*حكم الاحتفال بالمولد النبوي*
*الشيخ مشهور حسن.*
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد :
فقد جاءت أسئلة كثيرة كالعادة موضوعها عن *حُكم الاحتفال بالمولد النبوي.*
وسبق في سنوات مجالس سابقة أن فصلنا حول هذه المسألة مرات وكرات.
وأذكر أننا في العام الماضي أعلنا عن *مسابقة*، وقلنا بأن المسابقة ما زالت قائمة ، والمسابقة تتكون من (ثلاثة) أسئلة :
1- السؤال الأول، ويتكون من أربعة فروع :
أ- كم مرة احتفل النبي – صلى الله عليه وسلـم- بالمولد النبوي ؟
ب- كم مرة احتفل أبو بكر- رضي الله عنه- بالمولد النبوي ؟
ت- كم مرة احتفل عمر – رضي الله عنه- بالمولد النبوي ؟
ث- كم مرة احتفل عثمان – رضي الله عنه- بالمولد النبوي ؟
ج- كم مرة احتفل علي – رضي الله عنه- بالمولد النبوي ؟
2 – السؤال الثاني : ما هي الحلوى التي كانت تُقدم في هذا الاحتفال في زمن النبي – صلى الله عليه وسلـم- ، وكذلك في زمن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي؟
3 – السؤال الثالث: ما هو برنامج الاحتفال، ومن هو المُنشد الذي كان يُنشد لهذا الاحتفال في زمن النبي – صلى الله عليه وسلـم-؟
⬅ الاحتفال بالمولد النبوي أحدثه ( الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس، أو أول القرن السابع الهجري ، كما ذكره المؤرخون (كابن كثير) و(ابن خلكان) وغيرهما، ونصّ على هذا عدد كبير وجمع غفير من المؤرخين، وقفت على ما يزيد عن عشرين قولاً ، وكان يُطوع الناس ، وكان عُبيدياً ( أي كان رجلاً شيعياً غالياً ) .
⬅ الاحتفال بالمولد الحقيقي هو أن تؤدي حق الله في قولك: وأشهد أنَّ محمداً رسول الله، هذا هو الاحتفال الصحيح بالمولد النبوي.
ويا ليت المسلمين يفهمون قولهم : أشهد أنّ لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله .
أشهد أنّ لا إله إلا الله: أي لا معبود بحق إلا الله .
أشهد أنَّ محمد رسول الله: أي لا متبوع بحق إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلـم-.
⬅ فلما خرجت الأشياء عن حقائقها، ثم حُولت وبُدلت إلى زُخرف القول وغروره، أصبح بر الأبوين تعليق الصورة، و اصبح بر الأم في يوم بالسنة يسمى بعيد الأم ، هكذا أصبح حال المسلمين اليوم وللأسف؛ وذلك لبعدهم عن هدي سيد المرسلين، أصبح عندهم جبر كسر، واستدراك فوت.
⬅ قالوا: نحتفل بالنبي – صلى الله عليه وسلـم- ، فنتذكر النبي.
⬅ النبي – صلى الله عليه وسلـم- في حياة المسلم في كُل حين ، في باطنه وظاهره، في أخلاقه ، في عبادته لربه ، فإنه لا يعبد ربه إلا على هدي النبي – صلى الله عليه وسلـم – .
فالعبادة لا تُقبل إلا إن تحقق فيها شرطان :
1- الشرط الأول : أن تكون خالصة لله .
2- الشرط الثاني : أن تكون صواباً ، أي على طريقة رسول الله – صلى الله عليه وسلـم- .
⬅ وكُلُّ الأبواب التي توصل العبد إلى رضا الله والجنة موصدة ( مُغلقة ) أمامه! إلا طريق رسول الله – صلى الله عليه وسلـم- .
فلا يمكن لأحد أن يدخل الجنة وهو متنكب لطريقة رسول الله – صلى الله عليه وسلـم- .
⬅ أنا أدعو أن يُعيد المسلمون النظر في حالهم ، وأن يُقبلوا على سنته – صلى الله عليه وسلـم – ، *(فالخيرُ كُله في الاتباع ، والشرُ كُله في الابتداع)،* والنظر إلى حقائق الأشياء لا إلى أسمائها.
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
10 ربيع الأول 1438 هجري.
9 – 12 – 2016 إفرنجي.
↩ رابط الفتوى:
◀ خدمة *الدرر الحسان* من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان.