السؤال الأول : أخت تسأل تقول : في معنى قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: {من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم} وتقول: إن مجموعة من النساء يدخلن على مواقع التواصل الإجتماعي وينظرن إلى السحرة وإلى الذين يتنبؤن بالغيب فهل الحديث المذكور يشملهم أم لا؟


السؤال الأول : أخت تسأل تقول : في معنى قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: {من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم} وتقول: إن مجموعة من النساء يدخلن على مواقع التواصل الإجتماعي وينظرن إلى السحرة وإلى الذين يتنبؤن بالغيب فهل الحديث المذكور يشملهم أم لا؟

الجواب: أن الحديث المذكور يشمل من أتى الكاهن أو العراف فصدقه بما قال سواء أكان هذا الإتيان إتياناً مادياً أو كان هذا الإتيان إتيانا معنوياً وهو تقليب هذه المواقع والتفتيش عنها والبحث عنها ومعرفة الغيب من خلال البشر، والغيب لا يعلمه إلا الله-عز وجل-.

والنبي-صلى الله عليه وسلم – مرَّ على جارية وهي تضرب على الدف[قَالَتِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ ، جَاءَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ حِينَ بُنِيَ عَلَيَّ ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي ، فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَاتٌ لَنَا ، يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ ، إِذْ قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ : وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ ، فَقَالَ : دَعِي هَذِهِ ، وَقُولِي بِالَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ.
رواه البخاري في كتاب النكاح رقم 4869.]
فزجرها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
فالغيب الذي يعلمه النبي-صلى الله عليه وسلم-إنما هو بما أوحاه الله إليه من أشراط الساعة وما يلحق بها من الكلام عن أهوال الجنة والنار، وكذلك عذاب القبر وما شابه {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا، إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ} [ سورة الجن 26_27].

أما علم الغيب فهو عند الله عز وجل ويتأكد ذلك بأن العلماء- رحمهم لله تعالى- حَرَّموا الإتيان إلى العراف والكاهن إلا في صورة واحدة وهي: أن يأتيه العالم إما ليفحصه ويعلم حقيقة أمره ليحذّر منه، وإما ليستتيبه ويذكره بالله عز وجل وما عدا ذلك فالأصل فيه المنع.

والدليل على ذلك حديث ابن صياد الذي أخرجه مسلم وبوّب عليه تبويباً اسمه باب ابن صياد .

[عن عبدالله بن عمر:] أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ مرَّ بابنِ صيَّادٍ في نفرٍ من أصحابِه فيهم عمرُ بنُ الخطَّابِ وَهوَ يلعبُ معَ الغلمانِ عندَ أطمِ بني مغالةَ وَهوَ غلامٌ فلم يشعر حتَّى ضربَ رسولُ اللهِ ﷺ ظَهرَه بيدِه ثمَّ قالَ أتشهدُ أنِّي رسولُ اللهِ فنظرَ إليهِ ابنُ صيَّادٍ قالَ أشهدُ أنَّكَ رسولُ الأمِّيِّينَ ثمَّ قالَ ابنُ صيَّادٍ للنَّبيِّ ﷺ أتشهدُ أنتَ أنِّي رسولُ اللهِ فقالَ النَّبيُّ ﷺ آمنتُ باللَّهِ وبرسلِه ثمَّ قالَ النَّبيُّ ﷺ ما يأتيكَ قالَ ابنُ  صيَّادٍ  يأتيني صادقٌ وَكاذبٌ فقالَ النَّبيُّ ﷺ خلِّطَ عليكَ الأمرُ ثمَّ قالَ رسولُ اللهِ ﷺ إنِّي خبأتُ لَك خبيئًا وخبأ لَه يومَ تأتي السَّماءُ بدخانٍ مبينٍ فقالَ ابنُ صيَّادٍ هوَ الدُّخُّ فقالَ رسولُ اللهِ ﷺ اخسأ فلن تعدوَ قدرَك قالَ عمرُ يا رسولَ اللهِ ائذن لي فأضربَ عنقَه فقالَ رسولُ اللهِ ﷺ إن يَك حقًّا فلن تسلَّطَ عليهِ وإن لا يَكنهُ فلا خيرَ لَك في قتلِه.

الألباني (١٤٢٠ هـ)، صحيح الترمذي ٢٢٤٩ • صحيح •

وابن صياد رجل خرج في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بعض الأصحاب يعتقدون أنه الدجال ، وكان عمر يحلف أنه الدجال، وكان ابن عمر كذلك.

ثم قال ابن كثير فُقِدَ في ذات ليلة؛ وهذا يؤكد أنه الدجال و على أيِّ حال هو دجال من الدجاجلة فقد لازمه أبو سعيد الخدري في قصة طويلة، فقال له: لو عرض عليك لقبلت؟ فقال : نعم. فقال له أبو سعيد: تباً لك سائر اليوم.

الشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إليه ومعه نفر من أصحابه ليعلموا حاله واختبأ له النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول: دخ، دخ, فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم-: (اخسأ فإنك لن تعدوا قدرك).

فالنبي- صلى الله عليه وسلم- ذهب إلى هذا الدجال الذي يزعم أنه يعلم الغيب واختبأ له ليعرف حقيقة أمره وليفحصه.
فهذا العالم هو الذي فقط يذهب لهؤلاء الدجاجلة من العرافين والذين يتكهنون علم الغيب ليعرفوا حقيقة أمرهم ويحذروهم من الشر أو ليستتيبوهم وما عدا عن ذلك فيشملهم الحديث.

فالذي يشرب القهوة ويسكب (الحثالة) ويقرأ ما في القهوة ويريد ان يعرف الغيب عن طريق القهوة أو ويريد أن يعرف الغيب عن طريق عراف، بأي طريقة من الطرق هذه كلها سواء أكان إتيانا ماديا: ‘أن تذهب إليه برجلك’ ، أو بسيارتك، ‘أو إتيانا معنويا’ بأن تذهب إليه بموقعه فتُقلب على مواقعه حتى تسأل وتنظر وتستكشف أو أن تقرأ الجريدة وتقرأ الأبراج وتعرف الأبراج.
ومعرفة الغيب من خلال هذه الأبراج، فهذه كلها من آمن بها والعياذ بالله تعالى فقد ضاد الله تعالى، فالغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

والله تعالى أعلم.

⬅ مَجْـلِسُ فَتَـاوَىٰ الْجُمُعَة:

٢٤ – صفر – ١٤٤٠ هِجْـرِيّ.
٢ – ١١ – ٢٠١٨ إِفْـرَنْـجِـيّ.

↩ رَابِــطُ الْفتوى: http://meshhoor.com/fatwa/2518/

⬅ خِدمَةُ الـدُّرَرِ الْحِـسَانِ مِنْ مَجَـاْلِسِ الشَّيْخِ مَشْـهُـور بنُ حَسَن آلُ سَـلْـمَان.✍?✍?

⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي قَنَاةِ (التِّلغرام):

http://t.me/meshhoor

⬅ لِلاشْـتِرَاكِ فِي (الواتس آب):

+962-77-675-7052