*السؤال السابع عشر: ما هي وصيتكم لطالب العلم؟*
الجواب: أنا أوصي نفسي وإخواني أن نثبت على الطلب، وأقول لهم: *من ثبت نبت.*
*والعلم يحتاج إلى مدة وإلى صدق وإخلاص، والعلم يحتاج إلى عمل، أن تؤدي زكاة ما علمت، وأن تتقيَ الله -جل في علاه-، وكل ما ازداد علمك ينبغي أن يزداد تقواك، وأن يزداد قربك من الله عز وجل، وأن يكون همك أن تنشر دينك، لا أن تفرض سلطانك، فالحق من أي جهة صدر أخذنا به، فالواجب على طالب العلم أن يقبله وأن يشرح صدره به.*
طالب العلم ينبغي أن يبقى في ترقٍّ، وينبغي أن يزداد من العلم، وكل شيء أنفقت منه ينقص إلا العلم، فإنك إن أنفقته زاد، ما أمر الله نبيه أن يتزود من هذه الحياة الدنيا إلا في قوله *«وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا»،*طه 114*.
*فالأصل في طالب العلم أن يزداد في الطلب كل يوم، وأن يبقى ثابتًا، *فطالب العلم يحرم عليه النكوص والرجوع، كالمجاهد في سبيل الله،* ولما أطلع الله نبيه على أجور أمته رأى أن من أشدهم صنيعاً من حفظ القرآن ثم نسيه، وثبت في الصحيح
50/1334- *عْن عقبة بن عامر أَنَّهُ قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: منْ عُلِّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تركَهُ، فَلَيس مِنَّا، أوْ فقَد عَصى رواه مسلم.*
قال ابن القيم : الفروسية فروسيتان:
فروسية العلم والبيان. فروسية السيف والسنان.
فمن لم يكن من أهل هاتين الفروسيتين ولا ردءاً لأهلهما، فهو كَلٌ على نوع بني الانسان، وقرر أن من انشغل بفروسية العلم أو فروسية السنان الواجب عليه الثباب إلى الممات.
أنت يا طالب العلم الواجب عليك أن تثبت، وأن تزداد، والأصل في طالب العلم أن يثبت، لما ثبت في صحيح البخاري رحمه الله، في كتابه الجامع الصحيح، في كتاب الرقاق منه، باب القصد والمداومة على العمل، بسنده *عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: سُئل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: ((أَدْوَمُها وإنْ قَلَّ))*.
*وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: *كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته.*
*رقم الحديث: 1241*
*كتاب صلاة المسافرين وقصرها* .
فالأصل في طالب العلم أن يثبت هذا العمل، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يعرف عن واحد من السلف أنه تقدم في طاعة من الطاعات ثم رجع عنها.
ولذا أسند *اللالكائي* عن *عمر بن عبدالعزيز* رحمه الله تعالى قال: *كان السلف يكرهون التلون والتحول.*
أنت لست طالب علم وأنت في *دورة الإمام الألباني* فقط، *دورة الإمام الألباني* توالت عليك، وتكاثرت عليك الدروس، ويسر الله لك خلال مدة يسيرة -أسبوعين- أن تتلقى عدد من الدروس، لكن هذه بمثابة المراجعات، وبمثابة توالي المعلومات لتبقى لك نبراساً، وتبقى لك في حياتك مَعْلماً، ولا تنقطع عن العلم البتة، حتى في عملك، حتى في بيتك، في أصحابك، اصبغ من أنت بينهم بالطلب، واجعل المجلس الذي أنت فيه والبيئة التي تعيش فيها، اجعلها بيئة طلب، فذاكر العلم مع زوجك، وذاكر العلم مع أولادك وتلطف بهم، ولا تنقطع عن العلم البتة.
*العلم مدلل*، ودلاله شديد، فإن هجرت العلم يوماً هجرك أسبوعا،ً وإن هجرته أسبوعاً هجرك شهراً، فالعلم ينبغي أن تبقى معه على تواصل، وينبغي أن تحرص عليه كحرصك على طعامك وشرابك .
وأخيراً الناس ليسوا بحاجة فقط إلى علم العلماء وإنما الناس ايضاً بحاجة إلى أخلاق العلماء، احرص على أخلاقك، احرص على أعمالك، والمعصية قبيحة، ولكنها من طالب العلم أشد قباحةً، والغفلة قبيحة ولكنها من طالب العلم أشد قباحة، فابتعد عن الغفلة، وابتعد عن المعاصي، وخالق الناس بخلق حسن، فالناس يحتاجون إلى علمك وكلامك وبيانك، ويحتاجون إلى لحظك وسمتك، *فالناس يحتاجون إلى علم العلماء، وحاجتهم إلى أخلاق العلماء لا تقل عن حاجتهم إلى علمهم،* فاحرص أن تكون قدوة حسنة طيبة،ً تدعوا إلى الله بلحظك وبوعظك.
أسأل الله لي ولكم التوفيق .
والله تعالى أعلم.✍?✍?
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
٢١ ذو القعدة ١٤٣٩ هجري
٣ – ٨ – ٢٠١٨ إفرنجي
↩ رابط الفتوى
⬅ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ *مشهور بن حسن آل سلمان.*
⬅ للاشتراك في قناة *التلغرام*: http://t.me/meshhoor
⬅ للاشتراك في *الواتس آب*:
+962-77-675-7052