السؤال الحادي عشر: عندي إشكال في تأويل الآية الكريمة وهي قوله تعالى: ۚ{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: ٨٨] ما المقصود بالوجه؟
فإن كان المقصود بالوجه هو ذات الله أليس هذا تأويلا؟
الجواب: هل قول الله تعالى: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} يفيد أن ما عدا الوجه هالك؟
أعوذ بالله، هذا كفر.
مفهوم المخالفة اذا صادم نصاً لا يُعتد به، الله جل علاه يقول: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، كل الخلق مخلوقون ويموتون.
والله هو الحي، ولأنه الحي قال الله بعدها: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}، فالذي تأخذه السِنة والنوم يموت، لأنّ النوم موت أصغر؛ فالله جل وعلا قال: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}.
النوم يموت والذي تأخذه السِنة لا يكون قيوماً.
فالله حي كامل في حياته، وقيوم كامل في قيومته، فكمال الله في حياته لا يأخذه نوم، وكمال الله في قيومته لا تأخذه سنة.
السنة غير النعاس، السنة مقدمات النعاس.
لذا العلماء يقولون النعاس في العيون والجفون، والسِنة ثقل في الرأس.
يعني السِنة مقدمة للنوم؛ فقبل النعاس تأتي السِنة.
فالمنفي عن الله عز وجل السِنة، وهذا دلالة على كمال قيومة الله عز وجل؛ فلا يجوز أن تقرأ: {كلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} وتنسى قوله تعالى: {الله لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}.
هل لله وجه؟
نعم لله وجه كما أخبر عن نفسه سبحانه وتعالى.
هل نفسر كل شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ أن الوجه يبقى وما عداه يزول؟
أعوذ بالله، هذا كفر، أن نقول عن الله أنه ليس بحي، فالله عز وجل حي كامل في حياته، كامل في قيومته.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٩، جمادى الأولى، ١٤٤٠ هـ
٢٥ – ١ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor