السؤال الخامس:-
عند عروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء
–تعقيب للشيخ:
عندنا إسراء وعندنا معراج
الإسراء: عندما ركب [فيها] النبي صلى الله عليه وسلم على الدابة (البُراق) من مكة المكرمة -من بيت عمته أم هانئ- إلى المسجد الأقصى.
والمعراج: صعود النبي صلى الله عليه وسلم من الأقصى إلى السماء السابعة.
هذا هو الإسراء والمعراج والفرق بينهما.
تكملة السؤال:
فالأخ يقول: عند عروج النبي صلى الله عليه وسلم يعني من الأقصى إلى السماء السابعة، هل رأى الأنبياء أرواحا وأجسادا أم أرواحا [فقط] ؟
الجواب:
أولا: الإسراء والمعراج هل كان بالروح أم بالروح والجسد؟
كان بالروح والجسد، يعني كان بروح النبي صلى الله عليه وسلم وكان بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وهذه أشياء يجب [فيها] على العقل أن يخضع لسلطان النص وأن يؤمن بها .
أبو جهل يقول لأبي بكر: أين محمد صلى الله عليه وسلم؟
غاب عنا الليلة الماضية ما رأيناه !
قال: أسري به إلى الأقصى.
فأبو جهل – والحمد لله ما كان الصحابة مثلنا- قال: هذا الكلام لو جمعت لك قريشا تُحدث به.
قال: أحدث به.
طبعا أبو جهل قال: هذه الضربة القاضية لمحمد صلى الله عليه وسلم وأنه كذاب.
طبعا محمد صلى الله عليه وسلم معروف بين الناس كلهم بصدقه وأمانته، فجمع له الناس وحدث به.
وفي حديث الإسراء تقول عائشة : ” لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى أَصْبَحَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِذَلِكَ ، فَارْتَدَّ نَاسٌ مِمَّنْ كَانَ آمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ ، وَسَعَى رِجَالٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالُوا : هَلْ لَكَ إِلَى صَاحِبِكِ يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ؟ قَالَ : أَوَقَالَ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : لَئِنْ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ ، قَالُوا : أَوَ تُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، إِنِّي لأَصُدِّقُهُ بِمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ أُصَدِّقُهُ فِي خَبَرِ السَّمَاءِ فِي غُدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ “.
رواه الحاكم (3/81)(4458)
وصححه الشيخ الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (306).
فالذي صدق النبي صلى الله عليه وسلم بخبر السماء يصدقه على خبر المعراج .
فالأصل أن تتسع عقولنا وقلوبنا لصدق كل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الرسول صلى الله عليه وسلم أسري به وعرج به بجسده وروحه ولقاؤه بالأنبياء بأجسادهم وأرواحهم .
ولذا المسجد الأقصى مسجد مبارك جمع الله الأنبياء جميعا لنبيه صلى الله عليه وسلم فيه.
الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون والنبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم سمع إهلال موسى بالحج.
ففي كِتَابٌ: الْإِيمَانُ بَابٌ : الْإِسْرَاءُ بِالرَّسُولِ 166( 268 ) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِوَادِي الْأَزْرَقِ، فَقَالَ : ” أَيُّ وَادٍ هَذَا ؟ ” فَقَالُوا : هَذَا وَادِي الْأَزْرَقِ. قَالَ : ” كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ هَابِطًا مِنَ الثَّنِيَّةِ ، وَلَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللَّهِ بِالتَّلْبِيَةِ “، ثُمَّ أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فَقَالَ :” أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ ؟ ” قَالُوا : ثَنِيَّةُ هَرْشَى. قَالَ : ” كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، خِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ ، وَهُوَ يُلَبِّي “. قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ هُشَيْمٌ : يَعْنِي لِيفًا.
فالفقهاء يقولون الإنسان المُهِل المحرم كلما غير حاله وطرأ عليه صعود يهل ويرفع صوته،.
فأن يجمع الله الأنبياء بأرواحهم وأجسادهم لنبينا صلى الله عليه وسلم أمر لا يستنكر وهو من الغيب الذي يجب على العقل أن يؤمن به.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٥، رجب، ١٤٤٠ هـ
٢٢ – ٣ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor