السؤال الثالث عشر:
هل يجوز أن يُرسِل الرجل زوجته إلى الأفراح التي فيها أغاني و موسيقى ؟ وعند سؤال بعض طلبة العلم عن هذه المسألة قال: هذا تشدد ولا أرى حرجا .
الجواب:
الكلام صواب و خطأ؛ إذا كان الغناء فيما بين النساء وهو شرعي، فعن عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو)).صحيح البخاري 4868.
فهذا أمر لا حرج فيه، وليس من المعقول عرس ما فيه غناء، لكن غناء بضوابطه الشرعية.
والنبي ﷺ لما حصل عرس قال: (هل معكم اللهو فإن الأنصار يحبون اللهو) .
الحديث « عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا زَفَّتْ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺَ يَا عَائِشَةُ مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ فَإِنَّ الْأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمْ اللَّهْوُ » رواه أحمد و البخاري
و علّم النبي ﷺ ماذا تقول النساء، فعن عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ : ” مَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ ؟ ” ، لِيَتِيمَةٍ كَانَتْ عِنْدَهَا ، فَقُلْتُ : أَهْدَيْنَاهَا إِلَى زَوْجِهَا قَالَ : ” فَهَلْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا بِجَارِيَةٍ تَضْرِبُ بِالدُّفِّ ، وَتُغَنِّي ؟ ” قَالَتْ : تَقُولُ مَاذَا ؟ قَالَ : ” تَقُولُ : أَتَيْنَاكُمْ ، أَتَيْنَاكُمْ فَحَيُّونَا ، نُحَيِّيكُمْ لَوْلَا الذَّهَبُ الْأَحْمَرُ مَا حَلَّتْ بِوَادِيكُمْ وَلَوْلَا الْحَبَّةُ السَّمْرَاءُ مَا سَمِنَتْ عَذَارِيكُمْ ” .[صحيح البخاري – الذبائح والصيد (5162)]
فالنبي صلى الله عليه وسلم علمهم ماذا يقولون .
فإذا كان الغناء على هذا النحو هذا أمر لا حرج فيه .
أما موضوع الغناء بين الرجال و بين النساء، والاختلاط أو الغناء بين النساء بدون الضوابط الشرعية المعروفة؛ فهذا ممنوع.
وأصحاب الديانة – والذي أفعله مع أقاربي- لا أقطعهم ولا أُشاركهم في أفراحهم إن وجد فيها مخالفات، ولكن أتقصد و أتعمد أن أزورهم بعد الفراغ من أعراسهم ،أزورهم، وأخلوا بهم وأُذكرهم بالله عز و جل.
فما تقطع الناس، ولكن لا تشاركهم في المعاصي .
و أهل العلم يقولون- وذكرت لكم هذا أكثر من مرة – يقولون من كان في جنازة ورأى منكراً فلا يرجع؛ لأن الجنازة حق الميت، ومن كان في عرس فرأى منكراً فيرجع؛ والفرق: لأن العرس حق لأصحابه، فإن رأيت منكراً فالواجب عليك أن تُنكر .
والعادات تتفاوت، ولكن من فضل الله عز و جل فأصبح الآن و لله الحمد والمنة يوجد فقه، ولكن أسأل نفسي سؤالا – ولعل الكلام الذي أقوله يستنكره بعض الإخوة – ولكن هو الذي أعتقده صواباً ، يعنى جعل العرس مُحاضرة أو مجموعة مُحاضرات و يُحاضر مجموعة من المشايخ والله هذا يتنافى مع العرس .
فالعُرس، ترفيه عن النفس ويلتقي الرجال؛ كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى «كان رجال السلف الصالح لا يجتمعون في أعراسهم إلا على الوليمة، فلم يكونوا يعرفون ضرب الكف بالكف و لا ضرب الكف بالدُف ولا يفعله الا المخنثون من الرجال»؛ فهذه أعراس الصحابة .
عُرسك تريد أن تفرح و يفرح إخوانك أُدعوهم لطعام الوليمة، والوليمة تكون بعد البناء بعد أن تبني بزوجك .
وأما أن تُحضر الناس على كيك أو شيء ومحاضرات متتالية!
يعني أقول ترك الناس على سِمَتهم و على كلامهم أحسن من المحاضرات.
وما الذي ألجأ الناس للمحاضرات؟
هو ردة فعل للمخالفين.
الصحابة رضي الله عنهم في أعراسهم ماذا كانوا يصنعون ؟
يدعون على الوليمة، وما كان الواحد منهم يحاضر و ما كان الواحد منهم يُلقي شيء.
فأحيانا نُضيق على الناس في المحاضرات حتى نُصلح لهم مخالفاتهم التي يرتكبونها في الأعراس .
هذا سبب كلام المشايخ في الأعراس، وإلا والله أنا لمّا أُدعى إلى عُرس الأحب إليّ أن يكون الكلام حديثاً عاماً.
أنا أشارك الإخوة في أفراحهم، و أنا أتكلم مثل ما يتكلم الناس دون أن أجلس وأحاضر أو ما شابه.
لكن إذا المحاضرة تُصوب أغلاط بعض الناس لا أرى في هذا مانعاً .
والله تعالى أعلم.
⬅ مجلس فتاوى الجمعة:
٢٢، رجب، ١٤٤٠ هـ
٢٩ – ٣ – ٢٠١٩ افرنجي
↩ رابط الفتوى:
⬅ خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍?✍?
? للاشتراك:
• واتس آب: +962-77-675-7052
• تلغرام: t.me/meshhoor