السؤال الخامس:
أريد أن أسأل بخصوص المبيت في منى، هناك أقارب لي كانوا في الحج ولم يكن لهم خيمة في منى، وكان فندقهم في العزيزية، وكانوا يبقون خمسة ساعات بعد المغرب حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، ويكملون الليل في الفندق، هل عليهم ذبح، وواحدة من الحجات تقيم في الإمارات، هل يجوز أن توصي ابنها الذي في الأردن أن يذبح عنها، وأين يتم الذبح، وكيف؟
الجواب:
أولًا: من لا يستطيع المبيت في منى فالواجب عليه كما في أثر ابن عباس رضي الله عنهما: “من ترك نسكاً فعليه دم.” رواه الإمام مالك.
أن تذبح، والذبح يكون في مكة؛ والذبح يكون لفقراء مكة، وليس الذبح في الأردن أو الإمارات.
والأصل في الحاج أن يقيم في منى.
وعرفة حِلٌّ، ومنى ليست حِلّاً، وإنما هي حرم.
تأمّل معي:
الحاج الذي يلتحق بالحجيج يوم عرفة، أغلب موسم الحج أين يقضيه؟
في منى.
وذكرنا أكثر من مرة، الحجيج يكونون في منى اليوم الثامن، ثم يتحولون لعرفة، وعرفة وقتها ليس بطويل، ثم من عرفة الله يردهم إلى مزدلفة، ومن المزدلفة يرجعون إلى منى، ويبقون في منى، وثم يذهبون إلى بيت الله الحرام، فيطوفون بالبيت، ثم يغادرون.
وقلنا أكثر من مرة أن عرفة حل.
والناس يتركون حرم الله متضرعين حاسري الرؤوس متذللين متمسكنين لله جل علاه، يذهبون إلى عرفة ويرفعون أيديهم ويسألون، ثم الله يردهم إلى حرمه؛ يخرجهم من حرمه إلى حلّه، ثم يردهم الله من حلّه إلى حرمه، وفي هذا إشارة إلى أن الله تعالى قد قبلهم.
ولذا فإنَّ الحجيج الله جل علاه يقبلهم، عمار وحجاج بيت الله الحرام الله دعاهم فاستجابوا، وإذا سألوا الله عز وجل لا يمنعهم سؤالًا.
فأغلب الحج إنما هو في منى؛ فإذا ضاقت منى فما حول منى حكم منى، فقد قال بعض سلف: منى كرحم المرأة.
فالله عز وجل يوسّع كل منى.
اليوم هناك أقوام يأخذون حجيجهم، ويحققون المبيت، ومنى مناخا لمن سبق.
الأصل في منى أن تترك كما هي، وكل الناس في منى يكون لهم مناخ.
اليوم الذي عندهم ما يُسمّى بتحقيق المبيت، ليس لهم في منى مبيت، ولا يمكن أن يلتحقوا بحملة، وهذا عبارة عن تجارة للأسف، بل الأصل أن تبقى منى كما هي.
يقول ابن عمر كما عند الفاكهي باسناد حسن كما نقل الحافظ ابن حجر.
وَقَدْ رَوَى الْفَاكِهِيُّ فِي كِتَابِ مَكَّةَ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَا مُجَاهِدُ إِذَا رَأَيْتَ الْمَاءَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ وَرَأَيْتَ الْبِنَاءَ يَعْلُو أَخَاشِبَهَا فَخُذْ حِذْرَكَ وَفِي رِوَايَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ أَظَلَّكَ.
وكان لا يوجد ماء في منى.
الله أعلم ماذا يجري في آخر الزمان.
الخلاصة: *جماهير أهل العلم يقولون: أقل شيء لتحقيق المبيت منتصف الليل وزيادة*، تحسب الوقت من المغرب إلى الفجر، وتُقسِّم على اثنين، وتحقق زيادة، فإذا حققت الزيادة أنت حينئذ قد حقّقت المبيت ولا شيء عليك، لكن ليس هذا هو الأصل، فيكون الحج الذي فعلته في أدنى درجات القبول، وإلَّا فأيام منى عظيمة.
قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر.
رواه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه شيخنا الألباني.
فأفضل الأعمال أعمال اليوم العاشر في مزدلفة .
وسمّيت منى بهذا الاسم، قال العلماء: إن سبب تسمية منى بهذا الاسم، هو كثرة ما يُمْنى فيها، أي يراق من الدماء، أو أنّ الله يحقق الأماني فيها، والأصل أن يقيم الإنسان في منى.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة
١١ محرم – ١٤٤٠ – هجري
٢١ – ٩ – ٢٠١٨ إفرنجي
↩ رابط الفتوى
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
⬅ للاشتراك في قناة التلغرام
http://t.me/meshhoor
⬅ للاشتراك في الواتس آب
+962-77-675-7052