السؤال الثامن: شيخنا الفاضل استعينوا بالله تعالى في عالي سماه في إبانة ما تعانيه النساء حيث وجدت مساحيق لتكحيل العين على أنواع.
مداخلة الشيخ: أنا لا أعرفها، أي (الآي لاينر) وهو كحل،- أنا لو رأيت هذا السؤال أتركه.
(الآي لاينر) وهو كحل سائل بمجرد وضعه يجف وهو ضد الماء بحيث لو جف لا يبقى موجوداً يوماً أو بعض يوم، والكحل الجاف وهو على أنواع منها ما يبقى ومنها ما يزول بعد بضع يوم، وهناك كحل رديء بمجرد غسله (يتسخ) الوجه، وبين هذه الأنواع وتلك تحتار عقولنا في مسألة هل تحجب تلك الأنواع الماء عن الجفن أم أنها مَمَّا عمّت به البلوى، إذ لا غنى لنا عن التكحل؟
الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم حث على الكحل، والكحل كما قال النبي صلى وسلم في الحديث عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهماَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ). رواه أبو داود (3878) وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” .
والنبي – صلى الله عليه وسلم-يقول: “إذا اكتحل أحدكم فليكتحل وترا و إذا استجمر فليستجمر وترا” . قال شيخنا الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” 3 / 258 حسن ان شاء الله .رقم الحديث 1260* .
كان يكتحل في هذه وترا وفي هذه وترا.
والكحل ليس خاصاً بالنساء أيضاً الكحل للرجال.
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم- يكتحل.
وبعضهم قال: الكحل الذي للرجال هو لونه كلون البشرة ليس كاللون الذي هو للنساء.
فاللون الذي لا تتزين به المرأة والكحل الطبيعي الذي لا يُظهر جمال عيون المرأة فهذا أمر لا حرج فيه.
أما اليوم الكحل الموجود للنساء هو كحل زينة، وليس هو الكحل المعتاد الطبيعي.
لذا هذه الأنواع كلها أنواع زينة وليست أنواعا لها فائدة وعلاج.
فالإنسان إذا حصل له رمَد أو غَبَش في الرؤية فلا حرج في الكحل.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل.
أما إبراز شيء من أعضاء البدن ولا سيما العين والعين هي مكمن الوجه وجمال المرأة في الوجه فلا ينبغي ذلك.
لذا الخطيب ينظر للوجه وينظر للكفين.
وعلماؤنا يقولون: النظر للوجه هو مكمن الجمال والنظر للكفين هو مظنة أن المرأة سمينة أو ضعيفة؛ لأن الأصل في المرأة لما تظهر على الرجال أن لا يكون لباسها يبدو من خلاله ما تحت الثياب.
في صحيح البخاري لما كان هناك رجل مخنث وكان يدخل على النساء وكان يعرف ما تحت الثياب، فنفاه النبي عليه الصلاة والسلام للجحفة، أخرجه من المدينة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :”عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أَخرِجوا المخنثين من بيوتكم))، قال: فأَخرَج النبي صلى الله عليه وسلم مخنَّثًا، وأَخرَج عمر مخنَّثًا.
فتح الباري” لابن حجر (7 / 640، 19، 245، 246، 10، 346، 347) ط دار الريان.
الزوج هو فقط من يعرف ما تحت الثياب.
أما اليوم النساء تخرج وكل شيء ظاهر، هي مستورة لكنها مستورة بلباس، خصوصاً اللواتي يلبسن البنطال، واللباس الضيق هذا ليس شرعياً، والمرأة التي تلبس – الإشارب- وأذنها ظاهرة والكعكعة ظاهرة من الخلف، هذه امرأة متبرجة، هذا نوع من أنواع اللباس الأوروبي، الفرنسي أو غيره من اللباس.
فالشاهد المرأة الواجب عليها أن لا تظهر ما تحت الثياب.
فإن كان الكحل فيه زينة وفيه إظهار لهذه العين فالواجب ستره.
المرأة إذا اكتحلت يجب أن تستتر أو أن تظهر أمام النساء وأمام مثيلاتها من النساء والله تعالى أعلم.
ما علامة كحل المرأة وخروجها من البيت؟
تريد زوجاً.
لذا أم السنابل لما قضت- رضي الله تعالى عنها- عدتها اكتحلت وخرجت.
روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى: وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِنِصْفِ شَهْرٍ ، فَخَطَبَهَا رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا شَابٌّ ، وَالْآخَرُ كَهْلٌ ، فَحَطَّتْ إِلَى الشَّابِّ ، فَقَالَ الْكَهْلُ: لَمْ تَحْلُلْ ، وَكَانَ أَهْلُهَا غَيْبًا ، وَرَجَا إِذَا جَاءَ أَهْلُهَا أَنْ يُؤْثِرُوهُ بِهَا ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: «قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْت. رواه أحمد في المسند (26715) وصححه الشيخ الألباني في “التعليقات الحسان” (4283) :”
ماذا يعني اكتحالها؟
تريد زوجاً.
لذا المرأة وهي معتدة يحرم عليها الكحل.
النبي – صلى الله عليه وسلم- ألحق الكحل بالطيب.
