفجر فيها امتداد زائد عن باقي الصلوات.

أيهما أفضل الكثير القصير أم القليل الطويل ؟

يعني واحد يقول أنا أصلي ركعتين طويلات أو أصلي أربع أو ست ركعات قصيرات، أيهما الأفضل؟

علّمنا علماؤنا وقد ظهر لنا هذا في عدة أجوبة في هذا المجلس أن الأمر في التفضيل الصواب فيه التفصيل.

فلأهل الطاعات والخيرات
والبعيدين عن النجاسات والخطايا والموبقات الأفضل في حقهم التطويل.

وأصحاب الخطايا والمعاصي الأفضل في حقهم التكثير.

فقد صح أن الرجل إذا قام يصلي في الليل جيء بذنوبه فوضعت بين كتفيه، فكلما ركع وسجد تناثرت خطاياه عنه، وأحب الصلاة إلى الله طول القنوت.

هل ممكن أن تكون صلاة عدد ركعاتها أكثر وهي مفضولة على الصلاة التي ركعاتها أقل؟

نعم ممكن.

فلما تصلي مسبوق، ثم تقوم فتتم ما فاتك، فلو أنك عرضت صلاتك على صلاة من حضر أول الصلاة، أيهما أطول، صلاة المسبوق أم صلاة من حضر من أول التكبير؟

صلاة المسبوق.

أيهما أفضل؟

الأول.

يعني الكثرة لا يلزم منها التفضيل.

إمام يزيد على احدى عشر ركعة ماذا نصنع؟
ماذا نقول فيمن يزيد؟

نقول فيه ما كان معروفا في زمن التابعين، فمالك في الموطأ – رحمه الله تعالى – في كتاب الصيام ذكر أن التابعين كانوا يصلون ثلاثا وعشرين، بل ذكر في شروح الموطأ أنهم كانوا يصلون اثني وثلاثين ركعة، قالوا كان أهل مكة بين كل أربع ركعات يطوفون فكان أهل المدينة بين كل أربع ركعات يزيدون.

يا ريت أن تكون صلاتنا طويلة، وتكون هذه الصلاة الطويلة هي التي نقتدي بها بنبينا – صلى الله عليه وسلم – وهي التي نزكي بها أنفسنا ونهذب بها أنفسنا.

الإمام إن طوّل وإن زاد فنتابعه، وقد ثبت في حديث عثمان عند البخاري أن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: يصلون فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فعليهم.

لا نستطيع أن نقول أن الزيادة على إحدى عشرة ركعة بدعة، لأن هذا كان هو المعروف في جيل التابعين، وتبديع جيلاً بتمامه وكماله مظنة دخول شر عظيم على الأمة.

القرآن وصلنا بالتواتر فإذا بدعنا جيلا انقطع التواتر، فإذا انقطع التواتر حينئذ مسلمات الدين لا تسلم لنا.

ولذا السؤال ، يصلّون ويوترون ثم يعودون هذا خطأ، هذا كان في سنة من السنوات، وكنت قد حضرت في مكة المكرمة وكان الإمام الشيخ السبيل رحمه الله، قام وقال جاءنا الشيخ ابن باز – رحمه الله – أن الوتر مرة وليس مرتين، أنا أدركت أنهم يوترون مرتين، وكانوا يقرؤون في القيام الثاني في كل ليلة بثلاثة اجزاء، كانوا يختمون في العشر، وكانت صلاة طويلة جدا، وكان الذي يصلي خلف الإمام في مكة عدد قليل من الناس، كان القيامان صلاتين مستقلتين يوترون مرتين، يوتروا في أول الليل وهذا له وجه فمن يحضر في القيام الثاني يكفيه، لكن فيما بعد أنا سمعت الشيخ السبيل رحمه الله يقول جاءنا الشيخ ابن باز ألا نوتر إلا مرة واحدة وأن نجعل القيامين قياما واحدا.

الآن لا يوجد وتر بالأول، الآن في صلاة ثم صلاة ثم عودة ثم يوترون مرة واحدة، وهذا ينطبق عليه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – “من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتبت له قيام ليلة”.

انت صلّ مع الإمام حتى ينصرف، وإنصراف الإمام ليس الإنصراف الأول، إنما إنصراف الإمام بالوتر. من صلى مع الإمام حتى ينصرف.

ما معنى حتى ينصرف؟

حتى يتم الصلاة وحتى يوتر وليس حتى ينصرف يصلي الصلاة الأولى ولم يوتر، هذا ليس الإنصراف الشرعي، وتجزيئ الصلاة قبل وبعد لا حرج فيه، لا حرج فيه، كان النبي – صل الله عليه وسلم – يقوم أول الليل ثم يقوم ثلثه ثم ثلثه كما في البخاري.
فتقسيم الصلاة في أكثر من وقت لا حرج فيه.
الخلاصة من يذهب إلى مكة ماذا يصنع؟

فهل نصلي ثمان ركعات، والثمان ركعات تصلى بريع ساعة الآن.

والصلاة الأولى – لا سيما – فيها شيء عجلة ، بل الصلاة الثانية فيها عجله الآن، حتى صلاة القيام في آخر الليل فيها شيء من العجلة،

فماذا نصنع؟
نصلي مع الإمام حتى ينصرف . لا تختلفوا على أئمتكم، لا تختلفوا على أئمتكم، لا تختلفوا على أئمتكم، فصلّوا الصلاة حتى ينصرف الإمام ثم إن أحسن فلكم وله.

وقلت هذه الصلاة الطويلة لو كانت قصيرة، فالقصيرة الطويلة أفضل لبعض الخلق، فالناس اليوم لا يطيقون الصلاة
– للأسف الطويلة-
للأسف كأنك تعذبهم إن أطلت بهم الصلاة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والله تعالى أعلم.

⬅️ مجلس فتاوى الجمعة.
20 رجب1439 هجري.
4-6- 2018 إفرنجي.

↩ رابط الفتوى:

السؤال: أخ يسأل فيقول: أرجو التوضيح على حديث ما زاد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن إحدى عشرة ركعة في رمضان ولا غير رمضان، وماذا يفعل هذه الأيام بالصلاة والوتر والعودة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وصلاة ثماني ركعات أخرى في الحرم المكي، وهم يصلون الآن عشرين ركعة، أرجو البيان الصحيح؟

⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍✍

⬅ للإشتراك في قناة التلغرام:

http://t.me/meshhoor