السؤال السابع: قوم صلوا الجمعة في مسجد، وكان بعضهم يصلي في تسوية ولا يشاهدون الإمام، وأثناء الصلاة انقطع التيار الكهربائي فلم يعودوا الذين في التسوية يسمعون تكبيرات الإمام، فقام فيهم إمام وأكمل الصلاة ثم جاءت الكهرباء قبل انتهاء الصلاة، فبعضهم بقي يتابع الإمام الثاني، وبعضهم عاد ليتابع الإمام الأول، فما حكم الصلاة ؟
الجواب: أولاً: أن تصلي في مصلى بعيد عن رؤية الإمام لا حرج فيه ، فقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر أنه كان يصلي الجمعة مع الأمراء في المقصورة. والمقصورة: مكان يلحق المسجد .
فالصفوف إن تواصلت وكانت قريبة من بعضها البعض فحكمها -كما قال الفقهاء- ما قارب الشيء يعطى حكمه.
يعني هذا المسجد جاؤوا الناس لصلاة الجمعة فوجدوا المسجد مليء فصلوا في الشارع؛ الشارع الآن حكمه حكم المسجد، والذي يجيء ويصلي في الشارع لا يجوز له أن يجلس حتى يصلي ركعتين.
أي ركعتين؟
تحية المسجد .
أين يصلي تحية المسجد؟
في الشارع .
لأن العلماء يقولون: ما قارب الشيء يعطى حكمه؛ فهذا الآن صار حكمه حكم المسجد.
أما الآن تذهب وتصلي في الشارع ركعتين والمسجد فارغ؛ حرام هذا لا يجوز، هذا شارع وهذا مسجد ، ففرق بين المسجد وبين الشارع.
الأصل أن نجد سبيلاً بأن نتابع الإمام بأي طريقة من الطرق، اليوم يستخدمون الشاشات، يعني يضعون شاشة والناس ينظرون إذا لزم الأمر الى الشاشة ويتابعون الإمام ؛ انقطع الآن متابعة الامام، الانقطاع هذا طارئ؛ فلو واحد تقدم وائتممنا به فلا حرج.
طيب رجل آخر أمَّ وجاءت الكهرباء؛ نرجع للإمام الأصلي .
والنبي صلى الله عليه وسلم في مرض الوفاة؛ لما دخل ورآه أبو بكر كان يتقهقر، وأراد أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم .
فوجود أكثر من إمام في صلاة واحدة لا حرج فيها.
والذي رجحه الإمام البخاري في صحيحه: أن نية الإمام ونية المأموم؛ لا يلزم أن ينوي المصلي صلاة إمام أو صلاة مأموم ؛ لأنه يجوز للمنفرد أن يصبح مأموماً، ويجوز لمن كان في الصلاة أن يصلي منفرداً؛ لحديث معاذ بن جبل لما جاء المسجد فطول في الصلاة ، فكان هنالك مزارع فلما طول، ترك هذا المزارع معاذاً وأكمل صلاته وحده ، هذا كان مأموماً فأصبح منفرداً، فأكمل الصلاة بالإنفراد ، والنبي صلى الله عليه وسلم ما أمره بالإعادة، بل قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( يا معاذ أفتّان أنت؟ – قالها ثلاثاً -، اقرأ {والشمس وضحاها} و { سبّح اسم ربك الأعلى } . ونحوها) متفق عليه واللفظ للبخاري .
فهذا هو الصواب.
الصواب: متى عادت الكهرباء نرجع مع الإمام ونصلي صلاة ركعتين، ويغتفر ما وقع بينهما من خلل، وأما إذا ما استطعنا وكان بعضنا قد أتم الصلاة، وجاءت الكهرباء في وقت متأخرة؛ فهذه أشياء تغتفر بإذن الله تعالى.
فمن صلى في الطوابق العلوية يحسُن في الطابق العلوي أن تتابع الإمام ولو بالنظر، يعني وجود فجوات في الطابق وعلى وجه يستطيع من يصلي وينظر للإمام ويتابع الإمام بالنظر، فهذا أمر حسن؛ هذا كله إذا ما استطعنا، وإذا كان المُبَّلِغ لا يستطيع أن يوصل صوته للناس.
مداخلة من أحد الحضور: الإخوة الذين تابعوا الإمام في التسوية قد يكونوا سبقوا الإمام بأكثر من ركعة مثلا ؟
الجواب: هي الصلاة ركعتين والصلاة متقاربة، وسبق الجواب بقولي إذا حصل زيادة أو نقصان أو انتهاء الصلاة فأرجو الله تعالى أن يغتفر ذلك.
طبعاً هذا كله على مذهب أهل السنة الذي يجوزون أن يكون الخطيب غير الإمام؛ يعني يجوز واحد يخطب وآخر يؤم .
أما [الشيعة] فيرون أن الخطيب يجب أن يكون هو الإمام، ولا يجوز أن يكون الإمام غير الخطيب.
فهذا كله على هذه القواعد، وكما قلت: فالضرورة تقدر بقدرها.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٩، جمادى الأولى، ١٤٤٠ هـ
٢٥ – ١ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor