السؤال الثاني:
أخت تسأل فتقول ما ردك على من يقولون بأن الحج عبادة وثنية لأنها طواف حول حجر الكعبة وهو من أعمال الجاهلية؟
الجواب:
الطواف ليس من أعمال الجاهلية.
الجاهلية تلقت تعظيم الحج من إبراهيم عليه السلام.
والحج مداره على توحيدٍ ومداره على اتباع.
فكان العرب يقولون(لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك إلا مليكاً هو لك وما ملك) كان هذا شعار التلبية عند العرب في الجاهلية، فلما دخل عليهم
الدخل (وكانوا قد أخذوا تعظيم الكعبة وتعظيم الحج من إبراهيم عليه السلام) فلعبت بهم الشياطين وأدخلوا الشرك، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وبيّن أن الحج وما حول الكعبة وما يلزم الحج إنما هو اتباع لملة إبراهيم عليه السلام.
عن عمر رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبَّله فقال : والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبِّلُك ما قبلتك . رواه البخاري (1520) ومسلم ( 1720 ) .
فالحج اتباع، حتى تقبيل الحجر الأسود إنما هو اتباع .
وفي الحج إذا نظرت إلى أحكامه ففي الحج تقبيل لحجر ورمي بحجر، فنُقبل ما قبّل النبي صلى الله عليه وسلم ونرمي الحجر على النحو الذي رماه النبي صلى الله عليه وسلم، فالحج فيه تقبيل الحجر الأسود ورمي الجمار، فهذا من الحج وهذا من الحج، ونفعل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وصرح النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر .
عن جابر بن عبدالله: رَأَيْتُ النبيَّ ﷺ يَرْمِي على راحِلَتِهِ يَومَ النَّحْرِ، ويقولُ: “لِتَأْخُذُوا مَناسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه”.
صحيح مسلم ١٢٩٧ •
فالحج فيه جمع الأمة على قبلة واحدة، وعلى اتجاه واحد، فهذه الأمة تعبد إله واحداً ، وتتبع نبياً واحداً ، وتتجه إلى قبلة واحدة.
فالعجب ممّن كان هذا حالهم في عبادتهم لربهم أن يتفرقوا وأن لا يجتمعوا، فهذه آفة المسلمين اليوم ، تفرقوا شذر مذر وما فهموا دروس الحج.
فالحج مؤتمر للمسلمين في كل عام كما أن الجمعة مؤتمر للمسلمين في كل أسبوع، وهكذا.
فالشرع أراد من هذا المؤتمر أن يأتي بثماره وأن تَعظُم هذه الأمة.
والحج من أكثر المظاهر التي تدل على وحدة المسلمين وعلى اجتماعهم.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٨، رجب، ١٤٤٠ هـ
١٥ – ٣ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor