السؤال السادس:
أولا: نريد كلمةً على ما حصلَ لإخواننا المسلمين في نيوزيلاندا من الإجرام الذي حدث لهم؛
وثانيا: ما هي نصيحتكم للمسلمين الذين يقيمون في بلاد الكفر من أجل المال؟
الجواب:
الحق يحتاج إلى قوة.
مرحلة مكّة حقٌّ بلا قوّة،
ومرحلة المدينة قوّة بحق( حق تحميه قوة).
والمسلمون العزل في أي مكان من غير حقٍ يتعرضونَ لما يتعرَّضون له.
ولذا سلطان الشرع قال يحرم على المسلم أن يقيم في ديار الكفر كما في حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: ” بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً إِلَى خَثْعَمٍ فَاعْتَصَمَ نَاسٌ مِنْهُمْ بِالسُّجُودِ ، فَأَسْرَعَ فِيهِمُ الْقَتْلَ ، قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال : ( أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ )، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ ؟ ، قَالَ: ( لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا ) ” .
رواه أبو داود ( 2645 ) ، والترمذي ( 1604 ) . ، وصححه الشيخ الألباني
في ” إرواء الغليل ” ( 5/30 ) .
والمسلمون الذين في بلاد الكفر هل لهم حقوق؟
نعم لهم حقوق كسائر الناس.
والكفار الذين ينادون بالإرهاب وأن الإرهاب إنما هو من المسلمين؛ هذا كذب.
الذي يمارسه اليهود في فلسطين إرهاب وإرهاب وإرهاب.
والذي حصل في نيوزيلاندا من أعتى وأشد أنواع الإرهاب.
فالإرهاب سلوك شاذ لا عقل له ولا دين له، فالإرهاب شذوذ في الإنسان أيّا كان.
ولا يُنظَر إلى أن الإرهابي_كما جرت وتواطأت وسائل الإعلام_أن الإرهاب إنما هو في حق المسلمين.
هذا من أعتى وأشد وأبرز صور الإرهاب.
واحد والناس يصلون في الجمعة يدخل عليهم برشاش ويبدأ يحصد أرواح الناس ووصلت أرواحهم إلى قرابة السبعين رجل في أواخر الإحصائيات التي صدرت، يعني التحق عدد كبير من الجرحى أصبحوا قتلى وكانت جروحهم بليغة فوصلوا قرابة سبعين رجل.
فهذا الذي جرى يدل على سماحة الإسلام.
والله لو أن الكفار يعرفون فضل الإسلام وسماحة الإسلام؛ لما ترددوا لحظةً واحدةً في الدخول في الإسلام.
والبشرية كلها في خسارة وفي ضياع بسبب غياب الإسلام، فالإسلام جاء ينظم علاقة الإنسان مع الله ، وجاء ينظم علاقة المسلم مع المسلم، وجاء ينظم علاقة المسلم مع الكافر، وبحقّ وبعدل.
فالذي جرى هو إرهاب في موازين البشرية كلها، ويصان عنه الأخلاق وتصان عنه الأعراض وتصان عنه العهود وتصان عنه ما عرفت البشرية من تنظيم العلاقات بين الناس.
كنا السادة في يوم من الأيام ونتحدى البشرية جمعاء أن يدينوننا بشيء.
وإذا أردت أن تعرف الكافر وأن تعرف أخلاقه فانظره في وقت سيادته وفي وقت قوّته.
إذا أردت أن تعرف الأخلاق انظر إلى أخلاق الناس حينما يكونون هم الأسياد.
كنا أسياداً ونقبل في نيوزيلاندا فيما جرى أن يعاملونا كما عاملنا به عبيدنا.
فالعبد الذي هو عندك يجب عليك أن تُطعمه مما تطعم ، وأن تُشربه مما تشرب، وأن تُلبِسه مما تلبس، هذا في شرعنا.
فكيف يدخل إنسان برشاش ويحصد هذه الأرواح ولا جرم لهم وما فعلوا شيئاً إلا أن يقولوا ربنا الله.
فهذا الذي جرى يدل على وحشيةِ من لا يؤمن بالله وأنه لا يخاف الله عزوجل وأنه لا يقيم لخلق الله عز وجل وزناً.
وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوّةَ إلا بالله.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
١٥، رجب، ١٤٤٠ هـ
٢٢ – ٣ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor