*السؤال الثامن عشر:هل الإنسان مسير أو مخير؟*
الجواب:
طبعاً الاصطلاح حادث في(مسير ومخير)، *والإنسان مسيرٌ فيما لا يُحاسب عليه*، ومخيرٌ فيما يُحاسبُ عليه*.
يعني الله جل في علاه لن يسألك لماذا أنت سوري ولا أنت أردني ولا انت…الخ؟ فأنت هذا الأمر ليس لك.
وربي لن يسألك لماذا لونك أسود أو لونك أبيض ولا لونك…الخ.
وربي مش رح يسألك ليش لون عيونك كذا ولا كذا لن تُسأَل عنه.
فالشيء الذي لا تُسأل عنه؛ أنت مسيرٌ فيه لا شيء عليك، والشيء الذي أنت مخيرٌ فيه من حكمته أن أخفاه عنك.
والكافر إن كفر فاحتجَّ بالقدر فهذا والعياذ بالله تعالى من تلبيسات الشيطان عليه،المسلم يحتج بالقدر بعد وقوعه لا قبله *{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشرَكُواْ لَْو شَآءَ اللهُ مَآأَشرَكنَا وَلَا ءَابَاؤُنَا وَلَا حَرَّمنَا مِن شَيءٍ}* الله عزوجل يردُّ عليهم فيقول *{قُل هَل عِندَكُم مِّنْ عِلمٍ فَتُخرِجُوهُ لَنَآ}*[الأنعام/148].
لو الكافر يعلم وعنده علم أن الله سبحانه وتعالى كتبه كافراً لكانت له حجة!!
طيب الكافر لما يدخل المسجد، المسجد يرفضه ولا يقبله؟ لو المسجد يرفض أناساً ويقبل أناساً لكان له حجة.
لو صنبور الماء إن فتحه الكافر ما ينزل ماء، وإن فتحه المسلم ينزل ماء ليغتسل ويتوضأ كان له حجة.
لكن سنن الله تعالى في حق الخلق كلهم سواء.
احفظ بارك الله فيك احفظ هذا المَثل وتسلح به وتأمله وكلما دخل عليك الشيطان في موضوع القضاء والقدر انتبه إليه:
*”قالوا يارسول الله فيما العمل في أمرٍ قد فُرغَ منه*(أمر خلص انتهى،أهل النار وأهل الجنة) *فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم:اعملوا فكلٌ ميسرٌ لما خُلِقَ له”(صحيح البخاري15/303).*
جواب النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكلٌ ميسرٌ لما خُلِقَ له،الصحابة اكتفوا بالجواب، نحن لا نكتفي به لجهلنا ،معاذ الله أن نستدرك على نبينا صلى الله عليه وسلم.
احفظ عني هذه العبارات وهي مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، النبي عليه السلاميقول لأصحابه وأنا أَبسُطُ العبارة(أطوِّلها) لنفهم الجواب وهو ما فهمه الصحابة من رسول الله صلىالله عليه وسلم
النبي صلى الله عليه وسلم يقول أراد الله منكم وأراد بكم وبين الذي أراده منكم وأخفى عنكم الذي أراده بكم فانشغلوا بما بيّنه والذي لم يبيّنه استسلموا لأمرالله عزوجل أراد الله بنا وأراد منا فالذي أراده منا فَصله ووضحه فأرسل الرسل وأنزل الكتب والذي أراده بنا لا يعرفه نبي.
محمد صلىالله عليه وسلم وهو أفضل الخلق هل يستطيع أن يقول هذا في الجنة وهذا في النار…؟لا يستطيع،إلا بما أوحاه الله إليه،يعني النبي صلى الله عليه وسلم لما قال أبوبكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وسمى العشرة وقال عن كل واحد منهم في الجنة في الجنة فيما صح، هذا من عنده أم وحي من الله عزوجل فهذا وحي ليس من عنده .
فالله عزوجل أراد منا وأراد بنا فالسعيد من انشغل بالذي أراد منه وترك ماذا أراد به ،والشقي من ترك ماذا أراد الله منه وانشغل بماذا أراد الله به
هذا شقي هذا شقي؟! ترك ما أراد الله منه وهو الواضح البين وانشغل بماذا أراد الله به.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٢٠ – رجب – 1439هـجري.
٦ -٤ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*✍✍
⬅ *للإشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor