*السؤال الأول: يا شيخنا ذكرتم أن وقت الاستجابة في يوم الجمعة عندما يصعد الخطيب إلى المنبر ثم ذكرتم أنها بعد العصر إلى المغرب؟*
الجواب: أعلم علمني الله وإياك أن تحديد الاسم الأعظم لله، وتحديد ساعة الاستجابة، وتحديد ليلة القدر؛ على قول واحد فيه جزم أمر متعذر، ولا يمكن أن يتحقق، وكل من زعم أن اسم الله الأعظم كذا فقط لا غير وأن ساعة الجمعة كذا فقط لا غير وأن ليلة القدر كذا فقط لا غير، فهو ممن لم يشم رائحة الفقه، هذا لا يفهم.
إذا قرأتم كلام أهل العلم في المسائل الثلاثة المذكورة تجدون خلاف شديدا.
لماذا؟
حتى يبقى القلب يقظاً، حتى يبقى العبد يعيش بين خوف والرجاء.
العبد لا يتحقق عنده الرجاء إلا بأن يرى ملائكة الرحمة في أثناء النزع، ما قبل ذلك يبقى خائف.
مر النبي صلى الله عليه وسلم على شاب يحتضر في سكرات الموت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كيف أجدك؟
فقال الشاب: أخاف وأرجو.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والله لا يجتمعان إلا في قلب العبد المؤمن.
قلب المؤمن قلب فيه رجاء وفيه خوف.
بعض الناس عنده رجاء ينسى الخوف أبداً، وبعض الناس عنده خوف ينقطع ولا يرجو، *العبد المؤمن يرجو ويخاف.*
فأنا قلت هناك أقوال للعلماء في ساعة الاستجابة قد تصل إلى أربعين قول؛ أرجاها وأقواها من حيث النظر والأدلة قولان:
لقيام الأدلة عليهما وهما في صحيح مسلم
١ – القول الأول: وهو أقوى القولين ،أن ساعة الاستجابة منذ أن يصعد الإمام إلى المنبر حتى يسلم في الصلاة، وهذا يفيد أن ساعة الجمعة ليست الساعة المراد بها ستين دقيقة، بل لحظات.
٢ – القول الآخر، وهو *القول الأشهر* وإن كان الأول فيه حديث مخرمة في صحيح مسلم.
القول الثاني: أنها في الساعة الأخيرة من يوم الجمعة.
واستدلوا بحديث أن رجلاً أدرك هذه الساعة وهو قائم يصلي.
واستشكل العلماء، قالوا كيف هذه الصلاة في هذه الساعة المكروهة.
فاجابوا بأجوبة أحسنها عندي وأقواها، *أن يوم الجمعة لا يوجد فيه وقت كراهة للصلاة *، كما في مكة المكرمة، فمكة المكرمة لا يوجد فيها وقت كراهة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً بالبيت صلى أو طاف في أي ساعة ما شاء من ليل أو نهار.*
مكة ما فيها وقت كراهة، والجمعة ما فيها وقت كراهة، لك أن تصلي في الوقت الذي يقولون عنه مكروه في غير الجمعة.
والعاقل يفهم شيء -أرجو أن نكون كلنا من العقلاء- وانبه على هذا الشيء لأن العلماء يقولون: *الأشياء تتضح بأشباهها ونظائرها.*
*رمضان بالنسبة لسائر الشهور والجمعة بالنسبة لسائر الأيام، كمكة بالنسبة لسائر البقاع،* حتى الأشياء بالأشباه تتضح، يعني واحد يذهب على مكة ويتعب جزاه الله خير له أجر ولكن مضيع الجمعة ومضيع رمضان هذا لا يفهم.
*مكة لسائر البقاع مثل رمضان لسائر الشهور.*
تخيل واحد في مكة وغافل، في مكة كل القوى النفسية تتحفز للعبادة، من طواف، وتلاوة قرآن، وكذلك في رمضان، وكذلك في الجمعة.در
*اليوم يوم الجمعة، الناس فرطت فيه، سلام عليك يا يوم الجمعة، الجمعة اليوم شمات هواء، ونوم لنصف النهار، وانبساط في الحياة ولا حول ولا قوة الا بالله.*
فالجمعة ورمضان كمكة بالنسبة لسائر الأماكن.
وإذا أردت أن أزيدك شيئاً وهو مهم ولا يقل أهمية عما مضى حتى تتضح الأمور على وجه أتم وأكمل بالنسبة إلى الفضل، أزيدك شيئاً، المعادلة الآن كاملة أعطيك المعادلة الآن؛ *الجمعة بالنسبة لسائر الأيام، ورمضان بالنسبة لسائر الشهور، كمكة بالنسبة لسائر البقاع، وكمحمد صلى الله عليه وسلم بالنسبة لسائر الناس.*
ما هو الفرق بين محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الناس؟
هو كالفرق بين رمضان وسائر الشهور، وبين الجمعة وسائر الأيام.
احفظ هذا جيدا حتى تغير حياتك كلها بالنظر للجمعة وبالنظر لرمضان.
وتعلم أن هذه الأيام أيام فضيلة وأيام تجارة مع الله، أيام ينبغي للعاقل أن يستفيد من الثانية ويستفيد من الدقيقة فيها.
نسأل الله لي ولكم التوفيق.
◀ *المجلس ( ٢ ) من مجالس الوعظ في شهر رمضان المبارك (١٤٣٩ هجري/٢٠١٨ أفرنحي).*
⬅ *خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.✍?✍*
↩ *رابط الفتوى:*
⬅ *للاشتراك في قناة التلغرام:*
http://t.me/meshhoor