فلما اكتحلت هي ما خرجت للناس وإنما خرجت ساترةً وجهها، لكن هي جلست بين النساء، امرأة مكتحلة متزينة هذه تتشوف وتتشوق للأزواج.
والمرأة إذا مات زوجها تشوفها وتشوقها للأزواج ليس مذموماً.
لذا ثبت في صحيح مسلم ( 2 / 62 ) من حديث عبد الله بن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم : “الأيم أحق بنفسها من وليها و البكر تستأذن نفسها و إذنها صماتها” .
وصححه شيخنا الألباني في السلسلة الصحيحة ” 3 / 216* .
الثيب أو الأيم هي من كان لها زوج ومات عنها، هي أحق بنفسها من وليها.
يعني إذا جاءك من يطلب ابنتك وابنتك كانت ثيباً – طلقت أو مات زوجها – فهي التي تقول: قبلت أو رددت.
وقولها: إن قبلتَ دينه وخلقه مقدم على رأيك، أما إن كانت بكرا فقولك مقدمٌ على قولها، وهذا دليل مذهب الأحناف من أن المرأة البالغة تزوج نفسها بنفسها من دون ولي.
لكن هل قول النبي – صلى الله عليه وسلم- في الحديث – الأيم أحق بنفسها – ينفي سلطان الولي عنها؟
لا ينفي عنها، لكن هي أحق باختيارها من اختيارك، هي جربت الرجال وعرفت الرجال وما شابه، هذا هو الشرع.
فالمرأة لمَّا كانت تكتحل وتخرج فكان خروجها للبحث عن زوج، والبحث عن زوج لا حرج فيه.
والله تعالى أعلم.
مداخلة من أحد الحضور: شيخنا حفظكم الله السؤال فيه تتمة هل هذه المادة التي تكون طبقة قليلة على الوجه هل يصح الوضوء مع وجودها؟
قال الشيخ : ينظر في هذه المادة فإذا كانت هذه المادة لون من غير جرم كالحبر، مثل رجل على يده حبر.
قالوا في ترجمة الآمدي الأصولي صاحب كتاب( الإحكام )
أن شخصاً ظلمه ودافع عنه الإمام الذهبي في كتابه (ميزان الاعتدال) – قالوا :إنه لم يكن يصلي؛ لأنه كان على يده حبر، وأنه نام واستيقظ وعلى يده حبر .
ما المشكلة في كون الحبر على يده؟
تغسل يديك والحبر عليها وتتوضأ والحبر على يديك أو رجليك.
فالحبر ليس مادة عازلة.
فهذه المادَة إنْ كانت مادة لون فهذه ليست عازلة وحينئذ وضوؤها صحيح، وإن كانت جرما – كالمناكير – رحم الله الناس في السابق كانوا أصحاب حياء، وكانت المرأة لا يعلم الناس منها أنها صاحبة حيض، حتى تضع المناكير، هذه إما عالمة بالعلم الشرعي وهي تكون معذورة أو أن تكون جاهلة وتحتاج أن تعلمها، فالمناكير التي تصلي به وضوؤها باطل لأن مادة المناكير مادة عازلة.
يعني لو أنك حككتها تخرح منك، فهي مادة عازلة.
فالتي تصلي واضعةً المناكير فتكون ما غسلت الأظافر ويجب أن تعيد وضوءها وتزيل المناكير.
والظاهر أن هذا الكحل أصناف، هناك صنف يكون لون، والأخت ذمته وهو أحسنها وأنا لست مع ذمه – قالت يشحبر الوجه – فهذا النوع هو المشروع وهو اللون فقط، لأن اللون يزول.
أما الصنف الآخر فيكون مادة عازلة، والمادة العازلة لا بد أن تزيلها قبل أن تغسل وجهها.
القصة طويلة وأصبحت الدنيا كلها قائمة على الإثارة والشهوات والتزيين.
وتزيين المرأة أصبح من أعجب ما يكون.
وياليت الناس يتلذذون بالنساء.
أنا لا أعرف عصراً من عصور الإسلام منذ أن بعث الله نبيه- صلى الله عليه وسلم- إلى هذا الزمان فيه متعة للرجال بالنساء أقل من هذا العصر.
أقل متعة على الإطلاق, يرونك المرأة ويزينونها لك لكن ممنوع هي أن تتزوج وممنوع أنت أن تتزوج.
تبقى محروماً فقط هي تتلوع وأنت تتلوع.
قديماً كان الزواج سهلاً الزوجة الثانية والثالثة والرابعة سهل.
انظر إلى أبيك فعصر آبائنا أحسن من عصرنا وعصر آباء الآباء أحسن من عصر الآباء وعصر جد الوالد أحسن من عصر الجد وكل ما تقدمت كانت الأمور أحسن وأسهل وكانت العروس تزف لزوجها دون هذه المساحيق.
وكان يوجد متعة للرجال بالنساء.
لكن إلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والله تعالى أعلم.
⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:
١٠ – صفر – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
١٩ – ١٠ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.
↩ رَابِــطُ الْفَـتْــوَىٰ:
⬅ خِدمَةُ *الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ* مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):
http://t.me/meshhoor
⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):
+962-77-675-7052