السؤال السابع والعشرون: أخت تسأل وتقول: هل يجوز للفتاة أن تؤذِّن في المنزل بعد أن تُصلِّي الفجر؛ بهدف دفع الشياطين، وحتى يستيقظ الباقون للصلاة، علماً أن البيت بعد الرقية الشرعية تبين أن به جان يسكنونه ويضايقون أهل البيت؟
الجواب: أولاً المرأة لها أن تؤذِّن ولا حرج في ذلك، وإن أذَّنَت لا يسمعها الأجانب، وإنما تُؤذِّن ذِكراً لله عز وجل.
ولكن السؤال على خلاف هذا.
هل يجوز للإنسان أن يستخدم الأذان لطرد الشياطين؟
الجواب: هنالك قصة أخرجها مسلم في صحيحه، وأخرجها من طريق سهيل بن صالح عن أبيه، عن أبي هريرة، سهيل يقول: كنت أمرُّ بجانب بستان لي، بجانب حائط.
عَنْ سُهَيْلٍ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى بَنِي حَارِثَةَ، قَالَ: وَمَعِي غُلَامٌ لَنَا – أَوْ صَاحِبٌ لَنَا – فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ حَائِطٍ بِاسْمِهِ قَالَ: وَأَشْرَفَ الَّذِي مَعِي عَلَى الْحَائِطِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي فَقَالَ: لَوْ شَعَرْتُ أَنَّكَ تَلْقَ هَذَا لَمْ أُرْسِلْكَ، وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتَ صَوْتًا فَنَادِ بِالصَّلَاةِ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ وَلَّى وَلَهُ حُصَاصٌ»
ص291 – صحيح مسلم – باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه.
يعني الإنسان إذا رأى شيئا وأراد أن يُحَصِّن نفسه من كيد الجن؛ فالأذان وسيلة من وسائل التحصين.
ولذا يُؤثَر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه -والإسناد فيه شيء- قال: إذا تغوَّلتِ الغيلانُ فنادوا بالأذانِ. ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة(١١٤٠).
ما هو الغول؟
هل هو خرافة؟
ليس خرافة؛ الغول ثابت.
والرجل الكبير كما في حديث أبي هريرة في الصحيحين، لما كان يَعدو على تمر الصدقة، فَيَرى أبو هريرة فيه أثر كف مأخوذ.
وابن الضريس في فضائل القرآن من طريق إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل عن أبي هريرة رضي الله عنه وفيه -أنه كان على تمر الصدقة فوجد أثر كف كأنه قد أخذ منه-ولابن الضريس من هذا الوجه-فإذا التمر قد أخذ منه ملء الكف-.
وهنالك رواية في الترمذي أنه كان (غُولاً).
فعن أبي أيوب الأنصاري: أنَّهُ كانت لَهُ سَهوةٌ فيها تَمرٌ فَكانت تجيءُ الغولُ فتأخذُ منهُ. قالَ فشَكا ذلِكَ إلى النَّبيِّ ﷺ قالَ: فاذهب؛ فإذا رأيتَها فقل بسمِ الله أجيبي رسولَ الله ﷺ قالَ: فأخذَها فحلَفت أن لا تعودَ فأرسلَها فجاءَ إلى النَّبِيِّ ﷺ فقالَ: ما فعلَ أسيرُكَ قالَ: حلَفَت أن لا تعودَ قالَ: كذَبت وَهيَ معاوِدةٌ للْكذبِ قالَ: فأخذَها مرَّةً أخرى فحلَفت أن لا تعودَ فأرسلَها فجاءَ إلى النَّبيِّ ﷺ فقالَ: ما فعلَ أسيرُكَ قالَ: فحلَفت أن لا تعودَ. فقالَ: كذبت وَهيَ معاودةٌ للْكذبِ فأخذَها. فقالَ: ما أنا بتارِككِ حتَّى أذهبَ بِكِ إلى النَّبيِّ ﷺ فقالت: إنِّي ذاكرةٌ لَكَ شيئًا؛ آيةَ الكرسيِّ اقرأها في بيتِكَ فلا يقربُكَ شيطانٌ ولا غيرُهُ فجاءَ إلى النَّبيِّ ﷺ فقالَ: ما فعلَ أسيرُكَ قالَ: فأخبرَهُ بما قالت قالَ صدَقَت وَهيَ كذوبٌ”. سنن الترمذي ٢٨٨٠ وصححه الألباني.
وفي رواية عند الحاكم في المستدرك من طريق معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: “فدخل من شق الباب”.
الغُول في اللغة العربية، لو فتحت أي قاموس من قواميس اللغة العربية، على فعل: (غَوَلَ)، فيقولون: الغول هو ساحر الجن، والجن -والعياذ بالله تعالى- لهم سَحَرة، فساحر الجن يسمى (غولاً) -إن كان ذكرا-، وإن كان الساحر أنثى تسمى (سعلاة).
الغيلان أشد أذى على الإطلاق للجني بالإنسي.
يقول جابر -رضي الله تعالى عنه-: إذا تغولت لكم الغيلان ماذا تفعل؟ الجواب: أذِّن.
وأرفع من هذا وأصح، وأدنى من حيث الزمن؛ هو قول التابعي (ذكوان) لولده سهيل: فناد بالصلاة (أذن).
فالأذان من الأسباب التي تقي من شر الجن.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٢٧، ربيع الآخِر، ١٤٤٠ هـ
٤ – ١ – ٢٠١٩ افرنجي
رابط الفتوى :
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor