*السؤال السابع : هل طلب العلم في هذا الزمان فرض عين أم فرض كفاية؟*
الجواب: طلب العلم في كل زمان ومكان فرض، منه قسم فرض عين، ومنه قسم فرض كفاية.
وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *طلب العلم فريضة على كل مسلم.*
فكل ما يلزمك في يومك وليلتك وما يصح به ظاهرك و باطنك، و معرفتك لربك فهذا من الواجبات.
الإنسان إذا كان غنيا فيجب عليه أن يعلم أحكام الزكاة، وإذا أراد أن يحج فيجب عليه أن يعلم أحكام الحج، ويجب عليه أن يعلم أحكام الصلاة، والطهارات والمرأة أحكام الحيض، وأحكام الاستحاضة، والمرأة تعرف أحكام الزينة واللباس ومن وجد في نفسه كذبا ، أو غشا ، أو رياءا ، أو عجبا، فالواجب عليه أن يتعالج من ذلك وهو فرض عين ، من وجد في قلبه قساوة أو رياء فيجب عليه أن يتخذ تدابيره وأن يسأل حتى يتخلص من هذه الأمراض، هذا المقدار فرض عين.
وأما التبحّر في العلم ووجود المحدّثين ، والفقهاء والأصوليين ، واللغويين، والمفسرين ،فهذا *فرض كفاية* على الأمة ، وهذا فرض الكفاية اليوم ناقص، فلما ينقص فرض الكفاية يأثم جميع المسلمين، فيجب في الأمة أن يكون فيها القدر الكافي.
تأمل معي جيدا واحفظ عني هذا المثال.
وهذا المثال سمعناه من *شيخنا الألباني* مرارا وتكرارا، رحمه الله تعالى، كان يقول كلاما أنا أضيف شيئا يسيرا عليه وأدمج كلامي في كلامه ، كان يقول إذا وجدت أمراض في منطقة مثلا ؛مثل مرج الحمام
مرج الحمام كم طبيب تحتاج؟
الذي يسكن في مرج الحمام مثلا حتى تبقى صحة الناس بخير وعافية كم طبيب يحتاجون؟
يحتاجون مثلا مئتي طبيب.
صحة أديان مرج الحمام، حتى يصح دينهم كم عالم يحتاجون؟
كالأطباء.
أنا أضيف أقول: لو كان في مرج الحمام لا قدر الله مرض معدي ومستشري وفشى في الناس، إذا كان في مرج الحمام يحتاجون لمئتي طبيب في الطوارئ قد يحتاجون لستمائة طبيب، والطبيب هو العالم الكبير ، فكيف لا تجد و لا طبيب، وتجد بعض الممرضين ، والمرض مستشري، الموجودون ممرضون ما هم أطباء، يعني إخواننا وأحباؤنا أئمة المساجد ليسوا علماء، ما أعرف عالما منهم.
ممرضون، والأمراض مستشرية جدا ، فما هو الحال؟
يجب على الأمة أن يكون فيها عدد من الفقهاء، والمحدثين بحيث يعلمون والناس يصلح حالهم بهم، بتوفيق وتأييد من الله عز وجل، فهذا فرض، فما لم نقم بهذا الفرض الأمة كلها تأثم.
*فقولوا لي بالله عليكم في العالم الإسلامي في الأردن مثلا ، كم واحد يفسر القرآن، كم مسجد يفسر القرآن بتمامه وكماله، كم مسجد يشرح صحيح البخاري، كم مسجد يشرح صحيح مسلم، أو يدرس الفقه أو أو؟*
فليعلم إذا ما وجد العدد الكافي كل الأمة تأثم.
*ولذا في مثل هذه الحالة من وجد في نفسه همة ، ونهمة ، واستعدادا، وحبا للعلم، فقد يتعين عليه أن يتعلم ، وأن يترقى في العلم من أجل أن يسقط الاثم عن نفسه ، وعن غيره،* حتى قال بعض أهل العلم : أن بعض فروض الكفايات في مثل هذه الصورة أحب إلى الله من فروض الأعيان.
قالوا : لم؟
قال: لأن الإثم يسقط عن النفس ويسقط عن الغير ، فإذا إنسان معين رأى في نفسه فهما ، وحذقا ، وهمة ونهمة ، وصدقا، فيجب عليه أن يثبت، ويجب عليه أن يتقدم ، ويجب عليه أن يحصن نفسه من المعوقات، والعوائق التي تحول دون الانقطاع، وأن ينطلق في الدعوة، وأن يتعلم ، ويعلّم.
والله تعالى أعلم.
⬅ *مجلس فتاوى الجمعة.*
٢٧ – رجب – 1439هـجري.
١٣ -٤ – ٢٠١٨ إفرنجي.
↩ *رابط الفتوى:*
السؤال السابع : هل طلب العلم في هذا الزمان فرض عين أم فرض كفاية؟
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.*