السؤال الحادي عشر:
شخص نذر أن يعطي شخصا آخر مبلغا من المال، فعندما أعطاه المبلغ رفض المال، فما الحكم؟
الجواب:
هل يجب على الفقير أن يأخذ سواء صدقة أو نذر أو ما شابه؟
لا.
هل يجب على الغني أن يدفع؟
نعم.
ولذا ذهب بعض أهل العلم أن هذا مُرجِّح على أن الفقير الصابر أفضل من الغني الشاكر.
قالوا الغني يحب أن يدفع، والفقير لا يجب أن يأخذ؛
قالوا: فالفقير الصابر أحب إلى الله عزوجل من الغني الشاكر.
فإذا نذرت أن تدفع وسميت الشخص فالأصل أن يأخذ، فإن لم يأخذ فيأتي حديث صحيح عند الإمام مسلم
، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ “.
عن عقبة بن عامر الجهني – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” إنما النذر يمين، كفارتها كفارة يمين ”
انظر الصحيحة: 2860
نذرت أن أعطي فلانًا وسميته وحددت هذا الرجل فهو أبى، فحينئذ عليك كفارة اليمين.
وأما إذا نذرت نذرا مطلقا فأي فقير تعطيه فلا حرج في ذلك، والله تعالى أعلم.
ما الفرق بين النذر وبين اليمين؟
وهذا من تدقيقات أهل العلم، والفروق من المسائل المهمة التي يحتاجها طالب العلم لما يتقدم في الطلب؛ وابن رجب في كتابه القواعد يقول: أن الأصل في النذر الوفاء، وعندما لا تستطيع فتتحول إلى كفارة اليمين.
وأما الأصل في اليمين، فتسعى للأرفق بك، وليس الأصل فيه الوفاء، إن حلفت على شيء ورأيت غيره خيرًا منه، فلك أن تكفر عن يمينك.
أما إن نذرت، فالأصل أن تفي بنذرك؛ فمتى تلجأ لكفارة اليمين عند النذر؟
لما يتعذر، لما لا تستطيع.
هل هكذا اليمين؟
لا؛ اليمين الأصل فيه أنك مخير إن رأيت غيره خيرًا منه فتأتي الذي هو خير.
أما النذر، فأنت لست مخيرًا فيه، أنت الواجب عليك أن تفي به، متى تلجأ لكفارة اليمين، عندما لا تستطيع أن تفي بالنذر.
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٢٢، رجب، ١٤٤٠ هـ
٢٩ – ٣ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor