السؤال الأول: يا شيخنا، لي صديق طلب منّي مالًا دَينًا، فمن سياق الكلام خرجت منّي كلمة حياء؛ مفادها: “أنّ هذا المال هدية أو هبة”.
وأنا غير قاصد لهذه الكلمة، لكن غلب عليّ الحياء فقلتها، فهل لي حقّ بمطالبته بهذا المال -جزاكم الله خيرًا-؟
الجواب: هذا المال قسم من قسمين، وكلاهما فيه مخالفة، لكن واحدة أقلّ من الأخرى.
مال أعطيتَه ،وقلتَ له: هذا هبة، وصار مقبوضًا عنده؛ فهل لك أن ترجع؟
الجواب: ليس لك أن ترجع.
فقولك أنا قاصد أو غير قاصد، وخرجت منّي كلمة حياء.
فأنا لا أعرف إلّا الظاهر لي.
والنبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول فيما روى البخاري (2589) ومسلم (1622)، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ‘صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ).
وروى أبو داود (3539): (إِلَّا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ). والحديث صحّحه الألبانيّ في صحيح أبي داود.
فالوالد له إن أعطى ذكورًا أو إناثًا أن يرجع، وهذا أمر ليس بمستنكر.
مسألة أخرى:
أنا وعدته، لكنّني لم أعطه بعد، أنا وعدته لكن ما أقبضتُه؛ فحينئذ صورة النفاق، وصورة عدم الوفاء بالوعد هو نفاق.
فالأصل أن تعطي، لكن الثاني أهون من الأوّل، لكن كلاهما الأصل أن تعطي.
ما هو الخلاص من هذا؟
الخلاص أن تقول له أقلنِي أقال الله عثرتك يوم القيامة.
أنا وعدتك وأنا ما أستطيع أن أفي، وابحث لي عن عذر.
لكن -كما قلتُ- الصورة الثانية أهون من الصورة الأولى.
والله تعالى أعلم.
⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:
١٨ – مُحَــرَّم – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
٢٨ – ٩ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.
↩ رَابِــطُ الْفَـتْــوَىٰ:
⬅ خِدمَةُ *الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ* مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):
http://t.me/meshhoor
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):
+962-77-675-7052