السؤال الثالث: لو شرحت لنا حديث: أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ، وأن لا أكف شعرا و لاثوبا، ما المقصود بكف الشعر؟
الجواب: الحديث رواه البخاري (816) ومسلم (490) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ ، وَلَا أَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعْرًا ).
بعض الناس رزقه الله تعالى شعراً يطَمعه بأن يرخيه، ( مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ ) رواه أبو داود (3632) وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود .
يعني شعر جميل شعر جيد فليكرمه لاحرج في هذا.
ومن أراد أن يطلق شعره فالأصل فيه أن يستخدم غترة أو أن يستخدم العمامة التي تغطي الشعر.
واحد راخي شعره على وجه ظاهر ويتركه، ويقول هذه سنة، ثم بعد ذلك لا يغطي شعره، فيصنع صنيع الأعاجم، ولا يصنع صنيع النبي صلى الله عليه وسلم، النبي صلى الله عليه وسلم كان له شعر وكان يغطيه.
من الفائدة الغريبة التي ذكرها جمع، منهم (الإمام النووي) في المجموع ومنهم (ابن القيم) في الزاد وجمع من أهل العلم قالوا: النبي صلى الله عليه وسلم ما حلق شعره أبداً إلا في نسك.
يعني النبي صلى الله عليه وسلم كان يرخي شعره، ولما كان في الحج وقُص شعره صلى الله عليه وسلم، وجاء الحلاق وحلق شعره صلى الله عليه وسلم، فشعره كان يُتبرك به، فوضع في قنينة وفيها طيب، وكان الناس يتبركون به، وشعره وزع على بعض الأصحاب.
كما في سنن الترمذي (٩١٢) بسنده إلى ابن سيرين عن أنس بن مالك قال لما رمى النبي صلى الله عليه وسلم الجمرة نحر نسكه ثم ناول الحالق شقه الأيمن فحلقه فأعطاه أبا طلحة ثم ناوله شقه الأيسر فحلقه فقال اقسمه بين الناس”. صححه الألباني.
وأوصى (ابن سيرين) أن تدفن معه شعره بينه وبين كفنه يوضع شيء من شعر النبي صلى الله عليه وسلم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أوصى بإرخاء الشعر، وهذه ليست سنة، هذه سنة عادة، وليست سنة عبادة.
يعني لو واحد قال أنا ما أريد أحلق شعري، وأريد أن لا أحلق شعري إلا في نسك، ماذا نقول له؟
نقول له أنت مأجور بنيتك بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
أما هذا الفعل هو ليس سنة عبادة، إنما هو سنة عادة.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٢٧، ربيع الآخِر، ١٤٤٠ هـ
٤ – ١ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor